Saturday 6th April,200210782العددالسبت 23 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كل سبت كل سبت
من رواد التعليم الشيخ.. صالح العُمري
عبدالله الصالح الرشيد

أهداني صديقي وزميلي الأستاذ المفضل والموجه التربوي القدير يوسف بن سليمان العُمري قبل مدة ليست بالقصيرة الكتاب القيم الذي يوثق سيرة ومسيرة أستاذ الجيل والمربي الجليل الراحل الشيخ صالح بن سليمان العُمري أول معتمد ومدير تعليم بالقصيم وأحد كبار رواد التعليم بالمملكة، هذا الكتاب الشامل الوافي قام بتأليفه الأستاذ الدكتور عمر بن صالح العُمري وبذل فيه جهداً ملحوظاً يشكر عليه، وقد قرأت الكتاب على عجل في تلك الفترة، وقد سمحت لي الفرصة هذه الأيام باعادة قراءته فوجدته وفق ما كنت أتصور حافلاً بتطريز سيرة هذا المربي الكبير الذي كان في زمانه ملء السمع والبصر حنكة وحصافة وبعد نظر وحماساً متقداً لنشر التعليم، بحيث لن تنسى منطقة القصيم جهوده الملموسة المثمرة في تلك الفترة العصيبة حيث ندرة الامكانات وباكورة العطاء. فقد عاصرت في مقتبل شبابي وأنا في المرحلة الابتدائية كفاحه وجهاده من أجل ارساء جذور التعليم الحديث/ النظامي. وكان رحمه الله حريصا بل ومتفانيا على تطوير مستقبل وازدهار التعليم، وكان دؤوبا على استقطاب الكفاءات التعليمية للعمل في سلك التدريس، وكان لا يكتفي بتكرار الزيارات للمدارس ومتابعة تطور مستوى الطلبة وحفزهم على الجد والمثابرة على التحصيل بل كان اضافة الى ذلك يصحب الموجهين الاداريين والتربويين القادمين من الوزارة في جولاتهم على مدارس المنطقة ليشرح لهم مسيرة التعليم واحتياجات المدارس على الطبيعة وزيارة المدن والقرى التي تحتاج الى فتح مدارس.. وما زلت أتذكر تلك الأيام وأراه بقامته الشامخة وبسماحته وبشاشته وأسلوبه الهادىء الرزين يشجع الطلاب عند زيارته لهم في مدارس محافظة الرس بالقصيم ويحثهم على طلب العلم والسهر من أجل التحصيل والتفوق، وان العلم هو طريق المستقبل وكانت نظرته واسعة فلا يفرِّق بين مدينة وأخرى في المنطقة بأخذ حصتها المطلوبة من المدارس والمعلمين.
ولقد أسعدني الحظ بعد حصولي على قسط من التعليم في المرحلة الثانوية والحاجة الماسة الى المعلمين أن انخرطت في سلك التدريس لوجود الحوافز قبل أربعين عاما ووجود الشواغر في هذا المجال، ولقد تأثرت عندما باشرت عملي وبحثت عنه فقيل لي انه ترك ادارة التعليم بالقصيم وانتقل للعمل بمركز حيوي وانساني هام هو الاشراف على مدارس الأيتام بالمملكة التي أولتها حكومتنا الرشيدة الكثير من اهتمامها وأوكلت ادارتها الى هذا الرجل الشهم الهمام مصداقاً لمقولة المثل اعط القوس باريها فاختار الى جانبه كعادته صفوة الشباب المخلصين الأمناء فانتشرت المدارس في المناطق المحتاجة وفق دراسة ميدانية شاملة، ومرت الأيام وإذا بي أراه وما وهبه الله من غيرة وطنية وحرص على النهوض بمكانة هذا الوطن وإذا به يضيف الى جهوده المتعددة والمخلصة عملاً جليلاً في مجال الإعلام والنشر فيقوم بالاضطلاع بمسؤولية الاشراف والتحرير لجريدة القصيم الأسبوعية حرصا منه بأن تقوم هذه الجريدة بواجبها كمرفق اعلامي هام للاصلاح والبناء ونافذة حيوية على أحداث العالم. وكنت أزوره في مكتب الجريدة في موقعها بين شارع البطحاء وشارع الوزير وأرى تلك الكوكبة اللامعة والنخبة المختارة التي تعمل معه ومن ضمنهم شقيقه الأديب والكاتب المعروف الشيخ ناصر السليمان وابن عمه الشاب الجامعي المتألق ناصر الصالح العمري وكان وقتها يقوم بمهمة التصحيح بكفاءة واقتدار وكانت الافتتاحية في تلك الفترة يتناوب على كتابتها كبار الكتَّاب أمثال الأستاذ عبدالعزيز مؤمنة تحت عنوان مشعل القصيم وكان رحمه الله صاحب سماحة وتواضع ويحترم ويقدّر كل صاحب قلم يرغب المساهمة بجهده مهما كان، وأذكر أنني كنت أساهم بجهد المقل بزاوية اسميتها خواطر وسوانح ولم تعمر طويلاً حيث ظهر نظام المؤسسات واحتجبت الصحيفة وهي في أوج عطائها..
ولا يسعني في ختام هذه الإلمامة العاجلة إلا أن أشكر وأقدر جهود ووفاء مؤلف الكتاب كما أشكر زميلي وصديقي رجل السماحة والنبل الوفاء الأستاذ يوسف السليمان العُمري على هديته القيمة.. رحم الله الفقيد الغالي واسبغ عليه شآبيب رحمته ورضوانه والله المستعان..

فاكس 4786864 الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved