Saturday 6th April,200210782العددالسبت 23 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الأمير سلمان.. نفسٌ مؤمنة ويدٌ معطاء الأمير سلمان.. نفسٌ مؤمنة ويدٌ معطاء
د. مها بنت محمد العجمي *

{الًحّمًدٍ لٌلَّهٌ الَّذٌي أّنزّلّ عّلّى" عّبًدٌهٌ الًكٌتّابّ وّلّمً يّجًعّل لَّهٍ عٌوّجْا }
الحمد لله الذي أنزل كتابا فيه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم، لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء، من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم.
هذه المعجزة البيانية الكبرى القرآن الكريم الذي انزله الله تبارك وتعالى على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين.
تعيش مملكتنا الحبيبة اليوم أمجاد الحاضر القائم على أصالة وعراقة الماضي وتستشرف بروح الواثق آمال المستقبل من خلال ما تتبناه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه من خطط طموحة في كافة المجالات، ويأتي على رأسها حماية الاسلام والذود عن حياضه عقيدة وشريعة لخدمة كتاب الله تعالى وطباعته ونشره وتوزيعه وترجمته لكل اللغات وتشجيع حملته وحفظته لما له من مكانة عالية، فهو خالد وسيبقى الى ان يرث الله الارض ومن عليها وصدق الله تعالى إذ يقول: {إنَّا نّحًنٍ نّزَّلًنّا الذٌَكًرّ وّإنَّا لّهٍ لّحّافٌظٍونّ }
ومن تلك الجهود المباركة مبادرة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز آل سعود امير منطقة الرياض بتخصيص جائزة سنوية لحفظ كتاب الله تعالى وتلاوته وتفسيره على مستوى المملكة وتمويلها على نفقته الخاصة، رغبة منه فيما عند الله تعالى من الأجر والثواب وإسهاما في بناء المواطن الصالح الناشىء على اخلاق القرآن الكريم وآدابه واحكامه ولربط الأمة بكتابها ودستورها تعليما وتعلما ويؤكد ذلك قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن فضل تعلم القرآن «خيركم من تعلم القرآن وعلّمه» حيث تعد هذه المبادرة أمرا ضروريا وفرصة ذهبية لتنشيط ذوي العقول الصحيحة والقرائح المتقدة لتتدبر كتاب الله ومعانيه وتستنير بنوره الأفئدة وتزكى النفس بعطر التقوى والايمان والتمسك بديننا وشريعتنا السمحة لحماية الشباب من الصدمات الحضارية والغزو الفكري والديني والثقافي الغربي والهجمات الشرسة على دستور الاسلام من قبل الإعلام الخارجي بتربية عقولهم وحواسهم بحفظ القرآن الكريم وتفسيره وتدبر معانيه واجادة تلاوته وما أحوج هذا الجيل من الشباب الى تزكية النفس وراحة الضمير ونقاء المنبع لأن هذه الجائزة رمز للكيان الحضاري الشامخ للمملكة التي تطبق احكام الله عزوجل في كل شئونها وترعى احوال المسلمين وتهتم بقضايا الاسلام في شتى بقاع العالم فيشيع الامن والطمأنينة.
ولا يسعنا في الختام الا ان نقول بوركت يا صاحب السمو الملكي وأنت تشجع الفتيان والفتيات في مملكتنا الحبيبة على حفظ كتاب الله وتدبر معانيه، لغرس القيم الاسلامية النبيلة والأخلاق السامية التي تسهم في تقدم المجتمع وارتقائه والحفاظ على هويته الاسلامية في عصر العولمة بأشكالها المختلفة وخصوصا العولمة الثقافية وهي أخطر أشكال العولمة، وتضعهم في صورة مثلى نقية شامخة كشمس جديدة ولبنة اخرى غرستها لحماية العقيدة وبذل الجهد والمال للذود عنها لتظل قواعدها راسخة قوية.
جعله الله عملاً خالصا لوجهه وجزاك الله عن الاسلام خيرا..
والحمد لله رب العالمين،،

* عميدة كلية التربية للبنات بالأحساء
«الأقسام الأدبية»

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved