في يوم مبارك آخر من الايام التي حبانا الله بها تنطلق فعاليات حلقة من حلقات الخير الدائمة بإذن الله، ففي هذا اليوم الزكي تنطلق فعاليات المسابقة المحلية على جائزة الامير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات في دورتها الرابعة.
يمثل القرآن الكريم المنهج الرباني المحفوظ بحفظ الله تعالى الذي ارتضاه لعباده في كل زمان ومكان، وهو الذي تجتمع عليه الأمة من اقصى المعمورة الى اقصاها، ولقد جعل الله وسائل حفظه مختلفة متنوعة متجددة حسب الازمنة والعصور.
ولعل من اهم تلك الوسائل المباركة في عصرنا هي المسابقات التي يتسابق فيها ابناء الامة الطيبون على اظهار ما بصدورهم وما حفظته عقولهم من كتاب الله على احسن وجه وبأجمل صورة، وتعددت المسابقات، وهذا فضل من الله تعالى علينا، ويجوز لنا القول إنها صارت تتسابق فيما بينها، كل مسابقة تبرز ميزاتها وخصائصها وصفاتها التي تجعل منها خصوصية فريدة في تعبيرها ولعل وسط هذا التنافس العطر المبارك نجد زهرة فوَّاحة على الدوام لم تزدها السنون الا عبقا وأريجا، لقد فاح عطرها وشذاها ليظلل ربوع المملكة الغالية، انها جائزة الامير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، وما احلاها من ثنائية ان تجتمع فلذات اكبادنا من ذكور واناث على الخير كل الخير في سبيل ابراز مدى الاهتمام بحفظ كتاب الله تعالى على مستوى الفرد، والاسرة، والمجتمع، والدولة والوطن، والامة.
لقد اكملت وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد وهي الجهة المنظمة للمسابقة والخبيرة بتنظيم امثال هذه المسابقات اكملت استعداداتها الكبيرة لاحتضان ناشئة وشباب الوطن، لقد كان العمل دؤوبا، وعلى قدم وساق، وخدمة كتاب الله تستحق ذلك بل اكثر، والثمر سيكون عظيما باذن الله، لا بل ستكون الاشجار باسقة مليئة بسلال الخير والعطاء.
لقد اكتسبت هذه المسابقة خلال سنوات اقامتها اهمية عظيمة في النفوس، وكان اثرها كبيرا في المتسابقين والمتسابقات الذين دخلوا في منافسات من اجل الوصول الى تلك المسابقة الوطنية الكبرى، عن طريق المسابقات على مستوى المحافظة على مستوى المنطقة في مختلف ارجاء المملكة.
لقد عرفت المسابقة ممثلة بلجانها التطور الدائم، حيث انها تشهد مزيدا من التطوير والتغيير نحو الافضل والاحسن بما يخدم الهدف بالشكل الامثل، كما انها تمتاز بتقبل الاقتراحات والافكار البناءة المعينة على كل خير نافع لهذه المسابقة القرآنية.
سيشارك في مسابقة العطاء والخير «97» متسابقا ومتسابقة يمثلون صفوة حفظة كتاب الله في هذا الوطن الغالي لهذا العام، وكلهم يحدون الامل ان يعبروا عن حفظهم لكتاب الله تعالى على امثل وجه واكمل صورة طمعا في ثواب الله قبل مكافأة الجائزة.
وكلمة لابد من قولها ازاء حدث كبير كهذا، الا وهو دور الاعلام، فكلنا يعلم ان الاعلام هو ركن اساسي في هذا المضمار وله الدور الذي يرجى له الثواب من رب العباد، وله الشكر والثناء والفخار من ابناء الامة، انني وبشكل واضح اقصد الاعلام كل الاعلام بوسائله المرئية والمسموعة والمقروءة بفضائياته واذاعاته وصحفه ومجلاته، ولا استثني المواقع المباركة على الانترنت لكي تقوم بدورها في ابراز مثل هذه المسابقات ليصل صداها لأقصى ما يمكن من النشر والاتصال.
انه من واجب الاعلام الا يقصر دوره على تغطية المناسبات والاحتفالات الرسمية، بل عليه ان يتابع خطوات التنفيذ وهي مهمة، وما يجري داخل تلك القاعات التي تدوي فيها اصوات المقرئين على مختلف اعمارهم ومستوياتهم التعليمية، وبهذا يؤدي الغرض المطلوب منه على اكمل وجه، ويستحق ان نطلق عليه وقتها الاعلام الملتزم باهداف الامة والذي يمثل جزءا لا يتجزأ من هذه الديار المباركة.خطوة الى الامام ننتظرها من الاعلام والخطوات الاكبر قادمة باذن الله والله ولي التوفيق.
alomaril420yahoo.com | 
