زهرة ربيعية تعيش اجمل مراحل حياتها اقبلت على الدنيا بابتسامة مشرقة وروح فرحة، ذهبت ذات صباح بعد ان عانقت الام على أمل العودة، ولكن الام طال انتظارها والبنت لم تعد، لقد ماتت الابنة في موقف مأساوي وسط شعور محبط وفجيعة قوية هذا ما حدث في المتوسطة 31 بمكة المكرمة التي دخلت الى عالم الشهرة بصورة لا احد يتمناها. ثم تلا ذلك تكشف الاوراق وظهور التقصير فوضع المقصرون ايديهم على قلوبهم من شدة الخوف على انفسهم وأماكنهم.
ولعلنا لا نحمِّل ادارة المدرسة المسؤولية فلا اعتقد بأن لها حيلة فيما حدث واقول رفقا بالمديرة فليس هنالك انسانة تتولى هذا المنصب المهم والحساس وهذه الامانة الثقيلة ثم ترضى بالفشل او تتخذ التقصير والاهمال طريقاً، لها فلو رجعنا الى جميع مدارسنا المستأجرة في جميع انحاء المملكة فنظرنا في حالها فنجد انها في حالة يرثى لها فمنها الآيل للسقوط ومنها ما يعاني التماسات كهربائية متكررة ومنها ومنها مع مطالبة مديرات المدارس بالتغيير والاصلاح المستمر ولكن:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي |
ومع كل هذا تتجدد العقود وترمى خطابات المديرات في سلة المهملات، وقد تجدد العقود دون الرجوع للمديرة فحاسبوا الادارات التعليمية والمندوبيات التي تملك صلاحيات اختيار وتجديد العقود.
اننا نقدر ان الرئاسة تبذل وتحول وتطور قدر المستطاع ولكنها لا تستطيع وحدها الوصول لدرجة الكمال التي ننشدها ولا يجب علينا ان نتبادل الاتهامات او نهرب من تحمل المسؤولية، بل علينا القيام بواجبنا المعهود على اكمل وجه ولا بد من التعاون مع هذا الجهاز الذي نحمله دائما فوق طاقته ثم ننتقده وبشدة وننسى ما سبق وقدمه وطوره.
لقد أراد الله وبحكمة قد نجهلها ان يحدث ما حدث في هذه المتوسطة ونسأل الله ان يتقبل تلك الزهور والارواح الطاهرة قبولا حسنا ويلهم اهلهن وذويهن الصبر والسلوان، لكن علينا ان نفكر في ان الوضع خطير وان لم يُعالج وبسرعة فسنسمع عن حوادث اخرى مشابهة في المضمون حتى وان اختلفت في مظاهرها. المسؤولية مسؤوليتنا جميعا، ومهمتنا الحفاظ على ارواح ابنائنا وبناتنا في اي مكان، حفظ الله دولتنا عزيزة قوية تكافىء المجتهد وتعاقب المقصِّر.
نورة السبيعي |