Thursday 28th March,200210773العددالخميس 14 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

السياسة الوقفية الناجحةالسياسة الوقفية الناجحة
سليمان بن صالح الطفيل

تعد ندوة الوقف في الشريعة الاسلامية ومجالاته والتي تعقدها وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز احدى الندوات العلمية المستمرة عن الأوقاف التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين كل عناية واهتمام وتلقى منها كل دعم وتأييد، حيث عقد خلال السنوات القليلة الماضية، ندوة مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية وندوة المكتبات الوقفية،والمؤتمر الأول للأوقاف، كما شاركت المملكة في تفعيل العديد من الندوات والمؤتمرات والقرارات الخاصة بالأوقاف في العالم الاسلامي والتي تعقدها منظمة المؤتمر الاسلامي أو البنك الاسلامي للتنمية أو غيرها.
إن السياسة الناجحة للمملكة تجاه الأوقاف سواء الأوقاف الخيرية العامة أو الخاصة أو الأوقاف الدارية «الأهلية» لها دور كبير في تشجيع الأفراد من أبناء المجتمع السعودي أو غيرهم في الاقبال على جعل بعض أملاكهم وأموالهم أوقافا تصرف على جوانب مختلفة من التنمية فضلا عن جعلها في اعمار وبناء المساجد أو حفر آبار أو لأعمال دعوية واغاثية انسانية متنوعة. حيث قامت بعض دول العالم الاسلامي وخاصة خلال الفترة من عام 1950م الى 1995م باصدار قوانين بالغاء الأوقاف الأهلية والتضييق على الأوقاف العامة الخيرية وهذا يعكس التوجهات الحكيمة والمنطلقات الاسلامية الصحيحة التي تقوم عليها سياسة المملكة تجاه الأوقاف مما جعلها ولله الحمد الأولى على مستوى العالم الاسلامي في حجم الثروة الوقفية وهو ما تثبته الدراسات والوثائق الوقفية.
الحديث عن الجهود التي تقدمها وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف بتوجيهات من حكومة خادم الحرمين الشريفين والاعتبارات الدينية والأمنية والتنموية والاقتصادية للأوقاف لا يمكن حصرها في هذا المقال، ولكن ما أود أن أؤكد عليه بأن العودة الصادقة لاحياء سنة الوقف وتفعيل دور الأوقاف يتطلب أمرين أساسيين: الأول مبادرة الموسرين الذين أنعم الله عليهم بالمال وسعة الرزق في ان يسهموا بالوقف على مجالات التنمية المختلفة سواء في مجتمعهم المحلي وهو الأولى أو في المجتمعات والاقليات الاسلامية الفقيرة التي تنتظر منهم كل دعم ومساندة، وهذه المبادرة سبقنا الى فعلها أهل الفضل، والسعة من الصحابة رضوان الله عليهم حينما سمعوا قول الله تعالى: {لّن تّنّالٍوا پًبٌرَّ حّتَّى" تٍنفٌقٍوا مٌمَّا تٍحٌبٍَونّ} [آل عمران: 92] . ولهذا قال عبدالله بن جبير رضي الله عنه «رأيت أكثر دور مكة وقفاً». وليتذكر كل مسلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:«إذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاث» وذكر منها «صدقة جارية» فكل مال لوقفه صاحبه على أعمال البر إنما هو نهر جار يستمر أجره الى يوم القيامة.
الأمر الثاني: ان تسعى الجهات المسؤولة عن الأوقاف الى مواصلة الجهد نحو تطوير الأنظمة والاجراءات التي تحسن ادارة الأوقاف وتعمل على تنميتها وتطويرها بما يخدم مجالات التنمية المتنوعة وبالأخص التنمية البشرية التعليمية والصحية الى جانب أمور الدعوة ورعاية الفقراء والمحتاجين وبما يحقق ثقة الأفراد ويحفزهم على وقف أموالهم.

* أخصائي اقتصادي

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved