Friday 5th April,200210781العددالجمعة 22 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

سؤال موجه للتربويين سؤال موجه للتربويين
مشاركة الطالب في الفصل.. مسؤولية من؟

إشارة إلى ما نشر في عزيزتي الجزيرة حول أساليب التعليم.. أكتب هذا التعقيب عن الاهتمام بمستوى تعليم أبنائنا فهو مسؤولية مشتركة بين المدرسة والبيت، والمسؤولين عن التعليم، وقد حرصت حكومتنا الرشيدة على تعليم الناشئة ورفع مستوى الوعي الثقافي والتعليمي في شتى مراحل التعليم.
وقد وضع المسؤولون عن التعليم برنامج «لقاء أولياء أمور الطلاب» مع «المعلمين ومديري المدارس» لبحث أسلوب التعليم والتعامل مع الأبناء الطلبة، «مجلس الآباء» وهذا اللقاء من الأولويات المهمة لتوعية الآباء وتعريفهم بمستوى أبنائهم وطريقة تعليمهم واستجابتهم ومتابعتهم لهم من أول الفصل الدراسي حتى نهاية العام الدراسي.
وحيث انني واحد من الآباء أولياء أمور الطلبة فقد كنت حريصاً على حضور مجلس الآباء لمتابعة أبنائي في مدرستهم إلا انني لاحظت عدداً من الملاحظات التي تناقشت مع اخواني المعلمين فيها ومنهم من اقتنع ومنهم من لم يقتنع، وأود ان أطرحها للنقاش وبين أنظار المسؤولين عن تعليم أبنائنا وهم بلا ريب حريصون أشد الحرص على رفع مستوى تعليمهم ووعيهم وعلاقتهم بالمعلمين والمدرسة، وهذا من واقع ادراكي بأهمية اشتراك البيت مع المدرسة في الاتصال والتواصل لمصلحة أبنائنا الطلبة الذين هم جيل المستقبل، وأمرهم يعني شتى شرائح المجتمع ويهم المسؤولين في كل قطاع تعليمي أو إداري أو ثقافي، ويهم المصلحة الخاصة لكل والدة ووالد والمصلحة العامة للمجتمع والأمة، وفي لقاء هذا العام لأولياء أمور الطلبة بادرت إلى الحضور في المدرسة لمعرفة مستوى ابنائي مع زملائهم فالتقيت بعدد من اخواني المعلمين الذين عرفت فيهم حماسهم واهتمامهم بشؤون أبنائهم الطلبة، ومن خلال مناقشة الايجابيات والسلبيات، «وفي الغالب السلبيات» لأن الإيجابيات لا تحتاج إلى مناقشة فقد لفت نظري عدد من المعلمين الى عدم مشاركة ابني في الفصل، وتساءلت مرة ومرتين وثلاثاً عن كيفية المشاركة ونوعيتها ثم توصلت بعد الاستماع إلى تكرار هذه المشكلة مع ابني الآخر ومع عدد من زملائهما حين مناقشة آبائهم مع معلميهم، وسألت أحد المعلمين عن المسؤول عن اشتراك التلميذ أو الطالب في الفصل مع المعلم ومع زملائه حيث اخبرني ان المشاركة هي في السؤال أو الإجابة على سؤال المعلم أو التفاعل مع شرح المعلم؟ من هو المسؤول عن اشتراك الطالب في الدرس؟ فقال لي: ان ابنك لا يبدي اهتماما بالشرح، وأحياناً يسرح عن شرح الدرس فيضيع عليه الفهم والاستيعاب لعدم المتابعة، وأعدت تساؤلي البريء على المعلم، وأضفت فقلت له: إننا نحن الآباء لا نعلم عن هذه السلبية، وكيف نعلم ونحن لم نحضر الدرس في الفصل؟ وكيف نُطالَبُ بالمتابعة لهذا الأمر حينئذ؟ وتساءلت: لماذا لا تقومون وأعني المعلم أو المعلمين باستقطاب الطالب السارح أو الناعس أو الغافل، وتنبيه النائم أو ايقاظه للاشتراك والمشاركة والمتابعة للدرس ليتمكن من الاستيعاب؟ فأكد لي ان ذلك يرجع إلى الطالب واهتمامه وحضوره الذهني وحرصه ومتابعة أهله، وأعدتُ التساؤل على عدد من المعلمين فلم أجد القناعة والتجاوب سوى من القلة منهم بحجة ان حضور المعلم وقدرته وخبرته كافية في استقطاب الطلبة أثناء قيامه بأداء الدرس «وهذه مهمته التربوية والأبوية» التي لا يمكن ان نجادل فيها، لكنني بصفتي والدا لعدد من الطلبة ولي تجربتي في التعليم معهم في البيت والمتابعة التربوية ولي كثير من الزملاء والمعلمين الذين يعون دورهم ونتناقش في عملية المتابعة التعليمية وأهميتها وضرورة ملاحقة التلاميذ في كل وقت إلا ان كثيراً من الآباء ربما ينشغل بمشغلات العمل والحياة عن المتابعة المكثفة المركزة لأبنائه فإنني اطرح هذه المشكلة أملاً في مناقشتها وحلها بالدراسة وتنمية الوعي والمعالجة الحكيمة لتفادي السلبيات التي تؤدي إلى فشل عدد من الطلبة بسبب فشل المعلم في القيام بدوره على المستوى الأفضل وافادته طول العام الدراسي وعدم قدرته على استقطابه للاشتراك والفهم والاستيعاب، وربما لا يعود ذلك إلى ضعف المستوى العقلي أو الذهني والاستيعابي لدى الطالب فتبقى المشكلة دون حل لعدم ايلائها الأهمية القصوى من قبل المعلم أولاً والمرشد التربوي ثانياً وإدارة المدرسة ثالثاً والبيت رابعاً، ويصبح التلميذ أو الطالب هو الضحية وبعد هذا الشرح والبسط قد يتساءل معلم أو واحد من الذين يهمهم أمر التعليم: ما هو تأثير مشاركة الطالب أو عدم مشاركته عليه؟ والجواب واضح في بيان مستوى الطالب الذي يقرر المعلم نسبة الاشتراك من العلامات حسب تقديره فيضع «صفراً» في خانة المشاركة بجدول الطالب وكان بإمكانه ان يغيّر العلامة بحضوره الفعال بدوره التربوي في التعليم المبتكر، ويدعي بعض المعلمين ان الطالب المجتهد هو الذي يشارك دائماً ويسأل ويجيب على تساؤلات المعلمين، فأقول: ان هذا من الأمور البدهية وينبغي ان يهتم المعلم ويركز أكثر على الطلبة الكسالى وغير المشاركين للارتقاء بهم وتشجيعهم على المشاركة والتفاعل وليس تثبيطهم واهمالهم وتركهم وشأنهم ؟! وإلا فما هو دور المعلم وفائدته إذاً؟!.
فآمل ان تهتم إدارة المدرسة والمدرس والمسؤولون في التعليم بهذه الناحية لكي لا نظلم أبناءنا ويكملوا عامهم الدراسي دون جدوى، أو يرسبوا ويعيدوا عاماً آخر بسبب تقصير تراكمي وأطرح هذه الاقتراحات التالية لتحسين مستوى التعليم والمتابعة المرتبطة بهذا الموضوع بالذات:
1 تكثيف التوعية الإعلامية لأولياء أمور الطلاب بأهمية المتابعة مع المدرسة لضمان تحسين مستوى أبنائهم.
2 تكثيف توعية المعلمين وتثقيفهم بتوفير «دورات تدريبية تربوية» لتحديث ورفع مستواهم المترتب عليه ارتقاء وسائل التعليم وأساليبه.
3 توفير الأجهزة الحديثة في المدارس مثل أجهزة «الكمبيوتر» وأجهزة المعامل التطبيقية للطلبة لضمان الافادة منها.
4 حث المعلمين على التجديد والتنويع في أسلوب التعليم والاهتمام بالطلبة غير المشاركين في الفصل لتحسين مستواهم بالتدريج.
5 العناية من قِبل المعلم وإدارة المدرسة بتحري الدقة والأمانة والمرونة في تقديرات الطالب في التقويم، وتقدير ظروف الطلبة في ذلك بإعادة التقويم لمن يفوته بسبب غياب أو تأخر لأن المهم هو افادة الطالب، وليس تعقيده، ليبقى عاما آخر من أجل مادة أو مادتين يمكن اعادة تقويمه لهما واختباره في دقائق معدودة.
6 دراسة ظاهرة الغياب لدى بعض الطلبة، ومن ثم التسرب من الدراسة الذي قد يكون في مقدمة أسبابه تعسف المعلم أو إدارة المدرسة أو سلبيتهما.
7 ان يتكرر «مجلس الآباء» في الفصل الدراسي مرتين أي أربع مرات في العام لضمان الاتصال والمتابعة بين المدرسة والبيت، مع تقدير أحوال فئات الطلبة وأولياء أمورهم وظروفهم الخاصة من خلال «الاستبيان» الذي تعده المدارس ولا تعمل به، ومن واقع التقدير والاحترام المتبادل بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور حيث يلاحظ الجفوة واللامبالاة من بعض مديري المدارس تجاه أولياء أمور الطلبة ومعاملتهم كأنهم طلبة عندهم.
8 التخفيف من حدة التعامل بدعوى «الحزم» في عملية ايقاف الطلبة بسبب التأخر عن «الطابور الصباحي» أو الحصة الأولى مدة يسيرة كخمس دقائق أو نحوها، وتقدير ظروف الطلبة من مشكلة الطريق أحياناً، وكذلك ظروف الأحوال الجوية.
9 التوازن والعدالة في تطبيق النظام على الجميع من قِبل إدارة المدرسة والمعلمين.
10 تكثيف الاهتمام بالشؤون الثقافية وتنمية المدارك والمواهب، والنشاطات المعرفية كالقراءة والبحث، ودعم المكتبات المدرسية التي كانت إدارات التعليم تعنى بها سابقاً.
وفق الله العاملين بإخلاص للارتقاء وتحقيق الطموحات والآمال المشتركة.

أحمد بن عبدالله السالم - الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved