قبل واحد وعشرين يوماً توجه وفد صحفي من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، بدعوة من وزارة الخارجية الامريكية، الوفد تكون من ستة صحفيين بواقع صحفي من كل دولة فالى جانب صحيفة «الجزيرة» من المملكة كانت صحف الاتحاد من دولة الامارات وعمان من سلطنة عمان والايام من مملكة البحرين ووكالة الانباء القطرية من قطر والرأي العام من الكويت.
هدف الدعوة كما أفهمنا من قبل المسؤولين الإعلاميين في السفارة الأمريكية في الرياض ومكتب الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن هو التأكد من حسن معاملة الولايات المتحدة الأمريكية للجاليات العربية والإسلامية، ورؤية أمريكا بعد حادثة 11 سبتمبر والتسامح الديني بين المسلمين وباقي الأديان في أمريكا.
البرنامج الذي وضع لهذه الرحلة، كان يخدم هذا الهدف.. والذي فهمته منذ الاجتماع الأول مع مسؤول الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية الأمريكية السيد بيتر كوفاش أن الرحلة تندرج ضمن مفهوم العلاقات العامة الذي نشطت أمريكا لتنفيذه بعد ازدياد الاحتجاجات والاستياء في الدول العربية والإسلامية من تعرض الجاليات العربية والإسلامية الى اهانات وإيذاء وإساءة في الأراضي الأمريكية.
في الاجتماع مع السيد بيتر كوفاش كان الطلب مباشراً «الزيارة تهدف الى اطلاعكم على أرض الواقع كيف تعامل أمريكا مواطنيها والمقيمين على أراضيها العرب والمسلمين، وعلى عكس الزيارات التي تنظمها أمريكا للصحفيين الأجانب عرب وغيرهم التي كانت تهدف الى الاطلاع ومعرفة المعالم الثقافية والمؤسسات السياسية فان الزيارة الحالية تتطلب الكتابة كما نشاهده»..!! ومعنى هذا دعوة للاسهام في تحسين صورة أمريكا التي تشوهت كثيراً.
والحقيقة التي يجب الاشارة اليها في بداية مقالاتي في أمريكا ان المسؤولين عن البرنامج تركوا لنا الخيار في الالتقاء بمن نريد وإضافة إلى البرنامج المكثف نقاط اضافية وتركو لنا الخيار بالتوجه وسؤال أي من المنظمات والجماعات والشخصيات العربية والإسلامية وفعلاً استضفنا العديد وتم تلبية طلباتنا، مما جعل كل يوم من الرحلة يبدأ في الصباح الباكر حتى المساء، وهذا ما جعل الحصيلة كبيرة ومتوازنة مسؤولون أمريكيون يشرحون ويوضحون الموقف حسب قناعاتهم ومسار سياسة بلادهم، وأمريكيون عرب ومسلمون بعضهم دافع عن وطنه الثاني أو الأول أمريكا بشدة والبعض الآخر كشف عن القلق والخوف من المستقبل في بلد الحلم الأمريكي.
كما شاهدنا وسمعنا في بلاد الحلم الأمريكي...أو بلد التسلط الإمبريالي ستتواصل الكتابة في هذه الزاوية في صفحات أخرى ، وبالذات عن المواطنين السعوديين.. وعن الساعتين اللتين هزتا العالم وعما حدث في نيويورك في 11 سبتمبر وعن ابراج مركز التجارة الدولي وعن المحتجزين في معتقل الإكس في قاعدة جوانتانامو في كوبا.
| 
