Thursday 4th April,200210780العددالخميس 21 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

يلتقي يومياً مع السجناء يلتقي يومياً مع السجناء
مسلم أمريكي يروي تجربته مع معتقلي قاعدة غوانتانامو

  * برلين خدمة الجزيرة الإلكترونية:
قال الجنرال ميخائيل دونلافي المسؤول عن استجواب المعتقلين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان في قاعدة غوانتانامو إن الولايات المتحدة تريد إطلاق سراح البعض من هؤلاء المعتقلين لأنه يبدو واضحا أن المعتقلين الثلاثمائة ليسوا كلهم مقاتلين متطرفين مشيرا إلى أنه يوجد بينهم بعض المقاتلين الذين اشتركوا في المعارك من فرط حماسهم التلقائي ثم أدركوا بعد ذلك أنهم أمام حرب حقيقية.
وأكد الملازم سيف الإسلام رجل الدين المسؤول في الجيش الأمريكي عن رعاية المعتقلين في قاعدة إكس راي أن بعض المعتقلين نادم على ما فعل وقد أخبروه شخصيا بذلك. وأضاف: «لكن لا شك أن البقاء لمدة شهرين في أقفاص مفتوحة في درجة حرارة 32 في الظل له أثره على ما يمكن أن يقوله الإنسان».
سيف الإسلام يجيد الإنجليزية والأوردية كما يعرف بعض الكلمات العربية وهو من أصل بنغالي حصل على الجنسية الأمريكية سنة 1997 ومن يومها وهو يعمل في الجيش الأمريكي.
سيف يلتقي مع السجناء يوميا حتى انه يقابل بعضهم أكثر من مرة في اليوم الواحد. وفي حوار أجرته معه مجلة دي فيلت الألمانية عن مدى تصديقه لما أعرب به البعض عن ندمهم لما قاموا به من أفعال قال الملازم سيف الإسلام إنه يكتفي بما يقولونه لأنه لا يستطيع التنبؤ بما يدور في أذهانهم.
سيف الإسلام جاء إلى هذا المعسكر في يناير من هذا العام مع وصول أول دفعة من معتقلي طالبان والقاعدة إلى المعسكر والذين ينتمون إلى 32 دولة مختلفة على حد قوله.
ومنذ وصوله فهو يستطيع الالتقاء بهم في أي وقت. من بين هؤلاء المعتقلين يوجد فتى تركي كان يعيش في مدينة بريمن الألمانية يدعى مراد كورناز يبلغ من العمر 20 عاما. هذا الفتى صرح مؤخرا بأنه بريء وأنه كان موجودا في أفغانستان بالصدفة وقت اندلاع الحرب فقبض عليه الجنود الأمريكيون وهو لا يعرف لماذا هو موجود في هذا المكان.
يقول سيف الإسلام عن حديثه اليومي مع المعتقلين «أغلبيتهم يسأل عن مصيره ويؤكد براءته ويتمنى الوقت الذي يعود فيه إلى وطنه».
وهنا تدخل الميجور سيفان كوكس الذراع اليمنى لقائد الوحدة الأمريكية في جوانتانامو الجنرال ميشائيل لينرت قائلا «لابد أن لا ننسى أن هؤلاء المعتقلين هنا لأن لديهم معلومات هامة ليست للولايات المتحدة وحدها وإنما للحرب التي يشنها المجتمع الدولي ضد الإرهاب» وأثناء ذلك وجه نظرة حادة إلى الملازم سيف يدعوه فيها إلى التحفظ في إبداء تعاطفه مع المعتقلين.
والحقيقة أن وظيفة الملازم سيف وظيفة في غاية الصعوبة فمطلوب منه أن يكسب ثقة المعتقلين وفي نفس الوقت عليه أن يحتفظ بمسافة بينه وبين السجناء ولا ينسى دائما أنه ضابط بالجيش الأمريكي.
وتابع سيف الإسلام قائلا «في البداية كان المعتقلون يتعاملون معي بحذر وريبة وكان الكثير منهم يتساءل ما الذي يمكن أن يفعله مسلم في الجيش الأمريكي. إلا أنهم مع الوقت تعودوا عليَّ واعتبروني أخاً لهم في الإسلام، فهم يستجيبون للأذان الذي أردده بنفسي خمس مرات في اليوم ويصلون خلفي» . وردا على سؤال حول أوضاع المعتقلين المعيشية صرح سيف بتحفظ شديد «من الطبيعي أن يكون هذا المكان ليس أكثر أماكن العالم راحة بالنسبة لهم.. لكننا في النهاية نعاملهم كبشر».ومن المعروف أن المعتقلين هناك محبوسون في أقفاص مفتوحة بطول 5.2 متر وعرض 5.2 متر تشبه الأقفاص التي يوضع فيها الكلاب.
وأكد سيف الإسلام أنه يتسلم شكاوى المسجونين بشكل منتظم وقال في تعليقه على نوعية تلك الشكاوى «البعض لا يعجبه الطعام الذي لم يتعود عليه بعد.. والبعض يشتكي من ضيق المكان والبعض يريد أن تتاح له فرصة أكثر للاتصال مع زملائه حيث لا يمكنه الكلام إلا مع الزملاء في الأقفاص المجاورة».
ويقوم الملازم سيف بتوصيل الشكاوى إلى السلطات المختصة وهو يعلم تماما أن هذه الأوضاع لا ينتظر أن تتغير في المستقبل، فالسلطات تريد أن تحد من الاتصال بين المعتقلين إلى أقصى درجة ممكنة.وفي سؤال عما يقوله المعتقلون عن حراسهم اكتفى سيف بالتعليق قائلا «لم يحدث تحرش بهم حتى الآن».
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد شخصيا أن هؤلاء المعتقلين مذنبون أم لا أجاب الملازم قائلا «إنه ليس قاضيا وانه مسؤول فقط عن رعايتهم».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved