Saturday 6th April,200210782العددالسبت 23 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لندن: عناصر الكارثة تتجمع في سماء المنطقة لندن: عناصر الكارثة تتجمع في سماء المنطقة
فرنسا تدعو إلى فرض السلام ..والاتحاد الأوروبي يرحب بالتحرك الأمريكي الجديد مؤكداً الاستعداد للتعاون
عنان: إسرائيل اختارت طريقاً يؤدي إلى التصعيد وتحركاتها تنذر بالشؤم

* بروكسل ـ العواصم ـ الوكالات:
حذرت بريطانيا التي اجتمع رئيس وزرائها أمس مع الرئيس الأمريكي من ان التوتر في الشرق الأوسط ينذر بكارثة فيما رحب الاتحاد الأوروبي بالبيان الشامل الذي أدلى به الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش حول الشرق الأوسط والتصميم والقيادة التي أبداهما في التعامل مع قضية النزاع العربي الإسرائيلي بهدف وضع نهاية له.
وأكد التجمع الغربي استعداده للتعاون الكامل مع واشنطن لانهاء القتال الدائربين الاسرائيليين والفلسطينيين، فقد قال رومانو برودي رئيس المفوضية الاوروبية «نحن نعرض تعاوننا التام على الولايات المتحدة وعلى جميع الاطراف الأخرى العازمة على تأمين التطبيق الكامل والفوري لقرارات مجلس الامن الدولي وبخاصة القرار 1402 الذي يدعو إلى وقف جميع أعمال العنف فورا بما في ذلك أعمال الارهاب والاستفزاز والتحريض والتدمير».
وشدد برودي بقوله «يجب علينا جميعا، الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والدول العربية المعتدلة وإسرائيل والفلسطينيين العمل معا في إطار من التعاون الوثيق» من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
ودعا رئيس المفوضية الأوروبية الحكومة الإسرائيلية إلى «العمل فورا على سحب قواتها من جميع المدن الفلسطينية».
وحذر برودي من أن وجود القوات العسكرية الإسرائيلية في هذه المدن وبخاصة في الاماكن المقدسة «تثير لا محالة ردود فعل انفعالية تعمق الازمة وتهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها».
وناشد السلطة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات «بذل كل ما في وسعهما لوضع حد للهجمات الارهابية على ناس أبرياء».
وأضاف «ليس هناك حل عسكري للازمة، التفاوض هو السبيل الوحيد أمامنا».
يذكر أن وفدا أوروبيا عالي المستوى برئاسة وزير الخارجية الاسبانية خافيير سولانا توجه إلى المنطقة صباح أمس الأول «الخميس» إلا أنه غادر إسرائيل بعد فشل مساعيه في الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون وفي مقابلة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
هذا وقد وصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير النزاع في الشرق الاوسط أمس الجمعة بأنه «وضع مأساوي ينطوي على جميع عناصر الكارثة»، فيما تزيد بريطانيا من حدة انتقاداتها لاجتياح إسرائيل الأراضي الفلسطينية.
وقال بلير في مقابلة مع شبكة ان.بي.سي قبل لقائه الرئيس الأمريكي جورج بوش «بالنسبة إلى الناس الذين يسكنون هناك ويمرون بهذه التجربة، فإن لذلك آثارا كارثية».
وأيد بلير دعوة الرئيس الأمريكي إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة، والفلسطينيين إلى وقف ما اسماه العمليات الارهابية، وأكد ان العنف لن يتوقف إلا اذا بدأت «عملية سياسية ملائمة».
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ان الشرق الأوسط كان في صلب محادثات بلير وبوش في مزرعة الرئيس الأمريكي في تكساس أمس «حيث سنحاول تحريك العملية السياسية».
إلى ذلك اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في مجلس الأمن ان إسرائيل اختارت على ما يبدو السير في طريق يؤدي إلى تصعيد جديد.
وقال الأمين العام ان «تحركات إسرائيل منذ تبني قرار مجلس الامن 1402 هي نذير شؤم لاستقرار الوضع واستئناف المحادثات السياسية».
وأضاف ان «حكومة إسرائيل تسير على ما يبدو في اتجاه معارض للاتجاه المنصوص عليه في القرارين 1397 و1402 ويشكل طريقا يؤدي بشكل اكيد نحو تصعيد جديد».
وذكر الأمين العام ان «إسرائيل بررت تحركاتها بأنها دفاع عن النفس وتدابير لمكافحة الارهاب، لكن من الضروري ان يكون واضحا ان الدفاع عن النفس لا يعني شيكا على بياض».وأضاف «ان الرد على الارهاب لا يحرر إسرائيل من التزاماتها حيال القانون الدولي ولا يبرر التسبب في أزمة إنسانية ولحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وأكد عنان ان «ارغام الرئيس (ياسر) عرفات على الذهاب إلى المنفى سيكون امرا متهورا» و«خطأ في الحساب بنسب كبيرة»، مذكرا بأن «اتفاقية جنيف الرابعة تحظر التهجير».
ومن جانبه اعتبر الوزير الفرنسي المنتدب للصحة برنار كوشنير مساء الخميس ان من الضروري «فرض السلام في الشرق الأوسط» حيث «لا مجال لحل عسكري».
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال كوشنير في مؤتمر صحفي في مدينة كوتانس بفرنسا قبل ان يشارك في مؤتمر دعم لرئيس الوزراء ليونيل جوسبان المرشح إلى الانتخابات الرئاسية «يجب طلب السلام وحتى فرضه، الآن نعرف ان من الضروري قيام دولتين، وان من الضروري في هذا الوقت فصل المتقاتلين، يجب ان نغضب، لقد انتظرنا طويلا».
وأضاف كوشنير ان «هذا الوضع لا يحتمل، والسكان الفلسطينيون والاسرائيليون هم في وضع رهيب ويعرضون حياتهم للخطر بشكل دائم».
وقال «لا حل عسكريا لهذاالنزاع، ثمة حل سياسي يجب ايجاده، عندئذ يحل السلام».
وفي بكين دعا رئيس الوزراء الصيني زهو رونغجين إسرائيل إلى سحب قواتها فورا وبشكل كامل من الأراضي الفلسطينية وضمان سلامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي تحاصره القوات الإسرائيلية منذ اسبوع في مقره في رام الله بالضفة الغربية.
وقالت وكالة انباء الصين الجديدة التي وزعت النبأ ان زهو ادلى بهذه التصريحات خلال محادثات أجراها مساء الخميس في بكين مع رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود جونكر بعيد وصوله إلى الصين.
وتأتي تصريحات المسؤول الصيني فيما يستمر الوضع في الشرق الأوسط في التدهور بعد اوسع حملة عدوانية للقوات الإسرائيلية منذ حرب حزيران/يونيو 1967.
وقال زهو ان الصين ترى ان ياسر عرفات ساهم بشكل كبير في عملية السلام في الشرق الأوسط وان أمنه الشخصي يجب ان يكون مضمونا.
وأضاف ان المجموعة الدولية مدعوة للعب دور اكبر في تسوية النزاع في الشرق الأوسط وأشاد بما يبذله الاتحاد الأوروبي لخفض التوتر.
وقد رد جانكر بأن الاتحاد الأوروبي قلق جدا لتدهور الوضع في الشرق الاوسط وان جميع البلدان المحبة للسلام وخصوصا الولايات المتحدة والصين والاتحاد الاوروبي يجب ان تعزز تعاونها لتسهيل الوصول إلى تسوية للازمة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved