غدا من أسباب نجاح أي برنامج تلفزيوني في العالم كله تقريبا عرض التقارير التي يكون للسعودية والسعوديين اسم فيها.. وإذا لم يكن فهم يقومون باجراء الزيارات والتقارير والبحث والتنفيذ لعمل ربورتاجات تلفزيونية وأفلام سينمائية عن شعب عجيب، تقاليده عجيبة، ولبسه عجيب، وتصرفاته عجيبة.. وفي شهر سبتمبر الماضي قام بعمل عجيب!.
السعودية وشعبها حالياً ولسنوات قادمة سوف يكونان تحت أضواء الاعلام وكتاب القصص وسيناريوهات الأفلام.. فهذا «مل جبسون» الممثل العالمي يقوم ببطولة فيلم عن الكفيل السعودي.. وهذه عشرات المحطات التلفزيونية الغربية تطلب الاذن بدخول المملكة لعمل تحقيقات،والتنقيب عن كل ما هو عجيب في بلاد العجب.
لو نظرنا الى المناسبات العالمية التي كان للمملكة حضور كبير فيها بعد 11 سبتبمر.. لوجدنا أحداثاً رياضية مثل التأهل لكأس العالم، وثقافية مثل مهرجان الجنادرية، وفكرية مثل ندوة الاسلام وحوار الحضارات، ودينية ممثلة في الحج وسياسية ممثلة في مبادرة الأمير عبدالله.. وأمامنا حدث عالمي كبير ممثلا في كأس العالم.. المناسبات الأولى كانت أحداث عظيمة شرفت المواطن والوطن ونتطلع ان يكون حضورنا القادم في المحفل العالمي حضوراً يليق بنا وبنظرتنا لأنفسنا.
المشاركة في كأس العالم لا يجب أن تترك للاجتهادات.. فنحن كسعوديين في الواجهة.. ونمثل أمتنا العربية والاسلامية وبالتالي فنظرة أمريكا والغرب لنا وأيضا نظرة العرب والمسلمين لنا نظرة غير محايدة.. فنحن نمثل العرب المسلمين للغرب وأمريكا، وأيضا نمثل العرب والمسلمين للعرب والمسلمين.. وهذا والله شرف عظيم.
كأس العالم القادمة فرصة مهمة لعرض ما لدينا للوصول لأكبر عدد من الناس على الكرة الأرضية مباشرة وليس من خلال وسائل اعلامهم الذي يستقي مادته من الاعلام الأمريكي المعادي.
في كأس العالم القادم الفوز مهم جداً.. لكن من المهم أيضا الاهتمام بالنشاطات الجانبية المساندة ليس في موقع الحدث وحسب بل على مستوى العالم.. وليس خلال ال«270» دقيقة التي سيلعبها الفريق في المرحلة التمهيدية بل خلال كامل مدة البطولة وهي شهر.
هل لدينا الكادر الذي يستطيع ان يضع الخطط ويشرف على تنفيذها.. بل هل لدينا من لديه الرؤية الشاملة لهذه المهمة العالمية التي تساوي في أهميتها دخول حرب والانتصار فيها.
كأس العالم القادمة يجب أن تكون الحملة السعودية الكبرى التي لا نصل فيها للسياسيين فقط بل للشعوب كافة الشعوب.. التي ترضع معلوماتها ومن ثم تبني مشاعرها على ما تنقله من اعلامها الأمريكي أو التابع لأمريكا.
في مقال سابق عن شعار منتخبنا في كأس العالم ذكرت انه لو فزنا في المباراة الأولى على ألمانيا ماذا أعددنا لذلك.. أيضا لو انهزمنا هزيمة مهينة كهزيمة فرنسا لنا في كأس العالم الفائتة.. ماذا أعددنا لذلك.
لا بد أن تكون لنا رسائلنا للعالم.. مثلا في مباراة الافتتاح مع ألمانيا وبقية المباريات هل سيحمل فريقنا رمزاً على فانلاته.. أو يدخل للملعب بيافطة أو تشكيل يرمز لرسالة محددة.. هذا أثناء التسعين الدقيقة..أيضا ماذا يمكن عمله في الملعب والمدينة والدولة التي ستقام فيها مباريات المنتخب.
ماذا يمكن عمله لربع سكان الكرة الأرضية الذين سيشاهدون الحدث حياً على الهواء.. وماذا يمكن عمله لبقية سكان العالم الذين سيشاهدون الحدث منقولا أو في نشرات الأخبار الرسمية والرياضية.
أخيراً كأس العالم القادمة ستقام في بلدين كلاهما شهد أحداثاً تركت أثراً لا يمحى في ذاكرة شعوبهما تجاه بعضهما وتجاه أمريكا.. ما هي الرسالة التي يفترض ان يخصان بها؟.
| 
