* واشنطن من جوناثان رايت رويترز:
تصدر معلومات متباينة من العاصمة الامريكية حول العمل الذي تنوي واشنطن القيام به تجاه العراق. وفيما تقول دراسة للكونجرس الامريكي ان ادارة بوش لا تحبذ عملاً عسكريا وانما انقلابا داخليا فقد افادت مصادر اخرى ان فترة ما بعد التغيير للنظام في بغداد ستترك للمعارضة العراقية بعد تزويدها بمساعدات تبلغ الملايين من الدولارات.
و قال مسؤولون في واشنطن يوم الثلاثاء ان الادارة الامريكية برئاسة جورج بوش خصصت خمسة ملايين دولار لجمع المعارضين العراقيين معا في اوروبا للتخطيط لحكم العراق بعد رحيل الرئيس العراقي صدام حسين.
وقال ادوارد ووكر المساعد السابق لوزير الخارجية واحد ابرز المنظمين انه يتوقع ان يعقد المؤتمر في مايو أيار في دولة اوروبية لم تتحدد بعد.
والمؤتمر منفصل عن تجمع لضباط سابقين بالجيش العراقي يعتزم المؤتمر الوطني العراقي ابرز جماعات المعارضة العراقية عقده في واشنطن في ابريل نيسان.
وقال مسؤول من وزارة الخارجية الامريكية رفض نشر اسمه: سيمكن هذا المؤتمر شخصيات من المعارضة العراقية من مناقشة خطوات عملية لتحقيق مستقبل افضل للشعب العراقي عندما تتولى حكومة جديدة زمام الامور في العراق.
واضاف ان المؤتمر سيناقش العدالة والصحة العامة والتعليم والقضاء على الفساد ودور الجيش العراقي تحت قيادة مدنية جديدة واحياء الاقتصاد واعادة العائلات العراقية التي ارغمت على ترك منازلها وتعقب الاصول التي استولى عليها صدام حسين وابناؤه.
ولكن المؤتمر لن يناقش كيفية الاطاحة بصدام حسين الذي يرأس العراق منذ السبعينيات ونجا من حربين وعدة محاولات انقلاب.
وتقول الادارة الامريكية انها ملتزمة بتغيير النظام في العراق إلا انها لا تجد مساندة دولية لأي نشاط عسكري ضد الحكومة العراقية.
واوضحت دراسة اعلنها الكونجرس يوم الثلاثاء ان الادارة الامريكية بعيدة عن أي قرار بخصوص استخدام القوة العسكرية للاطاحة بصدام وقد تفضل انقلابا داخليا بدلا من الاعتماد على المعارضين بالمنفى.
وقال كينيث كاتزمان من قسم الابحاث بمكتبة الكونجرس الذي تقوم بدراسة القضايا عن عمق لعرضها على الكونجرس الامريكي: تزايد الاتصال الامريكي بالضباط العراقيين السابقين يشير الى ان الادارة قد تكون راغبة في العودة لاستراتيجية التشجيع على انقلاب بدلاً من تمرد تقوم به المعارضة او ربما تسعى الى التحرك على المسارين معا.
وتجد الولايات المتحدة صعوبة في قبول فكرة قيام جماعة معارضة عراقية موثوق بها بالدور الذي قام به التحالف الشمالي المعارض العام الماضي عندما ساعد الغارة الجوية الامريكية للاطاحة بحركة طالبان التي كانت تحكم افغانستان.
وذكر مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية انه لاول مرة تعمل الادارة الامريكية مع المؤتمر الوطني العراقي في اجتماعه العسكري الذي سيناقش خطط الاطاحة بصدام.
واضاف اننا نساند المؤتمر الوطني العراقي ونأمل ان نتمكن من تمويله.وذكرت وزارة الخارجية الامريكية في وقت سابق ان هذا الاجتماع امر يخص وزارة الدفاع «البنتاجون» وقال متحدث باسم البنتاجون ان الجيش ليس معنيا ايضا.
ومما يزيد من الارتباك فيما يتعلق بالعلاقات الامريكية مع المعارضة العراقية الدعوة التي وجهتها وزارة الخارجية لاربع جماعات عراقية للحضور الى واشنطن واجراء محادثات منفصلة بشأن مستقبل العراق.
والجماعات هي جماعة الائتلاف الوطني العراقي والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وهو تحالف شيعي والجماعتان الكرديتان الرئيسيتان العضوتان بالمؤتمرالوطني الافريقي وهو مظلة تجمع عدة احزاب معارضة عراقية وتجد صعوبة في تأكيد مزاعمها بكونها ابرز ممثل للمعارضة العراقية.
واشار مصدر قريب من المعارضة العراقية الى انه يتوقع ان يعارض اعضاء الكونجرس منحة الخمسة ملايين دولار مما يعطل خطط وزارة الخارجية.
|