* جدة أحمد سعيد العمري واس:
بدأت صباح أمس بمدينة جدة فعاليات ندوة تأثير العولمة على الاعلام التي تنظمها رابطة العالم الاسلامي بالتعاون مع صحيفة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن ويرعاها معالي وزير الاعلام الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي.
وقد بدأت الندوة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم القى مدير عام الشركة السعودية للابحاث والتسويق الدكتور فهد الطياش كلمة نقل فيها تحيات صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس ادارة المجموعة السعودية للابحاث والتسويق لمعالي وزير الاعلام وللحضور .
وأكد حاجة الامة الى التعاون بين مؤسساتها في مواجهة التحديات المعاصرة وفي مقدمتها مفاهيم العولمة التي باتت تشكل هما جديدا للأمة، مشيرا الى انه من هذا المنطلق جاء التعاون بين صحيفة الشرق الأوسط ورابطة العام الاسلامي.
وتحدث عن الاستثمارات الكبيرة التي استثمرتها صحيفة الشرق الأوسط في مجال التقنية الحديثة منذ وقت مبكر استشعارا منها لمفاهيم العولمة .
وفي ختام كلمته أعرب عن شكره وتقديره لمعالي وزير الاعلام ولمعالي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي ولمعالي وزير العمل ولكافة الحضور والمشاركين في هذه الندوة لحضورهم وعلى ما بذلوه من جهد لانجاح هذا الملتقى .
ثم القى معالي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي كلمة حيا فيها الحضور وأعرب عن سعادته بالتعاون البناء الذي تم بين الرابطة وصحيفة الشرق الأوسط متمنيا ان يتطور في المستقبل وان يدفع بالعلاقة بين المؤسسات الدعوية والمؤسسات الاعلامية ورجال العلم والدعوة ورجال الاعلام الى مزيد من التعاون من خلال البرامج المشتركة والتشاور فيما يحقق للامة الخير في حاضرها ومستقبلها.
وأكد ان رسالة العلماء والدعاة ورسالة الاعلام ورجاله هي رسالة تكامل وتعاضد وتعاون، مشيرا الى ان التعاون بين الرابطة وصحيفة الشرق الأوسط في تنظيم هذه الندوة يبرهن على ذلك .
وبيَّن ان العالم الاسلامي يتعرض لهجمات اعلامية شرسة استغلت فيها تأثيرات العولمة على الاعلام لتشويه صورة الاسلام وأهله .
وقال انه يجب على مؤسساتنا الدينية والاعلامية ان تكون جامعة غير مفرقة بانية غير هادمة تشد من أزر الحكومات ومؤسساتها وتدافع عن القيم والمقدسات الاسلامية وان تواجه أعظم تحد أمامنا وهو التحدي الصهيوني الاسرائيلي وممارساته الارهابية القمعية العنصرية وجرائمه الوحشية الهمجية في فلسطين .
ثم القى معالي وزير الاعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي كلمة قال فيها: «في تصوري الشخصي المتواضع ان الأخوة المشاركين في أعمال الندوة بفضل الله ثم بعلمهم وسعة اطلاعهم سيقدمون لنا الكثير من المعلومات المفيدة التي تنير لنا الطريق وتوفر المزيد من الايضاحات بالتناول من مختلف الجوانب وبلورة ما يخلصون اليه من وجهات نظر معززة وداعمة لتبيان حقيقة الاشياء من أجل فهم أفضل ورؤى سديدة».
وأضاف «وعلى كل حال فقد اثير جدل لم ينته عن العولمة تعريفا ومفهوما وأعدت أبحاث ودراسات عن العولمة بمفهومها الواسع عربيا ودوليا ونال الاعلام بحقوله المختلفة دراسات في عصر العولمة المرئية والمسموعة والمطبوعة والتحديات التي تواجه ذلك وقد ركزت أدبيات العلوم الاجتماعية على مفاهيم للعولمة واصفة إياها كأداة تحليلية للتغيير والتجديد باعتبارها عملية مستمرة تستخدم فيها مؤشرات كمية وكيفية ويمكننا القول بأن صياغة تعريف او ومفهوم دقيق للعولمة الاعلامية مسألة شاقة وفى غاية التعقيد نظرا لتعدد الرؤى وتأثير الباحثين أيدلوجيا إزاء الاعلام المعولم رفضا أو قبولا».
وتابع معاليه يقول «ان التعاظم المتسارع والمستمر في وسائل الاعلام قد جاوز حدوده الجغرافية وزاد من تأثيرها على الجماهير باختلاف ثقافتهم المتباينة وحقق مكاسب للأطراف المالكة للصناعة الاعلامية على المستوى الدولي وتلك احد مظاهر العولمة الاعلامية إلا ان الملامح النهائية لعولمة الاعلام لاتزال دون تشكيل واضح نتيجة التغيرات والمتغيرات المتسارعة في تقنية المعلومات والاتصال بشكل عام ان البث المباشر تجاوز حدود الدول والكم الهائل من المعلومات والاخبار والبرامج وأصبح ذا صفات كونية وانتشرت بازدياد القنوات الفضائية الرقمية العربية والدولية وبدأ البث التلفزيوني الرقمي المباشر وشبكات الانترنت تزداد انتشارا يوما بعديوم وادخال الاعلام الى عصر العولمة بشكل متسارع أوجب على القائمين عليه التعايش معه وتطويع كل المعطيات الممكنة لخدمة المشاهد العربى والحالة هذه برزت الحاجة الى نظرة استراتيجية تكاملية للاعلام العربي ونادت كثيرمن الدراسات بإعادة تكوين البنية الفكرية والمهنية للصناعة الاعلامية العربية حتى تتمكن من اقتحام عصر العولمة الجديد وفق خصوصيات اسلامية وثقافية ومجتمعية والتصدي لكل الافرازات السلبية لما سمي بالثقافة الكونية الشاملة».
وأكد معالي وزير الاعلام ان أول تحديات عصر العولمة الاعلامى عربيا هو الاستمرار في تحديث تقنيات الاعلام وابتكار مفاهيم جديدة لتوطين هذه الصناعة عربيا في ظل ماهو قادم من منتجات ثقافية واعلامية عالمية بدأت فعلا تؤثر على هويتنا العربية ما لم يتم التصدي لها بالعلم والمعرفة الاعلامية وان مثل هذه التصدي لايأتى إلا بتحسين المنتج الاعلامي العربي مسموعا ومرئيا ومطبوعا وتطوير أدواته وآلياته بحيث نتعامل مع عصر العولمة اعلاميا بأساليب تفاعلية حوارية».
وقال «نحن في عصر تتحاور فيه الثقافات ولابد من السعي على ان نتغلب على كل التحديات التي تواجه اعلامنا العربي بشكل عام حتى نستطيع ان نكون في حوار اعلامي متكافئ مع الآخر».
وأضاف معاليه «هذه خلاصة مختصرة لما نشعر به اعلاميا في عصر العولمة ولكن المسيرة طويلة والتحديات كبيرة ولعل مثل هذا اللقاء وغيره يتوصل الى مرئيات تخدم أجهزة الاعلام العربي في هذا الشأن».
وأردف معالي الدكتور فؤاد الفارسي قائلا «ان من الأهمية بمكان ان نضع نصب أعيننا ان الأمة الاسلامية أمة عظيمة بتاريخها وأمجادها بمعنى أنها تتكئ على إرث عظيم يستمد قيمته وأهميته من العقيدة الاسلامية التي تتسم بالوسطية والاعتدال وبما تنطوي عليه من اخلاقيات سامية ومثل عليا عز نظيرها .. لذلك فإن من يحتكم اليها ويحكمها يعيش حياة هانئة مطمئنة وبناءة مع الذات ومع الآخرين لأنها تناهض التعصب والانغلاق وازدواجية المعايير فعلماء المسلمين عند نشأة الدولة الاسلامية في القرن الأول أخذوا العلوم عن الحضارات القديمة وبعد فهمها واستيعابها تمثلوها في عقولهم وأفئدتهم وتفاعلوا معها وأضافوا عليها بما شكل جملة مخرجات علمية هائلة وغير مسبوقة هي نتاج العلماء المسلمين ابداعا وعطاء مميزا طرحوه بدون مَنّ ولا أذى في متناول الشعوب الأخرى التي اتخذت منه أساسا على امتداد عدة قرون فكان ذلك بمثابة القواعد المتينة الراسخة التي قامت عليها الحضارة الحديثة التي تدين للعلماء المسلمين الذين امدوها بعطاءاتهم العلمية الرائدة في مختلف حقول المعرفة».
وأضاف «ان المملكة العربية السعودية بحكم التزامها بالمنهج الاسلامي تبادر دوما وبكل اقتدار ورحابة صدر وسعة افق للتعامل مع المستجدات من أجل تعاون أفضل وهذا التوجه الطيب يتبين بوضوح منذ وقت مبكر منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله».
وأردف معاليه يقول «وفي سياق ما تقدم ايضاحه يتبين بجلاء ان الاسلام ليس دينا وقفيا لا زمانيا ولا مكانيا وانما جاء ليكون للعالمين أي ان صفة العالمية أساسا في توجهه ان العولمة او العالمية نحن قادرون على التعامل معها من موقع الثقة بأننا نستطيع ان نؤثر في مجرياتها بحيث توجه التوجيه الأمثل البناء وبالتالي نصونها من الانحراف».
وقال في كلمته «لعلكم تذكرون انه في إطار ما يوجه به الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله قام سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله بسلسلة من الزيارات المتتابعة التي شملت العديد من الدول الشقيقة والصديقة على امتداد ثلاث قارات حيث تزامن ذلك مع البدايات الأولى لبروز مايسمى بالدعوة الى العولمة فكان هدفنا بالدرجة الأولى هو وضع الاساس لبداية مرحلة جديدة نؤثر فيها نتأثر بها على نحو ايجابي للتأكيد على ان بلادنا تفتح قلبها وذراعيها لقيام تعاون دولي حقيقي واستثمار يبني ولا يهدم».
وأضاف يقول «في ضوء ماتقدم ايضاحه اخلص الى طرح عدة تساؤلات لعلنا نجد الاجابة عليها من خلال جملة ما تتضمنه اسهامات الأخوة المشاركين في هذه الندوة..
أولا.. الى أي مدى سيكون تأثير العولمة على الاعلام العربي سلبيا أم ايجابيا .
ثانيا.. الى أي مدى امكانية تطويع الاجراءات المالية والادارية والفنية للاهتمام بالبرامج وتطويرها وزيادة الانتاج المحلي.
ثالثا.. كيفية تفعيل دور القطاع الخاص لزيادة استثماراته في مجال العمل الاعلامي.
رابعا.. هل ستحقق العولمة التوازن في مفهوم تدفق المعلومة والخبر من الغرب للشرق أم ستزيد الهوة .
خامسا.. هل العولمة وفق مايعبر به بعض الباحثين انها استثمار جديد .
سادسا.. ما مدى تأثير العولمة على الحضارات المختلفة .
سابعا.. ما هي الخطوات المعززة للحفاظ على الهوية الاسلامية .
واختم معالي وزير الاعلام كلمته بالقول «هذا باختصار شديد مارأيت طرحه من تساؤلات والهدف من أجل بلورة رؤى للاسترشاد بها من قبل المعنيين بالأمر قياديين ومخططين وبرامجيين على درب تحقيق النجاحات الاعلامية على خير وجه».
ثم قدم الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبدالله التركي دروعا تذكارية بهذه المناسبة لكل من معالي وزير الاعلام الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي راعي الندوة ومعالي وزير العمل والشئون الاجتماعية الدكتور علي بن ابراهيم النملة ولمدير عام الشركة السعودية للأبحاث والتسويق الدكتور فهد الطياش بعد ذلك بدأت الجلسة الاولى .
الجدير بالذكر ان ندوة «تأثير العولمة على الاعلام» التي تنظمها رابطة العالم الاسلامي بالتعاون مع صحيفة الشرق الأوسط تأتي في اطار المؤتمر الاسلامي الرابع الذي تنظمه رابطة العالم الاسلامي تحت عنوان «الأمة الاسلامية والعولمة».
وتتناول الندوة في جلساتها عددا من المحاور ففي الجلسة الاولى سيتم مناقشة «تأثير العولمة على أسلوب التغطية الصحفية» ويرأسها معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي النملة ومقررها الدكتور حسن سفر ويتحدث بها كل من زين العابدين الركابي وخالد عبد الرحيم المعينا ومحمد التونسي.
أما الجلسة الثانية فستكون بعنوان «العولمة والتحديات التي تواجه الاعلام» ويرأسها الدكتور عبد العزيز الصويغ مدير فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة ومقررها الأستاذ حسين شبكشي ويتحدث بها كل من الدكتور خالص جلبي والدكتور عادل مرداد والدكتور عبد القادر طاش والأستاذ أمير طاهري.
|