Sunday 7th April,200210783العددالأحد 24 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وسام القلم وسام القلم
تلك الأعماق
تهاني بنت عبدالكريم المنقور

مازال يركض بين أعماقي
جواد جامح..
سجنوه يوماً في دروب المستحيل..
مابين أحلام الليالي
كان يجري كل يومٍ ألف ميل «1»
(1)
أركض..
ولا زلت أركض..!!
وماذا بعد كل ذلك الركض..؟! إلى ماذا تريدين الوصول..؟! أما سئمتِ أيتها الأعماق من الركض في مساحات لاتملكينها..؟!؟!
أما مللتِ من رعاية تلك المساحات وحمايتها وهي تعود في ملكيتها لغيرِك!؟! رحماكِ أيتها الأعماق..
رحماكِ..
أإلى هذا الحد تدخل بك حدود العطاء.. إلى عالم العطاء المنتهي بلا نهاية!!!
وأي حب عظيم يسكنكِ!! ويصل بكِ الى مشارف المدى المفتوح..!!!
وأي لغة وفاء تتحدثين عنها..؟! أي عالم جميل ونظيف تشيدين كيانه بالأعماق على تلك المساحات.. ثم ترحلين عنه ليقطنه غيرُكِ من القلوب..!!!
ورغم كل ذلك..
لا تزالين تركضين.. بكل لغات العالم.. في موطن المشاعر!! لاتزالين تسابقين أنفاسك. من اجل البقاء.. الوفاء.. الوجود..!!!
لاتزالين تكتبين كل مساء على بتلات زهرة.. غرستها على شرفة قلبك ابجديات الاعتراف.. بلغة الولاء والحب والعطاء..!!
لاتزالين تكتبين رسائل مزجتها بذاكرتك المرهقة بارهاقات الحياة.. تبحثين بها عن لغة النسيان.!!
<< أين لغة النسيان.. تلك التي يتحدثون عنها؟!
أين هي..؟!
أريد إتقانها..
أريد أن أسكنها..
وأن أصنع لذاتي عالماً جميلاً..
عالماً نظيفاً.. قدر المستطاع..!!
لأعيش بسلام!!!
ورغم كل ذلك..
تعودين أيتها الاعماق.. للركض مجدداً..!!
تركضين.. وتركضين..
وكل صباح تعانقين الفجر.. وتودعين المساء..!!
لتركضي..
في دروب المستحيل..!!!
(2)
آه..
أيتها الأعماق..
لو تعرفين كم اكتم تنهداتي..
كم أبحر في دموعي..
كم أسكنك لأحافظ عليكِ!!
وأنتِ..
تسكنين مساحات اخرى.
تحمينها..
تبكينها..
تتنهدينها..
فإلى مت.. وركضك المستديم في دروب المستحيل؟!
(3)
هاهو الفجر يودِّعني..
وكل المساء..
لأكتنف بظلامه..
وأرسمكِ بلون الغروب..
على بحر الخليج العاشق..
أرسمكِ..
بكل أبجديات العطاء.. والعطاء
بكل أبجديات الصِّدق.. والصدق
بكل أبجديات العالم الجميلة..
لتعلن أنَّكِ أيتها الاعماق
الأعمق عمقاً في أعماقي..!!
(4)
خارج من الأعماق..
خارج بوحي هذا عنك ايتها الاعماق..
داخل إلى ذاتك ايتها الاعماق..
ها انا أشعل قلبي شمعة داخلك..
فلا تطفئي ضوءه..
ولا تكسري لهيب عطائه..!!!
فهل لتلك الشمعة..
التي اشعلتها للواتيها الأعماق..
بآخر عود ثقاب..
البقاء..
البقاء..
مضيئة داخلك!!؟؟؟!!
(5)
كل الشكر والتقدير.. الأخ الكريم فهد التويجري.. شاكرة لك كل ماتكتبه وسيكون لي وقفة كاملة مع كل خواطرك والتي تعلن عن قلم قادم بقوة!!! لك الشكر..

للتواصل: ص.ب 56951 الرياض 11564

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved