|
|
الحمد لله وحده: لقد عرفت فضيلة الشيخ الدكتور عمر بن محمد السبيل رحمه الله رحمة واسعة. عرفته سليم الصدر كريم السجايا مضيافاً حسن الأخلاق عفيف اللسان متواضعاً لا يرى لنفسه حقاً على غيره ويرى لغيره حقاً على نفسه، فرحمه الله رحمة واسعة واكرم ضيافته واحسن فيه الخلف وجمعنا به بدار كرامته فكلما رأيته أو تذكرته تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الامام احمد رحمه الله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم الآن رجل من اهل الجنة فطلع رجل من الانصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته ايضا فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الاولى فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبدالله بن عمرو بن العاص فقال اني لاحيت ابي فأقسمت ان لا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت ان تؤويني اليك حتى تمضي فعلت، قال نعم قال انس وكان عبدالله يحدث انه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا غير انه اذا تعار او تقلب على فراشه ذكره الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر قال عبدالله غير اني لم اسمعه يقول الا خيراً فلما مضت الثلاث ليال وكدت ان احتقر عمله، قلت يا عبدالله اني لم يكن بيني وبين ابي غضب ولا هجر ثم ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجل من اهل الجنة فطلعت انت الثلاث مرار فأردت أن آوي اليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هو الا ما رأيت قال فلما وليت دعاني فقال: ما هو الا ما رأيت غير اني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله اياه. فقال عبدالله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |