Tuesday 2nd April,200210778العددالثلاثاء 19 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

قصيدة قصيدة
عشقٌ لا يَشيخ
جاسم العساكر



أوْمَأْتِ فَانْجَذَبَتْ إِلَيْكِ مَشَاعري
تَشْتاقُ صَدْراً دَافِئاً وَحَنونَا
وَهَتَفْتِ بِاسْمِيَ فانْسَكَبْتُ قَصِيدةً
عَذْراءَ تنبشُ حُبِّيَ المدفونَا
فَلَكُ الغَرَامِ لهُ يَمِينيَ مِحْوَرٌ
يَجْرِي بِإذْني تَحرُّكاً وَسُكُونا
شاخَ المدى واحدَوْدَبَتْ لَهُ قامةٌ
لكنَّ حُبِّي لاَ يَزَالُ جَنِينَا
فَإذَا ذَكَرْتُكِ تَسْتَفيقُ مَشَاعري
حيناً وَحِيناً تسْتَهيمُ جُنونَا
وتذوُب شدواً في الوصَالِ وتارةً
تنسابُ من فرطِ الحنينِ أَنينَا
روحي وقلبيِ شَاهدانِ بِأَنَّني
ما كُنتُ قبلكِ عاشقاً مفتونَا
صُبّي مَشَاعِرَكِ الدَفيئةَ في دَمِي
وتَفَجَّري بالوجْدِ فيَّ عُيونَا
ودعي الَغَرامَ بِدَاخلي يَنْمو بِهِ
غُصْنٌ تَفرَّعَ بالمَواجِدِ تِينَا
وَهَبي الفُؤَادَ سَعَادةً إنَّ الهوَى
لا يَسْتقرُّ إذَا انسَكَبْتِ شُجونَا
هذي طُيوفُكِ في عُيُونيَ حُوَّمٌ
تَرْتادُ فيهَا مَحَاجِرَا وجُفونَا
وأخالُ ذكراكِ الحبيبةَ أشرقتْ
شمساً تبدِّدُ وحشةً وظنونَا
وتزيلُ أوهاماً وتطردُ غيهباً
عن ناظريَّ فأسْتزيدُ يقينَا
تُوحي ليَ الأشعارَ حتّى كأنِّني
منها انسكبتُ مواهباً وفنونَا
فلأنتِ أنتِ الطُهْرُ والشَرفُ الذي
كانَ العفافُ بجانبيهِ مَصونَا
أنتِ العفافُ وما سِوَاكِ وإنْ سَمَا
طُهراً ، تموج به الحياة مُجونَا
زَغْرَدْتُ بِاسْمِكِ يَا مليحةُ أرْتَجِي
وعداً يُحيلُ جَهَنَّمي نِسْرِينَا
وتُدقُّ أجْراسُ اللِّقاءِ فَأنْتَشِي
مَا إنْ سمعتُ لصَوتِهِنَّ رنينَا
يا مَنْ فرشتُ لَها جَميعَ جوانحي
حبّاً وَأشْرَعْتُ الفُؤادَ مَعينَا
يا صوتَ ميلادي وعطرَ طفولتي
وشَبَابَ أيامي ، المليءَ حَنينَا
أسْكَنْتِ قَلْبِيَ في الهَوَى وَسَكَنْتِهِ
أنْعِمْ بِقَلْبيَ سَاكناً مَسْكوناَ
هاكِ اعزفيني أحرُفاً منْظُومةً
تَشْتاقُ مِنْكِ لِنَظْمِهَا تَلْحينَا
وَتَذَكّري يومَ اليدانِ تَشَابَكَتْ
شوقاً بِشوْقٍ يسْرَةً وَيَميناَ
فَأُحِسُّ نَبْضيَ في يَديْكِ كأنَّهُ
يَرْتادُ فيهَا بَيْتَهُ المسْكونَا
كمْ كانَ قلبيَ في يمينكِ يشتهي
سِجْنَ الأناملِ، فاتْرُكيهِ سَجينَا
لا تطلِقيهِ فَمَا لَهُ حُرِّيةٌ
إنْ لم يكُنْ في رَاحتَيْكِ رَهينَا
فَرَشَ الهَوَى في دَرْبِنا أزْهَارهُ
شوقاً وأيقَظَ ما تَموّجَ فينَا
إِنَّ الَغَرامَ إذَا تَصافَى أهلُهُ
فِيهِ أقامُوا لِلنَوَى تأبِينَا
فَإذَا الفراق تَطاوَلَتْ سَكِّينُهُ
قهْراً لِتُرْدي المُسْتَهَامَ طَعِينَا
هَبّتْ جُيوشُ مَحَبَّتِي غضْبانةً
تَطْوي الفراقَ وَتجْرَحُ السِكِّينَا !!
هذا فؤاديَ قد تصحّرَ ظامئاً
فاسْقيهِ من سُحُبِ الوصَالِ مُزونَا
مَا بَيْنَنَا التَذِّ اللقاءُ كأَنَّما
«لَيلى» تُطَبِّبُ «قَيسَها المَجْنُونَا»
إني وأجنحةُ الخيالِ مَراكِبي
عَنونتُ باسمِكِ شِعريَ الموزونَا
وحلفت لاَ أَدَعٌ الصَبابةَ والهَوَى
(حَتَّى أُوَسَّدَ في التُرابِ دَفِينَا)

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved