سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الغراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تقديرا لجهودكم المتميزة في ايصال صوت المواطن للمسؤول فإننا نطرح لكم هذه القضية والتي نود منكم تناولها بما هو متعارف عليه من خلال صفحات جريدتكم الموقرة.
قضيتنا هي قروض البناء المقدمة من صندوق التنمية العقاري ومشكلة تأخر هذه القروض حتى تصرف بعد عدة سنوات ليست بالقليلة والتي نأمل من جريدتكم الموقرة طرح القضية بكل جدية.
فمثلا نحن في صندوق التنمية العقاري فرع الأحساء صرف آخر رقم في اواخر هذا العام 1422ه وكان الرقم هو 16000 بينما من سجل في الاخير رقمه يتعدى الرقم 32000 اي بقي ما يقارب النصف حتى يصرف آخر رقم فإذا علمنا ان نصف الارقام صرفت في المدة من إنشاء الصندوق في حوالي العام (1399ه) حتى الآن مع ضرورة النظر الى الطفرة الاقتصادية في ذلك الوقت فكم يلزم من سجل رقمه في الأخير حتى يتسنى له بناء منزل له ولعائلته ام هل يكون منزلا لورثته بعد مماته؟
دائما يتعذر المسؤولون بأن السبب في تأخير صرف الارقام المنتظرة هو عدم سداد المصروف لهم وهذا صحيح من وجهة نظري وأنا بدوري اتساءل هل المسؤولون في صندوق التنمية العقاري يأملون ممن أخذ مبلغا كبيرا مثل قرض الصندوق الذي قد يصل الى ثلث مليون ريال سعودي ويقال له اذهب انت في حل من امرك بشأن سداد هذا المبلغ الهدية وبعد ذلك يأمل المسؤولون في الصندوق ان يبادر المقترض بالسداد.
لا اعرف بالضبط ما هي نسبة من يبادر بالتسديد أولا بأول ولكني أجزم أنها لا تتعدى الربع والسبب ما هو؟ هل هو عجز المقترض عن السداد؟ وهذا احتمال غير وارد لأن اكثر المقترضين سيوفرون على الاقل ما كان سيدفعه لمنزل إيجار. إن السبب الرئيسي ان بعضهم يظن ان هذا المبلغ انما هو هدية من الصندوق له وانه لن يطالب بالمبلغ، وإذا فرضنا ان ذلك صحيح فنحن نريد ان نتساوى مثلهم ويصرف لنا ما نستطيع به بناء منزل مستقل لنا.
والسؤال هو: لماذا لا يصرف القرض لمن يتعهد بالسداد المنتظم وذلك بالخصم من الراتب مباشرة خصوصا للموظفين، فنحن الموظفين مستعدون لتحويل الراتب لمصلحة صندوق التنمية العقاري لخصم القسط المستحق وإعطائنا الباقي وان يكون الخصم متناسبا مع الراتب مثله مثل بنك التسليف السعودي؟ وكلنا نعرف ما يمثله التسديد المنتظم من سرعة في صرف ارقام المسجلين على قائمة الانتظار، ثم ما هو ذنب المواطن الشاب الذي درس حتى تعين في وظيفة حكومية وتزوج وكون عائلة ويحلم بمنزل له ولعائلته، ما ذنبه ان يتحمل خطأ ارتكبه الكبار ممن اقترض ولم يسدد. وما فائدة بناء منزل والانسان عمره بين 40 و 60 سنة وكم سيعيش فيه؟ مع العلم ان الكثير من المنتظرين القرض وافتهم المنية وهم يمنون انفسهم بمنزل مستقل.
نريد من المسؤولين ومن الجرائد اليومية التحرك الجدي بشأن هذا الموضوع وبعدة طرق:
1 ان يتم صرف الارقام المنتظرة وتكون هدية اسوة بالمواطنين السابقين.
2 او ان يتم دعم الصندوق بمبلغ مالي ويتم توزيعه على من يتعهد بالسداد المنتظم.
3 أو ان يتم دراسة الوضع المالي للمقترض السابق إذا كان يستطيع الدفع الشهري.
إن لصندوق التنمية العقاري دورا مؤثرا في حياة الفرد والمجتمع، خصوصا على حركة السوق الخاصة بمواد البناء نأمل منكم إيجاد حل شاف لتلك المشكلة مرفقاً معه مشروع لتوزيع مبلغ معين على المستحقين لدراسته.
دعوني اتخيل او احلم كيف سيكون شأن الشباب السعودي وهو ينعم بالاستقرار في منزل العمر وماذا سيكون مستوى السوق السعودي للعقار ومواد البناء؟ كما آمل من مسؤولي الصندوق النظر في حجم المبلغ المصروف فإنه لا يتناسب مع شروط الصندوق فهل من المعقول ان المقترض يبني منزله قبل عشرين عاما بنفس المبلغ الذي يبني به في وقتنا الحاضر إذا ما نظرنا إلى اختلاف أسعار المواد والأشياء الاخرى.
ولكم جزيل الشكر والامتنان.
حسين بن علي العبدالله موظف بجامعة الملك سعود بالرياض |