التجارة الرابحة

الحمد لله .... والصلاة والسلام على رسول ا لله ..
الكثير يستطيع أن يعطيك محاضرات في أهمية الإنفاق في أوجه الخير... الكثير يستطيع أن يسرد لك الأدلة من الكتاب والسنة عن أجر المنفقين في سبيل الله... الكثير يستطيع أن يكون منظراً في هذا الجانب... الكثير يستطيع أن يكون متحدثاً بارعاً.. خطيباً مصقعاً .. بل شاعراً... وناشراً..
ولكن وبالمقابل قلة قليلة من الناس عند ما يأتي المحك .. تبادر إلى الإنفاق في سبيل الله قلة من الناس تطبق ما تسمعه واقعاً عملياً...
يجب أن نعترف أننا لا نعاني من قلة وجود الأغنياء بيننا ... بل هم ولله الحمد كثر... قلة هم أولئك الذين يدركون أهميةالأعمال الخيرية.
نحن نملك في النظام الإسلامي.... أعظم نظام في إدارة الأموال وتوزيعها على وجوه الخير... من زكاة ... إلى الصدقات..
أذكر أن أستاذ الاقتصاد الأمريكي قال لطلابه في الكلية الأمريكية ..... لو كان عندنا في هذه الولاية نظام للزكاة تماماً مثل الذي عند المسلمين لما كان في هذه الولاية فقير واحد.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لو أن رجال الأعمال المسلمين أخرجوا زكوات أموالهم في العالم الإسلامي طولاً وعرضاً فهل سيبقى فقير واحد لدينا الجواب أتركه لكم.
وبما أن الكلام عن الأعمال الخيرية.... فإنه مما يثلج الصدور... أن الناس أصبح لديهم وعي في هذا الكلام.
فأصبحت الأعمال الخيرية لا تعني فقط بناء المساجد ... بل امتدت إلى أمور حيوية أخرى يحتاجها المجتمع.... هذا الوعي الذي يجسده الشيخ/ محمد بن إبراهيم الخضير.....
عندما أوجد هذه المشاريع .. والتي تضم دار حضانة... وخياطة... ومأكولات .... ودار قرآن.. فهي تهدف إلى:
1 إيجاد فرص وظيفية للنساء.... بل وسعودتها.
2 القضاء على ظاهرة الخادمات عن طريق الحضانة.
3 تفعيل دور النساء اللاتي لهن دراية بأساليب الطبخ ... والخياطة ... وخلافه.
4 إيجاد مقر ثابت لدار القرآن النسائية.
وبما أن الكلام عن الشيخ.... فإن الشيء بالشيء يذكر....
فهذا الرجل ومن خلال تعاملنا معه في جمعية القرآن .... لا ينتظر منا أن نذهب إليه ... بل هو الذي يبادر ويأتي إلينا في مقر الجميعة ويقدم لنا التبرع.... يتلوه التبرع ... بلا كلل ولا ملل إنه نموذج فريد قل أن تجد له مثيلاً...... في زمن كثرت فيه الماديات وأصبحت تجارة البعض من أجل الدنيا والدنيا فقط.