Thursday 28th March,200210773العددالخميس 14 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

روسيا تبدي تخوفها من قائمة الدول النوويةروسيا تبدي تخوفها من قائمة الدول النووية

* موسكو الجزيرة:
أثار ما نشرته الصحف الأمريكية حول السياسة النووية الحالية للإدارة الأمريكية ردود فعل غاضبة في موسكو وخاصة إدراج روسيا إلى جانب إيران والعراق وكوريا الشمالية وليبيا وسوريا والصين كدول محتملة لتوجيه الضربات النووية الأمريكية إليها.
إن المخططات السرية للبنتاجون لم تثر ضجة خاصة في الجهاز العسكري الروسي. فقد أعلنوا في وزارة الدفاع أنه: «ما دام في سلاح الجيش الأمريكي يوجد وسائل قصف نووية فإن البنتاجون ملزم بالتخطيط لإمكانية استخدامها، ونحن بدورنا ملزمون بأن نكون على أهبة الاستعداد لصد الضربات الأمريكية النووية». خاصة وأن المحادثات بين المسؤولين العسكريين الروس رفيعي المستوى جرى فيها الاعتراف بأن نشاط الولايات المتحدة يثير في موسكو الخشية بشكل كبير. فالقلق لدى الجنرالات أثاره ليس إعلان تفاصيل الخطة الأمريكية بقدر ما أثاره واقع تسرب هذه المعلومات بحد ذاتها، فمثل هذه الأمور تقليديا تستخدم للضغط النفسي القوي على العدو القادر. وحسب رأي الخبراء العسكريين الروس فإنه إذا تم النظر إلى هذا الأمر إضافة إلى الخطوات الأخيرة للولايات المتحدة وحلفائها تتضح الصورة: الانسحاب من معاهدة النظام الدفاعي المضاد للصواريخ، توسع الناتو إلى الشرق وتعزيز نشاط الحلف بشكل حاد في نهاية عام 2001 في ما خص مسائل التخطيط النووي، ورفض الالتزامات القانونية بتوطيد اتفاقية القضاء على الرؤوس التي ستنزع من الصواريخ النووية وما إلى ذلك. وكما ذكر مصدر عسكري مطلع فإنه «يتكون إحساس قوي بأنهم يستفزوننا. وفي الوقت الذي تباشر فيه روسيا عمليا وبشكل لا سابق له بالتخفيض الأحادي على ترسانتها النووية».
هذا وقد وصف الخبراء العسكريون الأمريكيون ما نشر في الصحافة من وثائق وصفت بالسرية بال«ديناميت». فأولاً، لم يعلن أبداً في تاريخ الولايات المتحدة قائمة كاملة بالأهداف. وثانيا، يمكننا الآن لمس الفرق بين شرب الشاي في استراحة الرئيس الأمريكي وواقعية الخطط السرية للبنتاجون. والتأكيدات الموثقة بأنهم في واشنطن مازالوا كما في السابق يضعوننا بين العراق وكوريا الشمالية تشكل حماما باردا مفيدا للرومانسيين الذين يتوقعون تحقيق الأخوة السريعة مع الغرب». إضافة إلى كل ذلك فهناك أمر آخر يثير القلق، ففي الوثيقة يتضح أن الولايات المتحدة وفي الجذور غيرت كل مواقفها من استخدام الأسلحة النووية. وأن ذلك هو الجزء الأهم من السرية الفائقة للوثيقة. ففي فترة «الحرب الباردة» كانت الترسانات الاستراتيجية للقطبين الكبيرين عامل الضبط القوي، ولم يكن هناك أي مبرر لاستخدامها في الحروب الاقليمية. والآن فاستراتيجية البنتاجون تحاول محو الفرق بين الحرب التقليدية والأسلحة النووية». في هذا السياق أعلن أحد الاختصاصيين العسكريين في الأسلحة النووية من واشنطن أن «الولايات المتحدة تستعرض دورا جديدا هاما للأسلحة النووية في الحروب التقليدية. وبعد ذلك على الأرجح سيجرى إضافة عدد آخر من الدول التي سيغريها صناعة قنبلتها النووية الخاصة».
إلى ذلك يجري العمل إلى وقتنا هذا للحصول على إيضاحات من قبل واشنطن عبر وزيري الخارجية والدفاع الروسيين. فسيرجي إيفانوف غادر إلى واشنطن يوم الاثنين الماضي في زيارة رسمية. لقد كان من المخطط له منذ البداية بأن تخص الزيارة للتوافق على مسائل التخفيضات الاستراتيجية على الأسلحة الهجومية التي لم تفقد روسيا الأمل بالتوقيع على اتفاقية بشأنها في لقاء 26 27 مايو المقبل في القمة الروسية الأمريكية في موسكو وسانت بطرسبورج. وفي هذا السياق وكما اعترف إيفانوف فإن التحضيرات للاتفاقية تجرى بصعوبة. وأن المشكلة قد تعقدت أكثر بسبب ما نشر في صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» ويمكن الافتراض أن هذا الوضع لن يكون مريحا للطرفين. وعلى الفور قام وزير الخارجية الأمريكية بتوضيح الأمر. فقد أعلن أن «الأسلحة النووية الأمريكية ليست موجهة ضد أية دولة». أما فيما يتعلق بالعلاقات الروسية الأمريكية فكما ذكر فإن طابعها «تغير بشكل جذري»، وأن «روسيا أصبحت مغايرة وهي ليست عدوا». فإيضاحات الوزير باول لم تبدد مخاوف السياسيين الروس.وقد صرح وزير الخارجية الروسي إيجور إيفانوف بحدة غير متوقعة، فقد طالب عمليا من واشنطن بإيضاحات على «مستوى أعلى»، بعد ذلك قام نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بتكرار كل كلمة ذكرها باول بأن الولايات المتحدة لا توجه أسلحتها النووية إلى أية دولة. أما في ما يتعلق بالأنباء الخاصة بالإعداد للضربات الوقائية ضد الدول السبع فقد وصفها نائب الرئيس الأمريكي بالمضخمة. فهل مستوى نائب الرئيس الأمريكي سيكون كافيا للسياسيين الروس؟ وهل سترضيهم كلمة «صيغة مضخمة» كنفي للموضوع بمجمله؟

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved