الإدارة بالمواقف والاختيار الأمثل

الإدارة بالجدارة هي العنصر الأساسي للاختيار الأمثل للمسؤوليات الجسام على جميع مستوياتها ولذلك فقد كانت المقدمة الأولية لنظام الخدمة المدنية، والإدارة بوجه عام لها أنماط كثيرة خلاف الإدارة بالجدارة فمنها ما يسمى الإدارة بالمواقف وهذه عادة «لا نجدها الا في نوادر معدودة ولا سيما ممن يتمتع بأصالة فذة وعراقة أصيلة إذا لم تكن متوارثة أيضا» والتي يدور حديثي عنها هذه المرة في هذه المقالة الصحفية عبر هذه الجريدة التي أخذت على نفسها إيصال الحقيقة لأصحابها من باب الثناء على المحسن إحسانه وعلى المبدع إبداعه من أولئك الذين يعملون تحت طائلة ما يسمى بالجندي المجهول والمراد عنه هذا المقال هو سعادة الأستاذ خالد تركي العطيشان وكيل إمارة منطقة جازان حالياً الذي ورث تلك المواقف النبيلة والشجاعة الفذة عن والده رحمه الله تركي العطيشان الذي كان أحد رجال الملك عبد العزيز رحمه الله الأوفياء والمعتمد عليهم في كثير من الأمور فقد كان أميرا لواحة البريمي التابعة لمقاطعة الأحساء والتي تعرضت إلى الاعتداء الإنجليزي في أوائل السبعينات الهجرية تقريبا فما كان من المرحوم بإذن الله إلا الصمود في المواجهة بحكم موقعه في ذلك المركز الحدودي مما زاد الثقة به من ولاة الأمر في هذه البلاد والذي من حسن وفائهم وعطائهم تقدير مجهود المخلصين والأوفياء بما هو أحسن وما هو أفضل.
ثم ورث الأمانة من بعده ابنه خالد تركي العطيشان الذي نهج نفس نهج والده حينما كان محافظا لمحافظة الخفجي عندما تعرضت هي الأخرى للاعتداء أثناء احتلال دولة الكويت فقد كان البوابة الأولى لاستقبال أمير دولة الكويت ثم مارس دوره الجيد أثناء تلك المواقف العصيبة بكل كفاءة واقتدار مما زاد الثقة به واعتباره الرجل المناسب في المكان المناسب فجرى إسناد مهام وكالة إمارة منطقة جازان لسعادته فأبلى فيها البلاء الحسن والذي لا يزال يعطي جل وقته وجهده لخدمة عمله حيث لوحظ عليه أنه يعمل حتى الساعة الخامسة عصرا يوميا بدون كلل أو ملل ومع هذا الجهد المضني يتعامل بحسن السلوك في فن الإدارة وعدل الإمارة.
إن المسؤولية حينما توضع على أكتاف مثل هؤلاء النوادر فإنك تجد ما يعطي التأكيد القاطع في حسن الاختيار لمثل هذه الكوادر المميزة والله من وراء القصد.