Saturday 6th April,200210782العددالسبت 23 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

د. الضبيب رئيس تحرير مجلة «العرب»: د. الضبيب رئيس تحرير مجلة «العرب»:
علاقتي بالشيخ حمد الجاسر تختلط فيها التلمذة بالأبوة الثقافية
مجلة «العرب» إحدى مصادر المعرفة التراثية في وطننا العربي

* كتب سهم الدعجاني:
üü الدكتور أحمد بن محمد الضبيب عضو مجلس الشورى والباحث المعروف احد المهتمين بحركة احياء التراث في بلادنا، تربطه بالشيخ حمدالجاسر رحمه الله علاقة متميزة في حياته، وازدادت علاقته بشيخه الجاسر بعد وفاته، عندما تولى رئاسة تحرير يتيمته مجلة «العرب» التي يصفها الضبيب بقوله: مجلة «العرب» هي إحدى مصادر المعرفة التراثية لا في المملكة وحسب ولكن في العالم العربي.
«الجزيرة» التقت بالدكتور الضبيب وبثها أشجانه وشجونه حول واقع مجلة «العرب» ومستقبلها.
ü بداية.. متى بدأت علاقة د. أحمد الضبيب بشيخة حمد الجاسر رحمه الله وكيف كانت البداية؟
علاقتي بالشيخ حمد الجاسر رحمه الله قديمة تعود الى أيام الطفولة الأولى وهي علاقة تختلط فيها التلمذة بالأبوة الثقافية.. لقد عرفته صديقاً لوالدي الشيخ محمد بن حسن الضبيب رحمه الله. فقد كانا صديقين حميمين يجتمعان كثيراً في أثناء اقامتهما في مكة المكرمة.. وكنت في كثير من الأحيان مرافقاً لوالدي في هذه الاجتماعات. ومن البرامج التي كانا يواظبان عليها الخروج مع مجموعة خيرة من المشايخ والأدباء الى خارج مكة المكرمة ذلك الوقت بعد عصر الخميس فيجتمعون في قهوة عصمان في ظاهرة المعابدة أحياناً وفي قهوة أخرى في منطقة الحفاير، وهناك يدور بينهم سمر علمي ثقافي، في بعض الأحيان يقرأون فصولاً من الكتب التراثية، أو تدور بينهم نقاشات حول بعض المسائل الثقافية. وقد أشار الى ذلك الشيخ حمد في مقدمة كتابة «مع الشعراء» وكنت محظوظاً ان اتيح لي ان احضر بعض هذه الاجتماعات.
ثم انني كنت في تلك الفترة الطفولية اقرأ مقالات الشيخ حمد الجاسر التي ينشرها في أم القرى او غيرها من الصحف لان والدي كان حريصاً على قراءتها.. وكان أحياناً يكلفني بالقراءة لعلة كانت في عينيه.
ومن ذكرياتي عن هذه الفترة انني رافقت والدي في زيارة له الى المنطقة الشرقية، وكان الشيخ حينئذ يعمل هناك.. وقضينا هنالك وقتاً ممتعاً كان الشيخ دائماً فيه معنا.
منذ ذلك الحين انطبعت في ذهني صورة الشيخ حمد الجاسر العالم والباحث واسرني اعجاب ابي به وثناؤه عليه واستمرت علاقتي به بعد ذلك طوال حياتي تعلقاً بعمله وإحياءً لعلاقة والدي به.
ü متى بدأت علاقتك بمجلة «العرب» وما أول عدد قرأته منها؟ وما أول موضوع نشرته فيها؟.
قبل ان ابدأ علاقتي بمجلة «العرب» كانت لي علاقة بكل ما نشره الشيخ حمد فقد قرأت اليمامة التي أصدرها الشيخ مجلة أول الأمر، وكان يوالي ارسالها لوالدي رحمه الله في المدينة المنورة، ثم صدرت اليمامة جريدة.. وكنت أقرؤها، ثم لما صدرت «العرب» وكان صدورها بعد وفاة والدي رحمه الله كانت علاقتي بها مبكرة منذ العدد الأول منها وكنت حينئذ قد اكملت دراستي العليا وعدت الى المملكة.
أما أول ما نشرته فيها فقد كان بحثاً في السنة الثانية للمجلة في الجزء الرابع «شوال 1387ه/ كانون الثاني 1968م» حين نشرت في هذا العدد «ص342 354» مقالاً نقدياً لترجمة كتاب «رحلة الى بلاد نجد» للادي آن بلنت، وقد نقله الى العربية محمد انعم غالب، ونشره الشيخ حمد ضمن مطبوعات دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، وفي هذا البحث صححت كثيراً من أخطاء الترجمة، وقارنت بين الأصل والترجمة. كما طالبت ايضاً بإنشاء لجنة للترجمة في بلادنا لنقل ما يتعلق بها من دراسات وبحوث.
لقد نشر الشيخ هذا البحث برمته ولم يحذف منه شيئاً على الرغم من كونه نقداً لاحدى مطبوعاته.
وأخذت بعد ذلك اوالي نشر بعض البحوث في المجلة كلما سنحت الفرصة.
ü من خلال علاقتكم المتميزة بالشيخ الجاسر وبمجلة «العرب» كيف كان رحمه الله يتعامل مع الباحثين والناشرين في مجلته؟.
كان رحمه الله حفيا بالباحثين مكرماً لهم، يرحب بما يبعثونه للنشر، وقليلاً ما يعدل او يعترض على شيء مما يرده، فهو يؤمن بحرية الباحث في ابداء وجهة نظره. واذا وجد ان رأي الباحث فيه نظر ذيل الشيخ رأيه الخاص في الهامش وبين ما يعتقده.
ومن تجربتي الخاصة نجده ينشر النقد الموجه الى اعماله او مطبوعاته بل يرحب بذلك بعكس بعض المؤلفين او الناشرين الآخرين الذين وجدت منهم بعض الجفاء عندما نقدت بعض الكتب التي نشروها.
ü عندما توليتم رئاسة تحرير مجلة «العرب» كيف وجدتم هذا الإرث الكبير من خلال طاقم العمل في المجلة والمكاتب والطباعة والقراء؟
بعد وفاة الشيخ والعيش في أجواء العمل في المجلة، اطلعنا على ما يبذل فيها من جهد. وادركنا عظم هذا الجهد الذي كان يقوم به الشيخ رحمه الله في سبيل إصدار هذه المجلة، والعناء الذي كان يلاقيه سواء في الإعداد او استجلاب المقالات او التصحيح، او الطباعة او التوزيع، او العلاقة بين الجهات المختلفة التي لها صلة بالمجلة.
ü لا شك انكم تحملون الجديد والجديد لهذه المجلة العريقة، ما خطتكم للأيام القادمة، وهل هناك نية للتغيير في أبواب المجلة وطباعتها وإخراجها؟
مجلة «العرب» هي إحدى مصادر المعرفة التراثية لا في المملكة وحسب ولكن في العالم العربي، وهي معروفة في الأوساط العلمية والتراثية في العالم العربي وخارج العالم العربي.
ولذلك فهي تحمل رسالة مهمة يجب الحفاظ عليها وحمايتها، وهي وجه مشرق للمملكة في المحافل الدولية المهتمة بتاريخ العرب وثقافتهم ولغتهم وتراثهم الفكري، ولذلك فهي تستحق من الجميع ما يستطاع من أجل الحفاظ على مكانتها وتطويرها لتكون في مستوى الريادة التي اكتسبتها بمرور الزمن.
وهيئة التحرير تستشعر عظم المهمة الموكلة اليها، ولذلك فإنه مهما بذل في سبيل استمرارها ونمائها سيكون قليلاً في سبيل الطموحات التي ترجوها لها هيئة التحرير.
إننا نعمل بقدر ما نستطيع لنجعل منها ملبية لاحتياجات عشاق التراث، مهتمين بنوعية البحوث التي تنشر وتنوعها، بحيث لا تطغى بعض المواضيع على بعض آخر، كما نتيح الفرصة فيها لجميع الكتاب من جميع أقطار العروبة استشعاراً لأهمية كونها سفيراً متجولاً بين المثقفين العرب.
ü لاحظ عدد من القراء لهذه المجلة غياب موضوع «الأنساب» من صفحاتها.. ما سر هذا الغياب في نظر معاليكم؟.
ليس هناك غياب لأي موضوع من صفحات العرب.. لكن موضوع «الأنساب» وخاصة الحديثة والمعاصرة موضوع حساس، وشديد التعقيد، وقد يفتح بابا للشد والجذب.. وبخاصة ان الأنساب تراث شفهي كثير منه لا يعتمد على وثائق مكتوبة وقد كان الشيخ رحمه الله يصدر فيها عن معرفة وخبرة لا تكاد تتهيأ لأحد غيره.
ولذلك فإن هيئة التحرير تتعامل مع هذا الموضوع بحذر شديد. أما الأنساب القديمة او ما ورد في التراث من معلومات فإن صفحات المجلة مفتوحة له.
ü ما الصعوبات التي تواجه مجلة «العرب»؟
لعل أهم صعوبة تواجهها المجلة هي المقر المناسب الذي تستقل فيه بتحريرها وطاقمها وارشيفها ويكون لها دوام رسمي معروف مفتوح للجميع، ونعتقد انه عندما ينشأ مركز حمد الجاسر الثقافي سوف يحل هذه المشكلة، وستجد المجلة مكاناً مناسباً فيه ولكن هذه المشكلة فيما يبدو ليست قريبة الحل.
ü ما طموحاتكم من خلال مجلة العرب؟
طموحاتنا في هيئة التحرير كبيرة وكثيرة، ونود ان تحتل المجلة مركزاً متقدماً جداً في الأوساط الثقافية في المملكة وخارجها.. وان يكون حجمها أكبر مما هو عليه الآن..
هناك بدائل كثيرة للتطوير سوف نعلن عنها عند الاستقرار على أي منها.
ü رسائل مختصرة الى هؤلاء:
ü محبو حمد الجاسر وتلاميذه
ü الباحثين والدارسين
ü القراء
لمحبي حمد الجاسر وتلاميذه:
لا يكفي ان تكون محبة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله ساكنة في القلوب بل لا بد ان تتجلى في الأفعال، ولا شك ان أي اسهام في انجاح مجلة العرب او مركز الشيخ حمد الجاسر الثقافي سيكون عملاً تتجلى فيه معاني المحبة بشكل عملي.
للباحثين والدراسين:
مجلة العرب منبركم العلمي فلا تبخلوا عليها بمشاركاتكم ودراساتكم وآرائكم وما يمكن ان ينهض بها ويحقق أهدافها.
للقراء:
المجلة لكم.. فأنتم الهدف والغاية.. فساندوها بالمتابعة والنقد وإبداء الرأي.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved