Thursday 28th March,200210773العددالخميس 14 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

القلوب التي لا تنسى!القلوب التي لا تنسى!
سلمان العُمري

تمر السنوات والاعوام وقواعد الحب الاخوي لا تزعزعها الأيام والعواصف، ولا يباعد بين الاحبة في الله لا بعاد ولا فراق، فالذكرى الصافية، والقلوب الناصعة البياض، والنفوس التي جعلت الثلج شعاراً لنقائها وطهارتها، هي التي لا تنال من صفائها الايام، ولا تبلي نبلها الليالي، والذكريات الحلوة تبقى مهما تناءت الديار، وتباعدت الاقطار.
منذ أيام خلت اتصل بي احد الاخوة من زملاء الدراسة في المرحلتين المتوسطة والثانوية، ولم اره بعدها منذ سنوات، وكانت لحظات اعادتنا وكأننا افترقنا البارحة، وكانت قلوبنا ترفرف لهفة للقاء قريب، ولكن ظروف الحياة لم تيسر الامر، ويمر يوم بعد يوم كانت اطول من السنوات الخوالي، واتصل بي الاخ الذي لم تلده امي وعاتبني، وقلبي ساحة مفتوحة لعتابه الغالي على قلبي.
وفي عتاب ارق ثان جاءتني عبر جهاز الفاكس رسالته، وهي قصيدة من عشرة ابيات، وأمانة لطلب الاخ والصديق فلن اخون الوعد وأنشرها، وسأبقيها سراً بيني وبينه يعلمه الله، لقد اثلجت قلبي تلك المحبة التي فاضت شعراً، وانطلقت روائع في عالم تحالفت اركانه على انه زمن المادة!
لعل في ذلك دعوة للوم انفسنا بعد ان طغت عليها شؤون الحياة اليومية، بحيث ألهتها عن التواصل مع الحياة تزين بهم الا وهم الاحبة والخلان والاخوة، فلا نسمح لاي امر كان ان يجعلنا لا نتواصل مع رحمنا على سبيل المثال، فصلة الرحم واجبة ودائمة، وكذلك لا يجوز ان ننسى تواصلنا مع اخوتنا في الله، وهذا ايضاً واجب يجب الا تنسينا اياه كبارشؤون الدنيا او صغارها، فالذي في القلب يجب ان ينضح دائماً، وينساب بسمة وسعادة و.. واتصالاً على اقل تقدير، وهذا لن يأخذ من وقتنا الكثير، ولكن قيمته في النفوس اكبر، ويا لسعادة من جعل من وقته لحظات لسعادة لا تنسى في قلبه وقلب من يتواصل معهم.
انها الحياة الاسلامية التي ندعو الله ألا يحرمنا جمالها، وسعادتها، ولذتها، ونعيمها المقيم الذي يبدأ من دنيا البشر، ويدوم دوماً ابدياً، فمرحى للحب الصادق والمودة الدائمة والمشاعر الطيبة.
انه الاسلام واخلاقه احبتي، تلك الاخلاق التي زرعها فينا ونحن في بطون امهاتنا، وليسلم مجتمع هكذا ابناؤه، والله المستعان.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved