Thursday 28th March,200210773العددالخميس 14 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شدوشدو
حقائق وطرائق..!
د.فارس محمد الغزي

يقول علماء البيولوجيا إن استئناس الدجاج يعني ترويضه قد تم تاريخيا نتيجة لصراع الديكة..، المشكلة أن قولهم بترويض الدجاج نتيجة لمصارعة الديكة يعني في الحقيقة أن الدجاجة كانت في الأساس ديكاً، تماماً مثل قولهم إن الكلب كان في الأساس (ذئبا)، غير أن توالي (الضربات القاضية!، (والمسْكات!) المنومة في حلبات الصراع بين الديكة والديكة والذئاب والذئاب قد أدت تراكميا عبر التاريخ بالذئاب الضعيفة إلى التحول إلى كلاب، تماما كما أن الديكة الضعيفة المهزومة قد تحولت بدورها إلى دجاج، وربما أن هذا هو ما يفسر كثرة الذئاب (سابقا!) الكلاب حاليا السائبة في الشوارع والحارات العربية، بل قد يكون هذا هو السر في سرعة تناسل الدجاج العربي وتكاثره المهول استدلالا بكثرة (مصانع!) الدجاج الهرموني الذي سرعان (ماينضج!) بالحياة.. أقصد يضج بها بعد وقت قصير من الحضانة.
واشتقاقا مما سبق قوله فالسؤال هو: هل ما اعتقده هؤلاء العلماء عن الدجاج والذئاب يسري كذلك على بني البشر..؟ بصيغة أخرى هل من الجائز بالقياس القول إن ترويض النساء أو البعض منهن قد تم نتيجة لمصارعة الرجال؟! وان النساء كنَّ ايضا ذكوراً غير أن (الزند!) المفتول لرجل الكهف البدائي قد أحدث فعله وتأثيره في حلبات صراع الحياة؟. لا سيما في ظل الحقيقة العلمية المؤكدة المتمثلة في أن لدى المرأة من الهرمونات الذكورية مثلما لدى الرجل من الهرمونات الأنثوية؟!.. هنا وبكل صراحة فليس لديّ من تعليق سوى قول: (الله يستر وبس..!).
ونواصل السفر (بيولوجيا/ أحيائيا) لنقول الغريب كل الغرابة إن الإنسان قد فهم ما فهم عن نفسه وجسده لا عن طريق تجاربه على نوعه (الإنسان!). بل بالأحرى عن طريق التجارب العلمية على الحيوانات والفئران والبعوض والصراصير وخلافها، وبسبب أبعاد وتداعيات ذلك إنسانيا فلن نوغل في الغوص في بحور البيولوجيا بل سنواصل التحليق فوق ضفافها فقط، فنأخذ منعطفا أحيائيا طريفا هو الآخر محوره طرائق التقاء الذكر بالأنثى من الكائنات الحية، حيث تتباين وتختلف طرائق وعوامل (الجذب والطرد!) الغزلية المتبعة من قبل ذكور الكائنات الحية حسب فصائلها وأنواعها، غير أن العلم يؤكد (الغناء) يكاد يكون هو الأسلوب المفضل المتبع من قبل غالب ذكور هذه الكائنات في سعيها نحو الفوز بنظرة إعجاب أنثوية. والطريف أن قراءة مثل هذه الحقائق العلمية (بتفصيل) تصيبك بالدهشة، فلا تملك حينها سوى أن تهز رأسك تعجبا من أن حكايات الحب والغزل والطريدة والمطاردات (والترقيم!) ليست حكرا على بني الإنسان فقط، فكل لديه في هذه الدنيا ما يشغله على غرار ما يجسده المثل العامي القائل: (كل عليه من زمان واكف!) والمعنى هو أيضا ما يعنيه المثل الأمريكي القائل: «Into Each Life A Litte Rain Must Fall»، وعليه فالسؤال الآخر هو: هل (الغناء) هو الأسلوب الغزلي ذاته المفضل لدى الذكور البشرية وذلك لهدف اجتذاب واستمالة إناثهم؟! حسناً من الممكن القول إن الرجل قد يقلد الطير، فيلجأ إلى الغناء أو الصياح: (يا علي صحت بالصوت الرفيع.. يا مره لا تذبين القناع..)، أما حين لا يغني الرجل فقد يلجأ إلى (التذاكي!)، فيتصنع البحلقة (بالسقف!) وهو المفضوح أمره من (زمان!):
فإن أغفل الواشون فزت بنظرة
وإن نظروا نحوي نظرت إلى السقف!
وقد يبلغ به الحب مبلغه، فيؤثر على بصيرته، التي بدورها قد تؤثر على بصره، فتبدو الأشياء مقلوبة (مريوسة!) في ناظريه:


تمشي فتثقلها أردافها
فكأنما تمشي إلى الخلف!

وقد يلقي به الهيام في أحضان الوهم الجنوني، فيتوهم أنه يرى (أقمارا وقطارات)، غير أن القطار هنا يبدو متأخرا عن موعد وصوله المحدد.. بل سوف يصل غدا:
من رأى مثل حِبتَي تشبه البدر إذ بدأ
تدخل اليوم ثم تدخل أردافها غدا
فيا مؤسسة السكك الحديدية حبذا لو تم النظر في أمر تأخر قطار قاطر اللعاب شاعرنا هذا..!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved