** روى «أبو الفداء الحافظ بن كثير» في (البداية والنهاية) أحداثَ سنة 656ه مما فعله«التتارُ» ببغداد فقال:
** ... ومالُوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان، ودخل كثيرٌ من الناس في الآبار وأماكن«الحشوش»، وقنى «الوسخ»، وكمنوا كذلك أياماً لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى«الخانات»، ويغلقون عليهم الأبواب ففتحها التتار إما بالكسر أو بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم«بالأسطحة» حتى تجري«الميازيبُ» من الدماء في الأزقة، وكذلك في«المساجد والجوامع والرُّبط»، ولم ينج منهم أحدٌ سوى أهل الذمة من«يهود» و«النصارى» ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير«ابن العلقمي»، وعادت بغداد بعد ما كانت آنسَ المدن كلها كأنها خراب،..وقتل«ثمانمائة ألف» وقيل «ألف ألف وثمانمائة ألف» وقيل: بلغت القتلى«ألفي ألف نفس» «فإنا لله وإنا إليه راجعون..»
** التتار»/«الذل»/«ابن العلقمي» ثلاثية الزمن العربي المر«أمس» و«اليوم»، وربما«غداً».. فقد أعاد التاريخ «نفسه» و«بؤسه» و«تعسه» و«نكسه»..!
**ما أقسى بكاء الأوطان..!
|