* تحليل/ عبدالعزيز القراري الوكالات:
قال الاقتصادي النفطي البارز دانييل يرجين ان أسعار النفط العالمية ارتفعت مقتربة من المستوى الذي قد يقوض الانتعاش الاقتصادي ،
وذكر ان الارتفاع الأخير في الأسعار يرجع الى تخفيضات الإنتاج التي نفذتها أوبك بقدر ما يرجع للقلق من تفاقم الاوضاع في الشرق الأوسط ،
ويرجين هو مؤلف كتاب الجائزة ، ، السعي للنفط والمال والنفوذ الذي يعرض تاريخ صناعة النفط والذي حقق أعلى مبيعات وحصل على جائزة بوليتزر ،
وقال في مقابلة مع رويترز ان من المستبعد ان يقيد المنتجون العرب صادرات النفط لمعاقبة المستوردين لتأييدهم إسرائيل ضد الفلسطينيين وهي المخاوف التي أسهمت هذا الاسبوع في رفع سعر الخام الأمريكي الى أعلى مستوياته منذ ستة أشهر متجاوزا 28 دولارا للبرميل ، وأبلغ رويترز انه ما لم تخفف أوبك التي يهيمن عليها العرب من قيود الانتاج في النصف الثاني من العام ستعود أسعار النفط الى المستوى الذي أسهم في خفض نمو الاقتصاد العالمي العام الماضي ،
وتابع يرجين الذي يعد كتابه الجديد الارتفاعات المهيمنة ليصبح برنامجا تلفزيونيا يذاع هذا الاسبوع خفض الانتاج استند لوجهة النظر القائلة بان الاقتصاد سيشهد التباطؤ طويل المدى ،
وأضاف اذا لم يزيدوا أعضاء أوبك الانتاج في النصف الثاني فسيقل العرض عن الطلب في سوق النفط ، والدرس الاول هو ان السوق التي يقل فيها العرض اكثر عرضة للتأثر بالصدمات ، ويذكر ارتفاع أسعار النفط بنسبة 40 في المئة منذ بداية العام بالتأثير المستمر للطاقة على الاقتصاد العالمي ،
وتابع يرجين في عام 2000 بدأت أسعار النفط في الارتفاع وكنا لا نزال نعيش في اسطورة الاقتصاد الجديد الذي لا يؤثر عليه النفط، لكن اتضح انه يؤثر بدرجة كبيرة وكان واحدا من عوامل عديدة بدأت موجة التباطوء الاقتصادي ، وقال إن بقاء أسعار النفط لفترة طويلة حول مستوى 30 دولارا سيكون له اثر سلبي على الاقتصاد ،
واشار الى ان المخاوف من تعطل صادرات الشرق الأوسط اكتسبت أهمية أكبر بعد خفض أوبك للانتاج الذي استنفد المخزونات العالمية التي تراكمت وقت التباطؤ الاقتصادي ، وقال لا احد يريد ان تنقص امداداته من النفط في الوقت الراهن ، لكن المنتجين المعتمدين على عائدات النفط لا يمكنهم الاستجابة لدعوة العراق لتكرار حظر نفط 1973 والذي زج بالعالم في حالة كساد ، وتابع المصدرون لن يرغبوا في ذلك ، انخفضت الأسهم الأمريكية بعد بيانات اشارت الى تزايد البطالة وتوقعات متشائمة صدرت عن شركات مثل بريستول مايرز سكويب عملاق صناعة الأدوية والمستحضرات الطبية وهو ما اذكى المخاوف من ان انتعاش الاقتصاد وأرباح الشركات قد لا يكون قريبا ،
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي المؤلف من 30 سهما امريكيا ممتازا 21 ،11 نقطة او 11 ،0 في المئة الى 08 ،10187 نقطة، وتراجع مؤشر ستاندارد اند بورز الأوسع نطاقا والمؤلف من أسهم 500 شركة 33 ،1 نقطة او 12 ،0 في المئة الى 07 ،1124 نقطة، وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا المتطورة 69 ،6 نقطة او 37 ،0 في المئة الى 66 ،1777 نقطة ، وزاد من اجواء التشاؤم في السوق تصاعد العنف في الشرق الأوسط حيث يخشى الكثيرون من انه قد يعرقل تدفق امدادات النفط من المنطقة مما يرفع أسعار النفط بشكل حاد وبالتالي يقوض الانتعاش الاقتصادي الغض في الولايات المتحدة ،
تراجعت أسعار الأسهم في البورصات الأوروبية متأثرة بهبوط حاد لأسهم الشركات النفطية من جراءبيان متشائم اعلنته شركة بي ،بي وقفزة لمعدل البطالة الاسبوعي في الولايات المتحدة والظلال الكثيفة التي القاها الصراع في الشرق الأوسط على حركة التداول ،
وقال مارتن بروكر المتخصص في استراتيجيات الأسهم الأوروبية بمؤسسة كريدي ليونيه سيكيوريتيز في لندن الانتعاش الاقتصادي لم تترسخ اقدامه بعد وهناك خطر في انه قد يقضى عليه في مهده ،
واضاف قائلا اعتقد ان كثيرا من الاقتصاديين الذين تملكهم الغرور في الشهر الماضي بصورة جعلتهم يرفعون توقعاتهم الى مستويات مثيرة للسخرية بدأوا يتراجعون الآن ، وبحلول الساعة 1618 بتوقيت جرينتش ومع اقفال معظم الأسواق الأوروبية كان مؤشر يوروتوب الاوروبي العام المؤلف من اسهم 300 شركة ممتازة منخفضا بنسبة 96 ،0 في المئة فيما هبط مؤشر ستوكس الاضيق نطاقا والمؤلف من اسهم 50 شركة بنسبة 6 ،1 في المئة ،
وابقى كل من بنك انجلترا البنك المركزي البريطاني والبنك المركزي الاوروبي على أسعار الفائدة دونما تغير كما كان متوقعا وقال بعض المراقبين ان حالة الغموض الجديدة التي تكتنف الجدول الزمني للانتعاش الاقتصادي تعني انحسار الحاجة الى رفع أسعار الفائدة ،
وقفز الصراع في منطقة الشرق الأوسط بأسعار النفط الى أعلى مستوياتها في ستة اشهر ، ومن شأن هذا الامر ان يضغط على ارباح القطاعات التي تعتمد على النفط مثل الكيماويات ومن الممكن ان يقلص الانفاق الاستهلاكي بشكل يقلل الحاجة الى زيادة أسعار الفائدة ،
وقال بروكر من المحتمل ان تظل أسعار النفط عند هذه المستويات المرتفعة لفترة اطول من المتوقع بصورة تؤثر على البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة ،
واضاف قائلا اعتقد اننا نرى فعلا هذا الامر اذا ما امعن المرء النظر مثلا في مبيعات السيارات او في البيانات الاولية لاعداد طلبات اعانات البطالة التي تظهر ان سوق العمل لم تنج من الخطر بعد ،
وارتفع عدد المطالبين بالحصول على اعانات بطالة للمرة الاولى في الولايات المتحدة الاسبوع الماضي ارتفاعا كبيرا الى 460 ألفا فيما كانت التوقعات تتكهن بزيادة قدرها 376 ألفا ، وهوى سهم شركة /بي ،بي/ بالأسهم في قطاع النفط اثر اعلانها انها وجدت صعوبة في زيادة انتاجها في الربع الاول من عام 2002 وان هوامش ارباحها في قطاعي تكرير النفط وبيع المنتجات النفطية تراجعت ،
ووصفت الشركة الاجواء الراهنة في قطاع تجارة الطاقة بانها الاسوأ في عشر سنوات ،
وهبط سهم الشركة بنسبة 4 ،2 في المئة وكان له اثره السلبي على المؤشرات الاخرى ،
وكان مؤشر اسهم شركات الطاقة اكبر الخاسرين على مستوى القطاعات اذ هبط بنسبة 5 ،2 في المئة كما انه المسؤول عن نصف الهبوط الذي سجله مؤشر يوروتوب تقريبا ، وأغلق سهم شركة توتال فينا الف على اكبر تراجع على مستوى الأسهم الممتازة في أوروبا اذ هبط بنسبة 4 ،3 في المئة ، كما سجلت الأسهم في قطاع شركات التكنولوجيا المتطورة هي الاخرى اداء ضعيفا متأثرة بأداء ضعيف لاسهم شركتي الكاتل الفرنسية لصناعة اجهزة الاتصالات وفيليبس عملاق صناعة الاجهزة الالكترونية الهولندي ،
وفيما يتعلق بالأسهم الرابحة كان سهم مجموعة شركة بي ،تي البريطانية للاتصالات اكبر الرابحين على مستوى الأسهم الأوروبية اذ قفز بنسبة 6 ،3 في المئة بعد اعلان الشركة ان الرئيس التنفيذي الجديد للمجموعة سيحدداستراتيجيته يوم الاثنين المقبل ،
وامس الجمعة هو بداية موسم اعلان ارباح الشركات في الولايات المتحدة ويتوقع خبراء كثيرون في استراتيجيات الشركات اسابيع قليلة ساخنة اخرى ،
| 
