Saturday 6th April,200210782العددالسبت 23 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حتى يضع خطاً أحمر للنهاية حتى يضع خطاً أحمر للنهاية
هذه حقيقة عنترة وما عداها خطأ

عزيزتي الجزيرة:
اطلعت على ما كتبه عيد بن عوض بن مربح الرشيدي بعدد الجزيرة 10770 يوم الاثنين 11 محرم 1423ه وكذلك ما كتبه الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل في عدد سابق وكذلك ما كتبه الباحث الاماراتي حسين البادي وهو الذي بدأ بالكتابة وعقب عليه المذكوران حيث ابديا وجهة نظرهما فأصبح الموضوع المطروح للنقاش مثيرا للجدل حول (فارس بني عبس عنترة بن شداد) والذي جاء في الأثر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عنه (ما وصف لي أعرابي قط فتمنيت أن أراه إلا عنترة).
ومن باب أمانة الكتابة فقد قمت بالرد بجريدة الخليج التي تصدر في الشارقة بدولة الامارات، وحيث استفحل الامر وأصبح كلٌ يدلي برأيه ويعلم الجميع ان من يكتب تصبح الكتابة شاهدة عليه يوم القيامة.
وحفاظا على التاريخ وبحثاً عن الحقيقة ولا شيء سواها وبصفتي ممن كتب وألف في التاريخ فيجب ان اساهم في موضوع (موطن بني عبس) المنتشر في عموم الجزيرة العربية. ولكن نقول بأن قبر عنترة يقع في الجواء بالقصيم يقول في معلقته:


يا دار عبلة بالجواء تكلمي
وعمي صباحا دار عبلة واسلمي

ويقول:


وتحل عبلة بالجواء وأهلنا
بالحزن فالصمان فالمتلثم

والحزن والصمان والمتلثم في شرقي نجد، وعنترة من فرسان حرب داحس والغبراء والذين دامت حربهم اربعين عاما حيث دخل الحرب وعمرهُ عشرون عاما واستمر حتى بلغ الستين. عاش تلك الفترة تحت ظلال السيوف ولكن وفاته جاءت بسبب العطش ذهب يبحث عن جمل له بين شرج وناظرة شرقي نجد فهلك عطشاً.
أما ليوا الاماراتية فهي موطن قيس بن زهير العبسي الذي رحل اليها مع عمرو بن رواحة العبسي واسسوا مكاناً اسمه الجوا ولكن سكان عُمان والخليج يطلقون على الجيم ياءً فتحولت من الجواء الى اليوا. يقول بشير بن ابي العبسي مُعَيِّراً آل زهير بغُربة قيس عن دياره الأصلية


وإن الرباط النكد من آل داحس
أبين فما يفلحن يوم رهان
جلبن بإذن الله مقتل مالك
وطرحن قيساً من وراء عُمان

وكان رحيل قيس بعد الصلح الذي جرى بين عبس وذبيان رغم قوة ذبيان وتحالفها مع بني أسد وطيء وبعد معركة الهباءة وكان الشاعر زهير بن ابي سلمى من دعاة السلم حيث اقترح دفع ديات المقتولين لأنه يعرف كثرة اموال بني حرة ذبيان.
أما ما ذكره الرشيدي من ان عنترة بن شداد العبسي اشهر الفرسان موجود في بلد الرشايدة واستند أن الاصمعي ذكر ان عنترة ولد ونشأ ودفن في بلاد عبس في كتابه (سيرة عنترة بن شداد) ج 8 ص 184 وكذلك في كتاب عمر ابو النصر (عنترة بن شداد فارس العرب وبطل الصحراء) ص 218.
فإن هذه الاستشهادات ضد ما تقوله وليس دليلا على ما تقوله فبلاد عبس (الجواء) بلاشك وهي الموطن الحقيقي لعنترة اما التحقيق الصحفي الذي يشير الى أن منطقة النعي القريبة من حائل موطن عنترة فهذا اجتهاد لا يرقى الى الحقيقة والتحقيق الذي صدر في مجلة اصداف العدد 40 في سبتمبر 2001م بُني على روايات مختلفة من الآباء والاجداد ويمكن الرجوع الى مؤلف يقع في جزأين عن قبيلة عبس للدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل ففيه الحقائق الدامغة والبرهان الواضح الذي يفيد الباحثين عن قبيلة عبس ومنهم عنترة.
وإنني أثق بأن جريدة الجزيرة فتحت الباب للقراء والباحثين حتى يستفاد من آراء الجميع ولكن .
أرجو ان يعيد النظر الاخ عيد الرشيدي والأخ حسين البادي من اجل الحقيقة فالكتابة امانة والكاتب انسان يخطىء ويصيب. والتاريخ اجتمعت فيه الحقائق والأكاذيب والخيالات والأساطير فلا يبدي المرء بأقوال في صميم التاريخ تخالف ما اكده المؤرخون الثقات ولقد حزنت كثيرا عندما ذكر الرشيدي ان علم الرشايدة مسرح لحرب داحس والغبراء استنادا الى المؤرخ المصري محمد الطيب في (موسوعة القبائل العربية بحوث ميدانية وتاريخية) وانني هنا اقول كلٌ ينشد على ليلاه، ويطالب بأن يكون موطنه موطن عنترة بن شداد علَّ ان يجد في جماعته من يكون اشبه به شجاعة وشهامة ولكن الحقيقة مرَّة لدى البعض.
إنني اثق كل الثقة في دكتورنا (الفيصل) فهو الفيصل في نقل الكلمة ولديه المؤهل الذي يجعله اهلا بأن يكتب في تاريخ الماضي المبني على الحقائق لا كمن تأخذه العاطفة وحب الذات وهذا امر مخالف لأصول الكتابة في اعماق التاريخ.
وختاما اعتذر من الجميع وليس لي الرغبة في الرد ولكن عندما طال الامر واستشرى تدخلت حتى أضع خطاً أحمر للنهاية لأنني أدركت في نهاية الامر ان ذلك من واجبي كباحث ومؤرخ حمل على عاتقه أمانة الكلمة والله المستعان.
حمد بن عبدالله بن خنين
باحث بمجلة العدل

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved