* بيت لحم رام الله نابلس الوكالات:
قدم الفلسطينيون عشرة شهداء جدد معظمهم سقطوا خلال معارك ضارية في بيت لحم ومدينة جنين التي استعصت على قوات الاحتلال بسبب المقاومة الشرسة، كما توغلت هذه القوات في مدينتي سلفيت ونابلس في الضفة الغربية واعتقلت المزيد من الفلسطينيين، وترددت في غضون ذلك انباء عن قيام قوات الاحتلال بتخفيف الحظر المفروض على مدينة رام الله بصورة مؤقتة للسماح للسكان المحاصرين التزود بالمؤن من اغذية ومياه .
وعلى الصعيد السياسي حالت اسرائيل دون عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي لا يزال محاصرافي مقره الرسمي، والمبعوث الأمريكي الجنرال انتوني زيني إلا ان زيني التقى مسؤولين فلسطينيين آخرين.
«تسعة شهداء»
وقد استشهد أمس في الضفة وغزة عشرة فلسطينيين بينهم امرأة حيث ذكرت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان أن ثلاثةرجال وامرأة فلسطينيين وفتى استشهدوا كما أصيب ثلاثة آخرون خلال عملية توغل واسعة قامت بها الدبابات الاسرائيلية فجر أمس «الاربعاء» داخل أحياء في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
وأفادت المصادر أن فدوى الجمال «24 عاما» استشهدت بالرصاص الاسرائيلي وهي ممرضة في احد المستشفيات في المدينة وأصيبت شقيقتها رفيدية «36 عاما» بجراح متوسطة، وأصيبت الشقيقتان عندما كانتا متواجدتان في شرفة منزلهما على أطراف مخيم جنين الذي بدأت تحاصره الدبابات الاسرائيلية.
كما استشهد الشاب هاني أبو رميلة «18 عاما». والشهيدان الآخران في جنين ينتميان الى كتائب شهداء الاقصى المجموعة المقربة من حركة فتح بزعامة الرئيس ياسر عرفات. هما زياد زبيد (35 عاما) وجواد مشارقة (22 عاما).
وفي جنين ايضا استشهد فتى فلسطيني بالرصاص أمس خلال المواجهات، واصيب الفتى واسمه محمد هواشن بثلاث رصاصات عندما كان امام منزله في مخيم اللاجئين القريب من مدينة جنين. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية ان فلسطينيين استشهدا أمس في بيت لحم، احدهما برصاص جندي اسرائيلي كمن له خارج كنيسة المهد المطوقة بالدبابات الاسرائيلية.
وقد قتل عمر صلاحات. وهو مدني في التاسعة والثلاثين من عمره. برصاص وحدة خاصة اسرائيلية في ساحة المهد الملاصق لكنيسة المهد.
وقتل عوض عواد الذي كان مسلحا ويبلغ من العمر 22 عاما أثناء اشتباك مع جنود اسرائيليين قرب كنيسة القديسة مريم.
وأعلن متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان فلسطينيا كان يزنر نفسه بالمتفجرات قتل اليوم الاربعاء عندما فتح الجنود الاسرائيليون النار عليه عند حاجز في باقة الشرقية بالضفة الغربية.
وأضاف المتحدث ان الفلسطيني الذي لم تتوضح هويته اقترب من الحاجز رغم اوامر الجنود الذين فتحوا النار عليه، عندئذ انفجرت العبوة التي كان يحملها، وفي غزة افاد مصدر امني فلسطيني ان الجانب الاسرائيلي أبلغ الجانب الفلسطيني ان الجيش الاسرائيلي قتل فلسطينيا قرب معبر بيت حانون (ايريز) شمال قطاع غزة.
وفي غزة ايضا افاد مصدر طبي فلسطيني مسؤول أمس الاربعاء ان مريضا فلسطينيا توفي على حاجز عسكري اسرائيلي جنوب مدينة غزة خلال نقله من مستشفى بمدينة ديرالبلح وسط قطاع غزة الى قسم العناية الفائقة بمستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وقال الطبيب معاوية ابو حسنين مدير عام الطوارئ في مستشفي الشفاء بمدينةغزة «ان جابر العبد النباهين 50 عاما من مخيم البريج وسط قطاع غزة الذي كان يعاني من ذبحة صدرية توفي على حاجز عسكري اسرائيلي عند مفرق الشهداءالقريب من مستوطنة نتساريم جنوب مدينة غزة بعد ان منع جنود الاحتلال الاسرائيلي سيارة الاسعاف من المرور حيث توفي على الحاجز».
وقال ابو حسنين: ان النباهين كان نقل اول أمس الى مستشفى شهداء الاقصى بدير البلح وسط قطاع غزة على اثر اصابة بذبحة صدرية حيث تقرر نقله الى غرفة العناية الفائقة بغزة، مشيرا الى انه «رغم ان هناك تنسيقا فقد منعت سيارة الاسعاف من المرور».
ويشار هنا الى ان قطاع غزة مازال مقسما الى ثلاثة اقسام منذ مساء الخميس الماضي من قبل الجيش الاسرائيلي حيث يشدد الحصار على المدن الفلسطينية بقطاع غزة.
«جنين تستعصي على الإسرائيليين»
وفي اطار توسيع عدوانها الذي بدأته بمدينة رام الله أعلنت مصادر امنية فلسطينية ان عشرات الدبابات الاسرائيلية دخلت ليل الثلاثاء الاربعاء مدن جنين وسلفيت ونابلس المشمولة بالحكم الذاتي في الجزء الشمالي من الضفة الغربية. وأضافت المصادر ان مواجهات عنيفة اندلعت بين فلسطينيين والقوات الاسرائيلية خلال تقدم الدبابات في جنين حيث سقط الشهداء الذين سبق الاشارة اليهم وأفادت انباء لاحقة ان مدينة جنين استعصت على القوات الاسرائيلية بسبب المقاومة الشرسة.
وأفاد التلفاز الفلسطيني فجر نقلا عن مسئول أمني قوله إن «ما يزيد عن60 دبابة شوهدت تزحف تحت جنح الظلام» باتجاه الاحياء الغربية والجنوبية في مدينة جنين. «فيما شوهدت تحركات مكثفة لما يزيد عن 200 دبابة في القرى الواقعة بين جنين ومدينة نابلس». كما شوهدت حوالي خمسين من الدبابات وعربات نقل الجنود المدرعة عند المدخل الجنوبي لمدينة نابلس قرب مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين الذي شهد الشهرالماضي مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين.
وكانت القوات الاسرائيلية قد اشتبكت في قتال عنيف مع مقاتلين فلسطينيين في ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء في بيت لحم. حيث أفيد عن سقوط العديد من القتلى الفلسطينيين.
«المتحصنون في كنيسة المهد»
وأفادت مصادر عسكرية اسرائيلية أمس الاربعاء ان عشرات الفلسطينيين المسلحين المتحصنين داخل كنيسة المهد في بيت لحم بالضفة الغربية اطلقوا النار على الجنود الاسرائيليين الذين يطوقون الكنيسة.
وأضافت المصادر نفسها ان عشرات الفلسطينيين أعضاء في «التنظيم» الذي تقدمه اسرائيل على انه مجموعة مقربة من حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. «متحصنون في الكنيسة وأطلقوا النار في اتجاه الجنود الاسرائيليين المنتشرين خارج الكنيسة».
وتابعت المصادر نفسها «حاولنا الاتصال معهم كي يسلموا أنفسهم من دون اراقة دماء».
وأفاد شهود كانوا في الكنيسة لوكالة فرانس برس ان ما بين 300 الى 400 فلسطيني موجودون داخل الكنيسة وبعضهم مسلح.وقال شهود عيان إنهم شاهدوا جثثا أمام كنيسة المهد وأن حوالي 100 من العائلات الفلسطينية كانت تحتمي في الكنيسة فيما اختبأت عائلات أخرى في كنيسة للسريان الارثوذكس في البلدة القديمة ببيت لحم. وقالت شبكة سي.إن.إن التلفزيونية إن أربعة فلسطينيين لقوا مصرعهم في القتال الذي لم يمتد إلى الكنيسة. وتشتبك القوات الاسرائيلية مع الفلسطينيين منذ دخولها بيت لحم يوم الاثنين.
وقد اقتحم الجيش الاسرائيلي صباح أمس الاربعاء مقر بلدية بيت لحم الواقعة قبالة كنيسة المهد بوسط المدينة التي أعاد احتلالها الثلاثاء، بعد ان قام بتفجير بوابة المبنى كما أكد مراسلون صحافيون موجودون في المكان.
ويضم المبنى ايضا مكاتب محطة تلفزيونية محلية وكذلك مركز اتصالات البلدية، واضافت المصادر انه تم اعتقال نحو عشرين فلسطينيا.
ونقلت الاذاعة العامة عن مسؤولين عسكريين ان 25 فلسطينيا مسلحا اعتقلوا منذ احتلال الجيش بيت لحم الثلاثاء.
وقال رئيس بلدية المدينة حنا ناصر الذي لم يكن موجودا في مقر البلدية لوكالة فرانس برس: ان «الهجوم الاسرائيلي عمل وحشي» مضيفا ان «الجيش لا يحترم شيئا. لا الكنائس ولا البلديات». ومع تصاعد القتال في بيت لحم. انتقدت جمعية المراسلين الاجانب في إسرائيل بشدة قرار الحكومة الاسرائيلية إغلاق المدينة وعدم السماح للصحفيين بدخولها. وكان الجيش الاسرائيلي قد منع وسائل الاعلام من دخول رام الله. حيث طرد طاقم فريق تلفزيون أمريكي في وقت سابق من هذا الاسبوع. وقالت جمعية المراسلين إن منع الصحفيين من نقل تطورات الاحداث «تصرف متطرف وخاطئ» وطالبت بوضع حد لإقصاء الصحفيين عن متابعة الاحداث.
«اجتياح سلفيت»
وأعلنت مصادر الأمن الفلسطيني ان أكثر من عشرين دبابة اسرائيلية دخلت صباح أمس الاربعاء قرية سلفيت في الضفة الغربية التي تبعد حوالي 20 كلم جنوب غرب مدينة نابلس المشمولة بالحكم الذاتي.
وأضافت المصادر ان القوات الاسرائيلية لم تواجه أي مقاومة من الجانب الفلسطيني خلال التوغل.
«اعتقالات»
الى ذلك اكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس انه تم اعتقال ستة من عناصرها وسابع من أفراد الجهاد الاسلامي من قبل «العدو الصهيوني» خلال اقتحام مبنى الأمن الوقائي الذي كانوا معتقلين فيه في بيتونيا بالضفة الغربية.
وذكر بيان لكتائب القسام وصلت نسخة منه الى وكالة فرانس برس انه «في هذا الوقت الذي نتعرض فيه لشتى أنواع المجازر الشارونية بحق كل شريف ومقدس في فلسطين تأبى الخيانة ان تفارق أصحابها وبناء على ما أثير حول عملية تسليم مناضلي شعبنا للعدو الصهيوني نصدر البيان الآتي».
وأضاف البيان انه «حتى الساعة الأخيرة من فقد الاتصال مع المجاهدين وهم ستة من كتائب القسام وسابع من الجهاد الاسلامي. وهم سليم حجي وبلال البرغوثي واسماعيل شكشك وابراهيم الهندي واحمد أبوطه وابراهيم أبوالرب ومحمد البايض.رفض السجانون اعطاء أي واحد منهم قطعة سلاح ليبقوا في المبنى فيما اقتحمه الصهاينة ليكونوا استشهاديين فرفض طلبهم».
وعلم ان الجيش الاسرائيلي اعتقل وأجلى حوالي 180 فلسطينيا كانوا متحصنين في مقر قيادة الجهاز الذي يرأسه العقيد جبريل الرجوب.
وكان الجيش أكد ان 250 شخصا بينهم عشرات من المشتبه فيهم الملاحقين لمشاركتهم في عمليات موجودون داخل المبنى.
ونفى العقيد الرجوب المختبىء في مكان ما في الضفة الغربية هذه الاتهامات نفيا قاطعا.
وذكر مسؤولون فلسطينيون ان بعضا من الفلسطينيين ال180 الذين أسروا واقتيدواالى مستوطنة عوفر اليهودية في جنوب رام الله والتي تضم قاعدة عسكرية اسرائيلية أفرج عنهم بعد ساعات. لكن متحدثا باسم الجيش قال: ان عددا من الناشطين الملاحقين بقوا في مقر جهاز الأمن الوقائي في بيتونيا وقد اشتبكوا مع القوات الاسرائيلية.
وكان الجيش الاسرائيلي هاجم في الساعات الاولى من صباح الثلاثاء المبنى واظهرت صور بثها التلفزيون الاسرائيلي ان الهجوم قد دمر المبنى.
«مغادرة أسر الدبلوماسيين الأمريكيين»
وعلى صعيد آخر أذنت الخارجية الأمريكية لأفراد أسر بعثتها الدبلوماسية في القدس بمغادرتها ونصحت جميع الأمريكيين بعدم التوجه إلى إسرائيل والضفة الغربية وغزة وذلك بسبب «تدهور الوضع الأمني هناك» حسبما ذكر بيان صادر عنها.
وينطبق إذن المغادرة على أسر العاملين بالقنصلية الأمريكية العامة في القدس المحتلة. لكنه لا يشمل أسر أعضاء السفارة في تل أبيب.
يذكر أن غالبية التفجيرات الاستشهادية الأخيرة وقعت في القدس. كما استند تحذير السفر الذي أصدرته الخارجية الأمريكية إلى القيود على التنقل نتيجة المتاريس التي تتزايد أعدادها حول المدينة.
وقال فيليب ريكر نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية «اتخذنا هذه الخطوةالتي تقضي بالسماح لأسر بعثتنا الدبلوماسية بالمغادرة طواعية نتيجة ازدياد الهجمات وتصاعد العنف هناك».
وقال ريكر إن الاذن بالرحيل يمتد لنحو 30 يوما بعدها سيعاد تقييم الوضع.
وكان وزير الخارجية الأمريكي كولين باول قد ألمح في وقت سابق إلى أن الولايات المتحدة تتوقع أن تستمر العملية العسكرية الاسرائيلية الحالية في الضفة الغربية لمدة «أسبوعين» على الاقل.
«الاتصالات السياسية»
وفيما يتصل بالجهود السياسية قال السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة يهودا لانكري أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء أن إسرائيل لن تنسحب فورا من المناطق الفلسطينية.
وكان مجلس الأمن الذي يضم 15 عضوا قد أصدر بيانا يوم السبت الماضي دعا فيه إسرائيل إلى سحب قواتها. وقال لانكري إن القوات الاسرائيلية لن تخلي مواقعها حتى تقوم بتفكيك البنى التحتية لمن أسماهم الارهابيين وتتلقى «إشارة واضحة» بأن الفلسطينيين مستعدون لمناقشة وتطبيق وقف لاطلاق النار.
وكان أعضاء مجلس الأمن قد دعوا لانكري لاجراء محادثات خاصة معهم، ووصف لانكري الحوار بأنه كان «إيجابيا جدا».
وقال السفير البريطاني جيريمي جرينستوك للصحفيين «إن المجلس يشعر بأن هذه صيغة أفضل .أي إجراء مناقشات حقيقية بشأن صعوبة التنفيذ بدلا من المناقشة الجدلية».
وأوضح جرينستوك أن المجلس يريد أن يظهر عزمه على تنفيذ قراره من خلال استدعاء الدبلوماسيين وعقب الاجتماع مع لانكري الذي استمر ثلاث ساعات تحدث أعضاء المجلس مع المبعوث الفلسطيني ناصر القدوة. وقال القدوة في وقت لاحق إنه يأمل في إقناع مجلس الأمن بإجراء نقاش مفتوح حول الوضع في الأراضي الفلسطينية. وقال إنه حصل على الدعم من كافة الدول العربية لطرح مشروع قرار جديد يحث إسرائيل على الانسحاب طبقا لقرار مجلس الأمن رقم 1402. وقال القدوة ان سوريا. وهي الدولة العربية الوحيدة بين دول المجلس وعددها 15 بلدا. تدعم مشروع القرار ومستعدة لطرحه.
الى ذلك صرح الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بأن هناك اتصالات مستمرة مع أنتونى زيني المبعوث الأمريكي للسلام في المنطقة وايضا مع كل من المبعوث الأوروبي والروسي ومبعوث الأمم المتحدة.
وأشار في حديث لقناة «الجزيرة» الفضائية أمس الى ان المبعوثين طلبوا الاجتماع به ولكنه طلب منهم التوجه للاجتماع مع الرئيس عرفات اذا كانوا يريدون تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «1402» أو خطة تينيت وميتشيل.
وقال عريقات: إن أولئك المبعوثين أوضحوا أنهم لم يستطيعوا الحصول على إذن من الجانب الاسرائيلي لمقابلة الرئيس عرفات.. وتساءل عن كيفية تنفيذ هذه القرارات والخطط اذا كانت هذه الدول لاتستطيع الحصول على إذن اسرائيلي.
|