Thursday 28th March,200210773العددالخميس 14 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الوسائل المعينة لنشرالوقف الإسلامي 22الوسائل المعينة لنشرالوقف الإسلامي 22
د. عبدالرحمن بن سليمان المطرودي

تقدم الحديث في الجزء الأول من هذه المقالة عن ضرورة التعريف بالوقف، والمراحل التي يمكن أن تتم تحقيقاً لذلك، وقد تبين أن مرحلة التعريف بالوقف هي المرحلة الأولى من مراحل تنشيط دور الوقف وبيان أثره وأهمية تطبيقه وفقاً لقواعد الشريعة السمحة، فالعلاقة وطيدة بين قوة تأثير الوسيلة وفحوى الرسالة المقدمة من خلالها، وعليه فإنه يمكن التعرف على الوقف من خلال التعريف السلس الفطن به، ومن خلال أهدافه وحكمة مشروعيته التي يجب أن تصاغ في صلب الرسالة الاعلامية بكياسة في العرض، وايجاز لا يؤدي الى الملل.
أما المرحلة الثانية فأعتقد أنها تتعلق بالمواطن والجهات المسؤولة عن الأوقاف معاً وهذه المرحلة تتوقف على دعم جسور التفاهم والثقة المتبادلة بينهما، وهذا يمكن أن يتحقق عن طريقين: أحدهما يتعلق بالمواطن والآخر بالجهة المسؤولة عن الوقف.
أما ما يتعلق بالمواطن فهي الثقة وحسن النوايا ومد جسور الاتصال بالمسؤولين عن الأوقاف لمعرفة كل ما يريد معرفته عنها، وأنا أؤكد لكل أخ أو أخت أنه سيجد من جميع المسؤولين عن الأوقاف في وكالة الوزارة لشؤون الأوقاف أو في فرع من فروع الوزارة وادارات الأوقاف في جميع مناطق المملكة كل ترحيب وتجاوب، وهذا ما أكده ووجه به معالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في كل لقاءاته واجتماعاته بالمسؤولين عن الأوقاف في هذه الوكالة أو في فروع الوزارة في المناطق.
وأما ما يتعلق بالجهة المسؤولة عن الأوقاف وهي وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد من خلال وكالة الوزارة لشؤون الأوقاف وادارات الأوقاف المرتبطة بها، فهي تتمثل في تقديرهم وتثمينهم لحمل هذه الأمانة الشرعية التي يعتبرونها تكليفا لا تشريفا وواجبا شرعيا عليهم من آكد الواجبات وتتمثل أيضاً في كفاءة المسؤولين عن الأوقاف الكفاءة الشرعية والادارية في المحافظة على الأوقاف وحمايتها وصيانتها وتنمية غلالها واستثمارها والعمل على تنفيذ شروط الواقفين في صرف غلال الأوقاف في مصارفها المخصصة لها وفق شروط الواقف، وهذا ما تحرص وتؤكد الوزارة عليه وتعمل على توفيره من خلال التدريب المستمر لموظفي الأوقاف ورفع كفايتهم الادارية والفنية وتزويدهم بالكتب والنشرات العلمية التي تنمي معلوماتهم الشرعية وتربطهم بالموضوعات المرتبطة بالوقف وأحكامه وعقد الندوات الدورية المتخصصة عن الأوقاف التي عالجت موضوعاتها المستحدثة ايجاد صيغ عصرية للوقف ومجالات استثماره، وقد عملت الوكالة عن توفير كل ما يحتاجه الموظف القائم على شؤون الأوقاف في هذا المجال من كتب ونشرات وبحوث متخصصة، وتقنيات متطورة تساعده على أداء عمله بدقة ويسر وسهولة.
أما عن دور المواطن في احياء سنة الوقف فالحديث عنه ميسور نظراً لأن الحديث عن هذه السنة حديث إلى مسلم يؤمن بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبياً ورسولا وبالقرآن كتاباً من عند الله منزلاً، لهذا فهو مؤمن بوعد الله سبحانه وتعالى للمنفقين في سبيله ويدرك ان ما يقدمه لله سبحانه وتعالى سيلقى خيراً منه، كما جاء في قوله تعالى: {آمٌنٍوا بٌاللَّهٌ وّرّسٍولٌهٌ $ّأّنفٌقٍوا مٌمَّا جّعّلّكٍم مٍَسًتّخًلّفٌينّ فٌيهٌ فّالَّذٌينّ آمّنٍوا مٌنكٍمً وّأّنفّقٍوا لّهٍمً أّجًرِ كّبٌيرِ} وقوله تعالى:{لّن تّنّالٍوا پًبٌرَّ حّتَّى" تٍنفٌقٍوا مٌمَّا تٍحٌبٍَونّ}.
ويدرك أن الوقف هو الصدقة الجارية التي أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: (إذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
لهذا فإن دور المواطن في احياء سنة الوقف هو احياء لسنة من سنن الإسلام يحسن تذكيره بها وبالآيات الدالة على جزاء المنفقين في سبيل الله وبالأحاديث النبوية وأقوال وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وسلف هذه الأمة في هذا المجال، وهذا الموضوع وهو موضوع التعريف بالوقف ومكانته في الاسلام هو ما تم التنويه عنه فيما مضى، وهو الذي نؤكد عليه دائماً وفي كل المناسبات.
وأود أن أؤكد على أن أهل الخير من الموسرين في المملكة العربية السعودية شاركوا وما زالوا يشاركون في العديد من المشروعات الخيرية داخل المملكة وخارجها وهم ولله الحمد مستعدون على الدوام للمشاركة في أي عمل خيري رغبة فيما عند الله سبحانه وتعالى، والأوقاف من المجالات التي تحتاج الى جهود مكثفة لتعريف أهل الخير بمجالاتها، ونفعها العاجل والآجل.
وهذا يبين أهمية التعريف بالوقف الذي تم الحديث عنه سابقاً وهو ما تحرص وتعمل على القيام به شاء الله تعالى وكالة الوزارة لشؤون الأوقاف كجهد رديف لجهود اجهزة الاعلام ووسائلها والجهود الأخرى.
ومن المجالات التي يجب التنويه عنها الآن الأربطة، وهي أماكن سكن الفقراء والمحتاجين وطلبة العلم، وهناك العديد من الأربطة القائمة حالياً إلا أن بعضها يحتاج إلى ترميم وصيانة وبعضها يحتاج الى اعادة بناء، ولهذا تم اخلاؤها من السكان، وقد تفضل بعض المحسنين مشكورين مأجورين بالاتصال ببعض ادارات الأوقاف للقيام بهدم واعادة بناء بعض الأربطة، وهناك بعض المناطق التي لا يوجد بها أربطة وهي بحاجة إلى مثل تلك الخدمات، والوزارة ممثلة في وكالة الوزارة لشؤون الأوقاف تبذل قصارى جهدها في تلافي كل نقص في تلك الأربطة وذلك بطرق عدة وهي على أتم الاستعداد لتقديم معلومات كافية عن الأربطة التي تحتاج الى ترميم وصيانة، أو الاماكن التي تحتاج الى بناء أربطة جديدة وسكانها والجهود التي تبذلها الوزارة في سبيل تحسين خدمتها والعناية بها. أدعو الله العلي القدير ان يوفق الجميع الى ما يحب ويرضى.

* وكيل الوزارة لشؤون الأوقاف

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved