Monday 1st April,200210777العددالأثنين 18 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لم يعد متلقياً سلبياً لم يعد متلقياً سلبياً
فكر القارئ أصبح أكثر انفتاحاً

إن ما تطرحه الجرائد اليومية للكتّاب ذوي الأعمدة اليومية والأسبوعية من نقاشات تدور حول العديد من المواضيع والأمور التي نعايشها في حياتنا اليومية والتي يقوم الكتاب بإبداء وجهة نظرهم فيها بطرق قد تتماشى مع الواقع المعاش. وفي بعض الأحيان يسعى الكتّاب إلى مناقشة القضايا التي هم بصدد مناقشتها بطرق قد لا يفهمها القارئ بالشكل المناسب مما يسبب له التباساً في وجهة نظره.
وما يحتاجه القارئ في وجهة نظري هو أن تتماشى مواضيع النقاش التي يطرحها كتّابنا الأفاضل مع ديمومة العصر ومع ما تحتاجه هذه المرحلة من الزمن من أمور هي في غاية الأهمية بالنسبة للقارئ الذي يتمنى أن يرى موضوع كاتبه المفضل يتلمس مشاكله اليومية وهمومه المصيرية. ولكن يغلب على بعض الكتاب طرح سيرتهم الذاتية وقصصهم البطولية في أعمدتهم اليومية على حساب هموم القراء التي تحتاج إلى نقاشات مستفيضة.
ولكل قارئ منا كاتب يعجب بما يكتبه وبطرحه في مقالاته وهذه ظاهرة صحية في الصحافة اليومية. كما أن القارئ لم يعد متلقياً سلبياً لكل ما يكتب ويطرح للنقاش، وأصبح يرى في المشاركة بإبداء رأيه نوعا من أنواع الحرية في التعبير لأن فكر القارئ أصبح أكثر انفتاحا على ما يدور في الصحافة من مواضيع هادفة وبناءة. وهذه طريقة صحيحة وسليمة تنمي لغة الحوار والتواصل بين القارئ والكاتب وهي طريقة جيدة لمناقشة المواضيع التي قد يكون فيها لبس لدى القارئ.
ومن خلال النقاش الهادف والبناء الذي يرد فيه القارئ بالتعقيب على ما كتبه كاتبه المفضل قد يتفق الكاتب والقارئ على حقيقة واضحة ويخرجان بنتائج إيجابية من خلال التفاهم والنقاش المسؤول الذي يفضي بالطرفين إلى اتفاق على الرؤى الصحيحة والسليمة والثوابت المنطقية التي بنيت عليه لغة الحوار والنقاش والتي تخدم في النهاية المصلحة العامة واختلاف وجهات النظر بين القارئ والكاتب لا تفسد للود قضية.
والشيء الذي أود أن أقوله هو أن الرد على الكاتب أو النقاش معه أو التعقيب على ما يطرحه أو النقد له يجب أن يكون بصورة واضحة ومفهومه ويستفيد منها القراء وتكون مدعمة بالأدلة والبراهين وأن تكون مبنية على أساس عميق من القيّم والمبادئ الإسلامية السامية وأن تكون فيها فائدة عامة وأن لا تمس كرامة الكاتب وأن يحترم فيها مشاعره ووجهة نظره كما يجب أن يراعي في طرق النقاش والحوار الأمانة والمصداقية والدقة في المعلومات.
كما أن لي وجهة نظر خاصة وهي أن معظم الكتّاب الذين يكتبون في صحافتنا المحلية لم يتطرقوا إلى المواضيع التي هي في غاية الأهمية بالنسبة لنا كعرب ومسلمين في هذا الوقت بالذات الذي نجد أنفسنا فيه محاصرين بين معطيات عديدة ومفاهيم ومتغيرات تستجد بين الحين والآخر، وكان الأحرى بهم والأجدى مناقشة هموم المواطن أياً كانت اقتصادية أو اجتماعية بطرق جذابة وملفتة للنظر ولا تمس الثوابت الوطنية. إنهم يتركون النقاش فيما هو يستحق النقاش ويتطرقون إلى أمور ثانوية. إن الزمن الذي نعيش فيه زمن السرعة والتطور التكنولوجي المذهل الذي جعل العالم يعيش وكأنه في قرية صغيرة بفضل التطور المنقطع النظير للاتصالات السلكية واللاسلكية والتي ربطت العالم بأكمله وما يجب علينا وما تفرضه ظروف وطبيعة منطقتنا في هذا الوقت بالذات يدعونا إلى الاستعداد لمواجهة كل ما هو جديد وغريب على مجتمعنا بحكمة وحيطة وحذر ومنها على سبيل المثال لا الحصر العولمة التي بدأت في غزو محيطنا العربي والإسلامي والذي يجب في هذا الوقت هو نقاش العولمة من قبل المثقفين وأصحاب الحل والربط في مجتمعنا العربي نقاشاً موضوعياً وجادا فنخرج منه بفائدة إزاء ما قد يواجهنا من مصاعب في المستقبل نحن في غنى عنها لكي نتدارك آثار العولمة السلبية في المستقبل إذا لم ننتبه له الآن ونجد له الحلول من خلال النقاش الصريح الذي يجب على العقول العربية وأصحاب الفكر والثقافة أن يثروه في هذه المرحلة لكي نحافظ على خصوصيتنا وعلى قيمنا الإسلامية النبيلة والسامية في هذه المرحلة من الزمن.

محمد علي طيف - جازان بيش

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved