«لعل من خير ما يذكر به المرء بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، ذكره الحسن.
فالذكر الحسن هو العمر الثاني للإنسان كما قال أبوالطيب:
ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته
ما قاسه من طلول العيش أشغال
وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به».. وأول من يجددون هذا الذكر الحسن هم الأبناء البررة. وكم كان سروري عظيماً حين علمت أن أبناء أخي وصديقي الأستاذ أمين مدني، أرادوا تجديد ذكرى والدهم العطرة فعملوا إلى الناحية المحببة في حياته ألا وهي ابراز جانب ثقافي. كان لوالدهم به اهتمام وعناية. وكان لموطنه الطيب الطاهر «طيبة» به صلة، فوضعوا جائزة سنوية، رصدوا لها من مالهم عن سخاء وطيب نفس . لمن يبرز في جانب علمي ثقافي، لهذه البلدة الكريمة، بلدة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
إن هذا العمل الجليل الذي أقدم عليه ابناء الاستاذ السيد أمين مدني، إياد وأخوته الأكرمون. لهو من المحامد التي تذكر فتشكر لهم. وياحبذا أن يكون في هذا العمل النافع من الحوافز لأمثالهم، ما يجدد ذكرى اعلام من هذه البلاد لهم أثر بارز في حياتنا الثقافية والإجتماعية وغيرها.
وما أحوجنا إلى أن نستلهم الذكرى الطيبة، من تجديد مآثر سلفنا الصالح. وحيا الله اياد واخوته، وكل من سار على النهج السوي في خدمة هذه البلاد في أي ناحية من نواحي حياتها النافعة.
وما التوفيق إلا بيد الله سبحانه والله...
من كلمة لعلامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله تعالى في الاحتفال الأول للجائزة. | 
