* الدمام شيخة العبدالهادي:
قدرت والدة وزوجة الشهيد جمهور بن عبدالله الغامدي وكيل رقيب زيارة صاحب السموالملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية زيارتهما لمنزل الفقيد وتقديم تعازيهما ومواساتهما لوالد وذوي الفقيد.
واعتبرتا ذلك بأنه لفتة انسانية قد خففت من مصابهما الجلل.. في البداية تحدثت والدة الشهيد للجزيرة بأسى وحزن قائلة:
لقد استقبلت استشهاد ابني بنفس راضية صابرة مؤمنة وكتمت آلامي وحزني في قلبي وسلمت أمري الى الله الذي أعطاني والذي أخذ وسألت الله ان يعينني على فراقه وعلى تربية أولاده من بعده كما أني أحمد ربي الذي جبر قلبي وثبتني بصبر من عنده سبحانه وتعالى، وكذبت ما قد قيل حول استقبالها أهل الأطفال الثلاثة فقد قبل وإنني طردتهم وتسببتهم وأكدت ان شيئا من هذا لم يحدث بل أني أخبرت عمهم ان ما جرى هو أمر الله بعد أن هنأتهم بسلامة أولادهم، لقد جاءت وقدمت العزاء وأنا قمت بالواجب من حيث الترحاب ونفيت ان يكون لأولادهم أدنى سبب في وفاة ابني وإنما جاء ذلك بقضاء الله وقدره ونحن من الصابرين.
وعن آخر وقت قضته مع الفقيد تقول جاءني يوم الأثنين وبقي معي في المنزل يعمل ويجري اصلاحات له وحتى المغرب ثم طلب مني ان آتي وبه في اليوم التالي لتناول طعام العشاء سويا ولقد ذهبت وكأني مفارقة له ولم أشعر بتلك الليلة حتى اتصلت بي ابنتي تطلب مني العودة الى المنزل وفي اليوم التالي جاء اليَّ وقت المغرب وأخذ ابنه وكانت تلك آخر مرة شاهدته.. وتحدثت عن مآثره قائلة لقد كان الفقيد ابنا صالحا ودوداً وطيب المعشر مع زوجته وأولاده وأخوته وكان مواظبا في عمله محترما له ولواجبه محافظا على جميع التزاماته ويحاول ان يرضينا في جميع تعاملاته ولا تفوته الصلاة وبخصوص أولاد الفقيد فقد ذكرت أم جمهور ان ابنه عبدالله 9 سنوات أصيب بحمى لمدة ثلاثة أيام من بعد وفاة والده ونحن نحاول ألا يشعر بشيء وسيبقون في رعايتي ورعاية جدهم. وأضافت قائلة ان ما أريد الحديث عنه هو ما أحدثته زيارة سمو سيدي وزير الداخلية وسمو أمير المنطقة الشرقية من بالغ الأثر في تخفيف مصابنا بل وان ما أدخلاه سموهما في نفوسنا من تشريف عم المنزل والجوار وأدخل الابتهاج وقد أضفى على المكان اشعاع نور وأمل عم الأرجاء ولقد كانت كلمات سموه بلسما شافيا ومتعهدا برعاية أبناء ولدي وتربيتهم واعتبرهم أبناؤه فلا أملك إلا أن أقول جزاهم الله عنا خير الجزاء فقد جاءنا سموه كما قال كمواطن وهذا تواضع كبير منه وزيارته منزلنا مصدر فخر واعتزاز.
من جانبها تحدثت زوجة الفقيد أم عبدالله حيث أكدت ان الفقيد جمهور يتمتع بخلق عال رفيع وطيبة بلا حدود وبالنسبة لآخر أيامه فقد كان متضايقاًً بعض الشيء ويحمل همَّ أبنائه بكثرة لدرجة أنه كمن يحاول ان يمتعهم بآخر أيامه معهم وقد وعدني بأداء فريضة الحج هذا العام أنا ووالدته رحمه الله وألهمنا من بعده الصبر والسلوان.
|