Saturday 6th April,200210782العددالسبت 23 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وقفة مع جمعية الملك عبد العزيز الخيرية النسائية وقفة مع جمعية الملك عبد العزيز الخيرية النسائية
فهد العضيب

كم يكون المجتمع راقياً متعاوناً متكاتفاً عندما يكون أفراده أخوة يحب بعضهم بعضاً يسارع كل واحد منهم لقضاء حاجة أخيه الآخر ويحرص البعض منهم أن يكون هو السابق في الميادين الخيرية وهذا ما ألمسه في عمل كثيرٍ من أخواننا وأخواتنا المتطوعين في الجمعيات الخيرية في القصيم. وأنا وإن فاتني قطار للخير أو قصرت خطاي عن اللحاق به فلن تفوتني المشاركة في امتداح من أراهم يسارعون في الخيرات ويسابقون الريح في إيصال المبرات كما لن يفوتني دعوة البقية من إخواني وأخواتي للمساهمة في أعمال الخير كل الخير في دعوة عامة أوجهها إلى أهل الخير. القريب منهم والبعيد. بل إلى الأمة جمعاء للتذكير في محاولة إسعاد بعضنا البعض ومساندة بعضنا البعض والأخذ بيد بعضنا البعض نداء أوجهه للجميع في دعوة تشيع المودة والمحبة بين الناس وتنشر الإصلاح وتوثق الروابط وتقوي الصلات وتحبب النفوس إلى النفوس. دعوة تنزع الكره والبغضاء والحسد من قلوب الفقراء والمحتاجين وتزرع عندهم محبة الأغنياء والدعاء لهم بالمزيد. فلقد رأيت والله أناساً يحبون ناساً من كل قلوبهم ويتمنون لهم الخير دائماً . وسمعت ناساً يدعون لأناس أكثر من دعائهم لأنفسهم. وهذا والله هو الخير الكثير. وفيه إن شاء الله الأجر الوفير. دعوة إلى من أعطاه الله وحباه بنعمته وخصه برزق منه أن يشكر الله على ما أعطاه ويعمل على رفع الحاجة عن جميع الأسر المحتاجة.
دعوة أوجهها للجميع للتعاون مع جمعية الملك عبد العزيز الخيرية النسائية في بريدة. وهي كما يعلم الجميع منشأة اجتماعية خيرية ثبتت فاعليتها وجدواها وبانت وظهرت منفعتها وقد علمت أن الجمعية تعول وتكفل أرامل وأيتاماً وعجزة وثكالى ومطلقات ومع ذلك تقدم العون والمساعدة لكل ذي حاجة ممن ليس لهم بعد الله إلا ما يصلهم من مبرات الجعية ونفقاتها وإعاناتها الثابتة والمستمرة. ومصارف الجمعية ومنافعها كثيرة منظورة وغير منظورة كلها تصب في رفد ذوي الحاجات ومساعدتهم كي يتخطوا نوائب الزمان ويستطيعوا التعايش مع الآخرين. إن هذه النماذج من الخير التي أراها متوفرة في برامج الجمعية جعلتني أقف وقفة متأملة بيني وبين نفسي وأقول لو أعطى الأغنياء لزال فقر الفقراء إننا في المملكة العربية السعودية وبفضل من الله تعالى بعد أن وسع الله أرزاقنا وأسبغ علينا من نعمه الكثيرة التي لاتعد ولاتحصى نستطيع بما أعطانا الله أن نرفع شعار القضاء على الفقر في بلدنا وأن ندخل السعادة والسرور على من فقدها من إخواننا. وعلى أنفسنا فأنت أخي القارئ تسعد لإسعاد غيرك أو بإسعاد غيرك لك. وليس لإنسان أن يسعد بينه وبين نفسه أو يجلب السعادة لنفسه إلا إذا عمل عملاً طيباً أو صنع معروفاً أو أتى بصدقة أو إحسان.
إن الملايين الجامدة التي لا تتحرك من مواقعها والجري وراءها بهدف زيادتها دون الإنفاق منها لا يمكن أن يأتي بالسعادة للأفراد فالمبلغ في جمودها لا تتعدى كونها رقماً في دفاتر البنك أو في عقل صاحبها تثقل ذهنه وتشغل باله وقد يصيبه ركودها بالقلق والتوتر والعصبية بل والاكتئاب أحياناً. عندها لن توفر له الملايين السعادة ولن تنفعه العقاقير التي يشتريها بماله ولن تجلب له النوم الهادئ إلا إذا عاجل أمواله ونفسه وباشرهما بالعلاج الإسلامي الصحيح. إن من حكمة الله أنك تستطيع بأموالك أن تمتلك قصراً كبيراً وأن تشتري أثاثاً فخماً وأن تؤمن في حياتك جميع ما تتخيله من وسائل الرفاهية الحديثة والمراكب الفارهة وأن تأكل ما لذ وطاب إلا أنك لا تستطيع أن تملك السعادة إلا إذا وفقك الله وسلكت طرقها فالسعادة والسرور والحب والحنان وجميع العواطف الإنسانية النبيلة التي تكسب رضاء الله وحب الناس وتملأ قلب الإنسان فرحة وبهجة وسروراً وتبعد عنه الاكتئاب والتوتر والفتور ليست معروضة للبيع في الأسواق ولا هي سهلة المنال فما يسعد قلب الإنسان لا يشترى بمال ولا يقدر بمكيال ولا يمسك بقوة اليد ولكن يحسه الإنسان بقلبه وبين جوانحه كلما قدم صدقة أو صنع معروفاً أو عمل خيراً أو قضاء حاجة محتاج أو أصلح بين متخاصمين أو ساهم فيما ينفع الناس ومن المجرب أن الإنسان إذا أنفق وتصدق وبذل وأعطى أحس بالفرحة قد جاءته والنشوة تقترب منه وفي هذا المجال نجد الإسلام سباقاً لإعطاء الوصفات النافعة وبجرعات متراسلة وجيدة قال تعالى: (لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) آية 114 من سورة النساء. وقال: )قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون) وقال تعالى: ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها). وقال: (الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون).
والأحاديث النبوية الشريفة في هذا المجال كثيرة وشاملة منها على سبيل المثال. قوله صلّى الله عليه وسلّم : من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته. ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) وقوله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية الحديث). وقال صلّى الله عليه وسلّم: (ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو تصدقت فأبقيت).
تلك الأحكام والسنن الرائعة الجامعة النافعة تهدف إلى توثيق الروابط الاجتماعية بين المسلمين وإشعار كل مسلم أنه مسئول عن أخيه المسلم يحس بإحساسه ويتألم لألمه فيعمل قدر استطاعته ليقيه شر المحن والنكبات ويبعد عنه مرارة الفقر والحرمان عندها لا يحقد فقير على غني ولا ضعيف على قوي بل يشعر الجميع أنهم أسرة واحدة متحابة متعاونة والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم..
تلك الروابط الأخوية وذالك التكافل الاجتماعي يتبعه تحابب إيماني أراه عملاً بارزاً وفريداً من أعمال الجمعيات الخيرية ويمكنك أخي الكريم أن تدخل في دائرة تلك الأعمال وأن تكون من أهلها وأن يعمك فضلها وثوابها وأجرها وذالك بمجرد اتصالك بالقائمين على تلك الجمعيات وتعاونك معهم. فلا تتردد يامن أعطاك الله أن تكون ممولا لها أوعضواً فاعلاً فيها عسى أن تشملك دعوة مقبولة من محتاج ترفع مكانتك في الدنيا والآخرة وأنا أحتسب على الله ما أكتبه أو أقوله لك وأطمع في الأجر والثواب من الله عسى أن يجزيني ربي بذكرى تنفع المؤمنين.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved