Saturday 6th April,200210782العددالسبت 23 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

د. نبيل شعث وزير التخطيط الفلسطيني: د. نبيل شعث وزير التخطيط الفلسطيني:
عرفات لن يخرج من فلسطين ولن يخضع للتهديدات الإسرائيلية
أمريكا هي الأساس في صراعنا مع إسرائيل وجهودنا يجب أن توجه إليها

* القاهرة - مكتب الجزيرة علي البلهاسي:
أكد الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني ان الرئيس عرفات لن يخضع ابدا للتهديدات الإسرائيلية وانه لن يستجيب ابدا لمطالبهم بالخروج من أراضي فلسطين وقال شعث في الندوة التي اقامها اتحاد المحامين الافروآسيوي بالقاهرة حول «الدعم العربي للانتفاضة»: إن عرفات لا يزال قوياً وصامداً ومُصرّاً على المقاومة حتى النهاية والاستشهاد، وعندما يكون الانسان على استعداد لان يلقى الشهادة في سبيل وطنه فلم يعد هناك ما يخيفه، وهذا هو حال الشعب والقيادة الفلسطينية حالياً، فهم اقوياء وروحهم المعنوية افضل منا، على الرغم من كل ما تمارسه إسرائيل من انتهاكات ضدهم، ولا يوجد في فلسطين حاليا من يريد ان يعيش مرة ثانية تحت الذل والهوان الإسرائيلي، فالكل يريد الكرامة والحرية والاستقلال، ويعتبرون هذه المعركة معركتهم الاخيرة مع العدو الصهيوني، وكلنا امل ان تكون المعركة الاخيرة التي ينتج منها النصر والاستقلال.
وأشار شعث الى ان ما يجري في الأراضي المحتلة حاليا انتهاك صارخ لحقوق الانسان ويحدث بشكل فاضح لم يسبق له مثيل، ومخالف تماما لما يقره القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م لحماية المدنيين والاسرى، وقال ان القوانين والمواثيق الدولية بها ما يضمن حقوقنا كشعب محتل ولكن لا تطبق في ظل ازدواجية المعايير التي تسيطر على المجتمع الدولي، ولذلك فلسنا في حاجة الى قرار من الامم المتحدة او من مجلس الامن لوقف هذا العدوان الوحشي علينا، فالقوانين والاتفاقيات الدولية تضمن لنا هذا ولكن المهم هو تنفيذها وتفعيلها، ولا اعتقد ان المجتمع الدولي سيظل صامتا امام كل هذه الانتهاكات الصارخة فالاعدام والقتل يتم في الشارع دون محاكمة ودون قانون.
وهناك اجراءات همجية تمارس ضد المدنيين الفلسطينيين ولا تفرق بين طفل وشيخ وحتى النساء، وبعضهن عجز عن الوصول الى مستشفيات الولادة للوضع وتعرضت حياتهن للخطر وكل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من العالم ويمر دون عقاب ودون ان يتحرك احد لادانته او منعه. وإسرائيل تمارس ضدنا عمليات تطهير عرقي ولكن لن تفلح في ذلك ابدا فالكل مصرّ على الصمود والمقاومة الى آخر قطرة دم، فنحن نعيش حربا بالفعل تشبه حرب 1982م وارجو ألا تنتهي هذه الحرب بمجزرة اخرى كمجزرة صبرا وشاتيلا التي حدثت وقتها لأن هذا المجرم السفاح شارون لا يستبعد عليه القيام بذلك.
ما العمل
وحول الدور المطلوب من العرب لمساندة الشعب الفلسطيني في هذه المحنة التي يتعرض لها قال شعث: الشعب الفلسطيني يدفع حياته في سبيل قضيته ولا يستطيع ان يطلب من احد ان يفعل له شيئاً معيناً، ولكن يجب ان يبادر العرب بذلك فهم يعرفون ما نحتاج إليه بالضبط ولابد ان تقرر كل دولة عربية من نفسها بناء على رؤية سياسية ما يجب ان تفعله وما تستطيع ان تفعله، فلم تعد تجدي تصريحات الاستهجان والشجب والاستنكار، ولا يمكن ان نتخيل ان يستمر هذا الموقف العربي الصامت، لقد بذلت جهودا كبيرة وعانيت كثيرا خلال الاسبوع الماضي لترتيب اجتماع الوزراء الخارجية العرب، في حين انني عندما طلبت من وزير خارجية اسبانيا عقد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي استجاب لي في 24 ساعة وكلنا امل ان يأتي كل وزير عربي الى الاجتماع القادم ومعه افكار جديدة وجادة لانهاء هذا العنف الذي يمارس ضد شعبنا الفلسطيني.
واكد شعث ان امل الفلسطينيين ينعقد على جهود المجتمع المدني العربي الذي سجل وقفات جادة خلال السنوات الماضية الى جانب الشعب الفلسطيني اكثر مما فعلت الحكومات العربية، وفي تصوري ان هناك عدة مجالات للمجتمع المدني يمكن من خلالها دعم الشعب الفلسطيني ولكن هذا يحتاج الى اعداد ووقت وعمل متراكم، فالعمل لابد له من الاستمرار والا يتم فقط خلال الازمات المستحكمة، صحيح انها تشكل حافزا ولكن لكي نستطيع ان نقدم شيئا فلابد من بناء قاعدة للتحرك بأدوات معينة لكي يكون لعملنا قيمة وفاعلية، وهناك على سبيل المثال جهود يمكن ان تبذل في اطار الاتصال بالجهات القانونية وجماعات ومنظمات حقوق الانسان في العالم لشرح قضيتنا وفهم ابعادها وفضح الممارسات الإسرائيلية وهذا يتطلب نشاطاً كبيراً على شبكة الانترنت ومختلف وسائل الاعلام وعلاقات دبلوماسية وشخصية بالمسؤولين في هذه الجهات حتى يمكن الاتصال بهم، وهذه العملية لابد ان تكون مستمرة فالعمل لفترة والصمت فترة اخرى يفقداننا القدرة على احداث التأثير، واستئناف العمل يحتاج الى اعادة بناء لفترة طويلة.
واضاف ان الاعتماد على المتطوعين والمتطوعات مهم في هذه المرحلة خاصة ان هناك الكثير منهم ممن يريدون تقديم اي شيء ولكنهم في حاجة الى من يحركهم ويوجههم وهذا هو دور المجتمع المدني، ونحن في حاجة الى من يستطيع توصيل هذه الانتهاكات الإسرائيلية للرأي العام العالمي ولندوات ومعارض وانشطة وفعاليات جماهيرية عربية لمساندة الانتفاضة واسوأ ما يمكن ان يحس به الشعب الفلسطيني في هذه اللحظات الحرجة وهو يناضل انه ليس هناك من يقف بجانبه ولذلك فدعم الشارع العربي مهم جدا لاستمرار الانتفاضة بالقوة والحماسة نفسيهما وقطع البترول او قطع العلاقات ليس هو المطلب الوحيد لنا ولكن هناك اعمال اخرى كثيرة يمكن ان تساهم في دعم الانتفاضة، وتحدثنا من قبل كثيرا عن فاعلية سلاح المقاطعة وعودة رؤوس الاموال العربية من الخارج والدعم المادي والمعنوي، وهناك عشرات الاساليب لجمع الاموال لصالح الانتفاضة، فالمال حاليا اصبح اسهل واسرع وسيلة لدعم المقاومة الفلسطينية، فالاشياء العينية تعاق ويعطلها الإسرائيليون على الحدود حتى تفسد ونحن لا نريد توريط احد في حرب ولكن هناك خطوات ومواقف عربية يمكن ان يسلكها القادة العرب ولا تورطهم في حرب، وهي أن ترسل رسالة الى إسرائيل وأمريكا والعالم اجمع بأن العرب ليسوا جثة هامدة كما يتصورون وان هناك رداً عربياً حاسماً في مواجهة هذه الانتهاكات الإسرائيلية.
دعم أمريكي
واكد شعث ان الدعم الأمريكي لإسرائيل يزيد قضيتنا تعقيدا وصعوبة مشيرا الى انه لا يوجد مستعمر في الدنيا يمارس العنصرية وينتهك حقوق الانسان ويخالف كل القوانين والمواثيق الدولية ومع ذلك يلقى المساندة والدعم، فكل انواع الاستعمار وقف المجتمع الدولي ضدها ودعم حركات التحرر الوطني التي تقاومها باستثناء الاستعمار الصهيوني الذي يلقى كل الدعم من أمريكا التي اعتبرته حليفاً استراتيجياً لها في المنطقة، ولذلك فأمريكا هي الأساس في صراعنا مع إسرائيل وليست الفرع، فهي التي تمد إسرائيل بالاسلحة التي يقتلون بها الفلسطينيين وهي التي تحميهم بحق الفيتو في مجلس الامن، وعلى هذا فلا يمكن ابدا فصل السياسة الأمريكية عما تقوم به إسرائيل من ممارسات وهذه المرة بدأ الضوء الاخضر الأمريكي لشارون واضحا اكثر من اي وقت مضى.
والمطلوب منا هو ممارسة الضغط على أمريكا لتتخلى عن دعمها للعدوان الإسرائيلي، وأمريكا سياستها قابلة للتعديل لصالحنا وهذه ليست معجزة فهي سياسة مصالح، واذا تأكدوا ان مصالحهم في منطقتنا وهي كثيرة ستهدد فربما تتغير سياستها تماما تجاه الشرق الاوسط وقضاياه، ولذلك فجهودنا العربية يجب ان تتوجه اولا الى أمريكا قبل ان تتوجه الى إسرائيل التي لن تتخلى عن سياستها العدوانية هذه الا بضغط أمريكي.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved