Saturday 6th April,200210782العددالسبت 23 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مشيداً بصفحة مقالات مشيداً بصفحة مقالات
هذا دلوي خالٍ من الإشعاع !!

إن صفحة مقالات صفحة رائعة بروعتها وسمو قدرها فترى نفثات اليراع ونفحات الطيب خارجة من الأفواه فأردت أن أدلي دلوي في الدلاء فتاهت أفكاري في بيداء الحقيقة وسبحت في بحر خضم زاخر لاختيار هذا الموضوع. فقبضت أشد المحن علني أتمكن من تحليله أو أستطيع تشريحه وإلاّ بتشخيص الداء وعلى البقية الدواء. هنالك أمر لا مفر من اقتحام بابه والولوج إلى أسبابه، هذا الموضوع يتعلق بأهمية كبرى وغاية عظمى ويمس كيان البشرية بأكملها ويئده بمستقبله إن لم نتلاف ذلك ونبادر بدرء خطره واستئصال بذره ونبيده إبادة كاملة وإن لم نفعل ذلك فالأمر جد خطير.
تنعم المجتمعات المعاصرة بدرجات متفاوتة من التطور التكنولوجي الذي ينعكس زيادة في الاعتماد على الأجهزة الالكترونية نتيجة لذلك يعيش الانسان المعاصر وسط كم هائل من الحقول المغناطيسية والإشعاعات المغناطيسية. يتكون الحقل المغناطيسي من موجات صادرة عن التيار المتردد وبذبذبات مختلفة. هذه الموجات قادرة على التفاعل مع الخلايا البيولوجية البشرية والحيوانية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تغييرات فيزيولوجية داخل هذه الخلايا. ويتراوح مدى الذبذبات المستعملة عادة بين 50 هيرتز في خطوط النقل الكهربائية ونحو 1000 ميغاهيرتز في الهاتف النقال «الميغا = مليون».
أما الذبذبات العالية جداً فتنتج إشعاعات مغناطيسية بدلاً من حقل مغناطيسي.
فهنالك دراسة على أن الأطفال المعرضين بشكل شبه متواصل لحقل مغناطيسي يزيد على 2.0 ميكرو تسلا (تسلا هي وحدة قياس الحقل المغناطيسي وتساوي ويبر كل متر مربع) تزيد عندهم نسبة الإصابة بأمراض سرطانية.
إن الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن التليفون المحمول (الجوال) تحدث تأثيراً على الأنسجة الحية وأشارت الدراسة إلى أن مستخدمي التليفون المحمول تزداد سرعة استجابتهم للكلمات التي تظهر على شاشته، الأمر الذي أرجعه المتخصصون إلى إرتفاع طفيف في درجة حرارة المخ، ويؤدي إلى سرعة تدفق الدم. فإن مستخدمي الهاتف النقال يصابون باضطرابات في النظر، والصداع.
إن معدّل تكرار النبضة أكثر من 200 هيرتز أي إشعاعات الموبايل «الجوال» تضرب خلايا المخ أكثر من 200 مرة كل ثانية وله تأثير بيولوجي نشط أكثر مما لو كانت إشعاعات مستمرة متواصلة بنفس هذه القيمة. وإن كثافة الطاقة المنبعثة تعادل 2.0 وات لكل مترمربع.
أما بالنسبة لتلوث الجو بتأثير السيارات والحريق. فإن أول أكسيد الكربون الناتج يمنع تأكسد الدم في الرئتين وإن المستويات المرتفعة من أول أكسيد الكربون بهواء التنفس يظهر معه الإجهاد الذهني والخمول والصداع وضعف البصر وانخفاض الكفاءة للعمل والمقدرة على تحصيل العلم والتعلم. وكذلك ينتج أول أكسيد الكربون من الاحتراق غير التام كحرق الخشب والفحم وحرق بقايا المحاصيل.
لقد أكدت الابحاث أن انبعاث مادة (MTBE) البديلة عن الرصاص، التي تضاف إلى البنزين الخالي من الرصاص إذا تسربت إلى المياه الجوفية أي إلى مصادر المياه وتلويثها فإن هذه المادة تسبب السرطان للحيوانات ومازال البحث العلمي جارياً حول أثرها السرطاني على البشر مع العلم أن منع استخدام MTBE)) يؤدي إلى زيادة انبعاث أول أكسيد الكربون والاوزون الأرضي.
وإنه نتيجة للتطور الصناعي فمن غير المتوقع أن تقل العوامل المسببة للتلوث البيئي، بل من المنتظر أن تزيد بزيادة المصانع ومخلفاتها والسيارات ونواتج احتراق الوقود المحتوي على عشرات المواد المسببة للسرطان. من أكثر العوامل البيئية التي يتعرض لها الإنسان في حياته التدخين وسوء استعمال الدواء، ونوعية الطعام، والاشعاعات التي يتعرض إليها.
إن أحد أخطر أنواع التلوث هو التلوث الاشعاعي الذي يتسم بميزتين خطيرتين على الانسان فالاشعاع لاتدركه الحواس ولا تكشفه إلاّ أجهزة خاصة، والمواد المشعة تعمرّ كثيراً. فالاشعاع نوع من الطاقة ذات السرعة العالية تحيط بنا وتؤثر علينا، وله مصادر مختلفة، بعضها طبيعي وبعضها صناعي، وتتمثل المصادر الطبيعية في النظائر المشعة الموجودة، داخل الجسم نتيجة لتناول الطعام والشراب واستنشاق الهواء، وكذلك المواد المشعة الموجودة على الارض والتي يتعرض لها الإنسان مثل مواد البناء، وإيضاً الإشعاع الكوني الوارد من الفضاء الخارجي.
ويتلقى المسافرون جواً والطيارون وطواقمهم جرعات إشعاعية أكثر من سواهم.
أما المصادر الاصطناعية للإشعاع فتتمثل في العلاج والتشخيص بالاشعة، ومشاهدة التلفزيون في مسافة قصيرة تقل عن مترين، والساعات الفسفورية. ونتيجة للتفجيرات النووية ، تهبط على سطح الأرض بعض المخلفات المشعة التي تكون عالقة بالغبار وبخار الماء في الجو، وتكون عالقة في الجو لسنوات عدّة وتنتشر مع الوقت حول الكرة الأرضية. فقد أقرت الهيئة الدولية للوقاية الإشعاعية بأن الحد المسموح به مما يتعرض له الإنسان هو خمسة مليسيفرت (وحدة قياس الاشعاع). أما المخاطر فهي الاصابات السرطانية الناتجة من تلف جهاز التحكم في الخلية.
ها أنا اختلست بعض الوقت لكتابة هذا الموضوع فإن وفقت فهذا ما أتمناه وإن لم أوفق فكفاني قولهم.


على المرء أن يسعى الى الخير جهده
وليس عليه أن تتم المقاصد

دكتور محمد حبيب أحمد الكنزي
الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved