Tuesday 26th March,200210771العددالثلاثاء 12 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من المحررمن المحرر
هموم الدنيا
عمرو بن عبدالعزيز الماضي

ونحن نعيش في هذه الدنيا تمر بنا لحظات حزن وسعادة.
البعض منا يواجه لحظات الحزن بثبات وإيمان والبعض الآخر يجعل من هذه اللحظات أسباباً للتأثير سلباً على حياته.. فيصاب بأمراض عديدة نتيجة للهموم والمشاكل التي يعتقد بأنها لن تفارقه!!
هذه المشاكل والهموم التي قد يراها البعض من خلال نظارة سوداء وقد لا يراها البعض الآخر كذلك؛ لأنهم استطاعوا أن يتكيفوا مع ظروف وملابسات الموقف من منطلق إيمانهم القوي بالقضاء والقدر وأنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا.
مرَّ ابراهيم بن أدهم على رجل وجهه ينطلق بالهم والحزن.
فقال إبراهيم: إني أسألك عن ثلاثة فأجبني:
فقال: الرجل: نعم.
فقال إبراهيم: أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله؟
فقال الرجل: لا.
فقال إبراهيم: أفينقص في هذا الكون شيء لا يريده الله؟
فقال الرجل: لا.
فقال إبراهيم: أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله.
فقال الرجل: لا.
فقال إبراهيم:
فعلامَ الهم.
هذا الموقف يذكِّرني بحال الكثير من الناس الذين عودوا أنفسهم على ممارسة رياضتهم اليومية في البحث عن «النكد» وعن ما يملأ يومهم بالمنغصات، فتجد رئة الواحد منهم ممتلئة بالآهات، وصدره يعجز عن طرد الضيق والملل وثاني أكسيد الكربون!!
ترى الواحد من هؤلاء يخطط أن ينفذ أمراً ما في يوم لاحق أو بعد ساعات وعندما يقترب الموعد يلغي ذلك من جدول اهتماماته، كأن يخطط لزيارة قريب أو صديق مثلاً أو ينفذ أمراً من أمور نفسه أو أسرته!! ليظل مع نفسه وآهاته وهمومه التي لا تنتهي!!
صحيح أنه لا يوجد في هذه الدنيا انسان لم تمر عليه لحظة هم أو حزن، وأن هذه الحياة لا نعرف فيها طعم السعادة إلا من خلال مواقف الحزن والهموم التي هي سنّة الحياة!!
ولم يترك لنا ديننا الحنيف مجالاً في هذه الحياة إلا وطرقه ولكن الكثير من الناس ضعيفي الإيمان تراه ينهار أمام أول همٍّ أو موقف يصادفه في هذه الحياة. ناهيكم عن نوعية أخرى من الناس ممن تعودت على اجترار الهموم والتمتع بتعذيب النفس فلا ترى لحياته أي طعم أو لون أو رائحة!!
إن الحياة جميلة إذا عرفنا كيف نعيشها ونتعامل معها بالعقل لا بالعاطفة وبالواقعية لا بالخيال وبالعمل لا بالأماني، فكثير من الهموم والآلام والمنغصات التي قد توصل البعض إلى عيادات الأمراض النفسية، وتفقد البعض وظائفهم أمور تافهة جداً ولكنها وضعت تحت «ميكروسكوب» الاهتمام فبقيت هامة وكبيرة وصعبة أيضاً!!
بصمة..
«المتفائل هو الذي يرى الأزهار في الأشجار، والمتشائم هو الذي يرى الأشجار فقط»!!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved