* القدس المحتلة غزة الوكالات:
اشترطت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تطبيق خطة «تينيت» قبل ان يتسنى له مغادرة الأراضي الفلسطينية أو الاجتماع بنائب الرئيس الامريكي ديك تشيني، في الوقت الذي لم تلتزم فيه إسرائيل بتنفيذ الانسحابات المتفق عليها من أراضي السلطة الفلسطينية بشكل كامل بل قامت بالتوغل مجددا في قطاع غزة.
وكانت قتلت الليلة قبل الماضية ثلاثة فلسطينيين فيما استشهد أمس فلسطينيان في هجوم شنوه على موقع عسكري فلسطيني أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بجراح.
فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أمس الثلاثاء أن بإمكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مغادرة الأراضي الفلسطينية «ما إن يتم تطبيق خطة تينيت» لوقف إطلاق النار.
وقال شارون في مؤتمر صحافي مشترك مع نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني «بعد تطبيق خطة تينيت سيكون بامكان ياسر عرفات مغادرة أراضي السلطة الفلسطينية، إن الحكومة الأمنية الموسعة قررت ذلك هذا الصباح» الثلاثاء.
وكان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جورج تينيت أشرف على وضع خطة لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في حزيران يونيو2001 لم تأخذ طريقها إلى التطبيق.
إلا أن شارون لم يستبعد منع الرئيس عرفات من العودة إلى الأراضي الفلسطينية في حال قام بما أسماه «التحريض على العنف» لدى سفره إلى الخارج.
وقال شارون «مغادرة عرفات مشروطة بتطبيق خطة تينيت، اذا تبين أنه قام خلال سفره إلى الخارج بالتحريض على العنف، وفي حال حدوث عمليات إرهابية في غيابه، ستجتمع الحكومة لاتخاذ قرار، ولا أستبعد أي احتمال».
وكان شارون يرد على سؤال حول احتمال منع عرفات من العودة إلى الاراضي الفلسطينية بعد سفره إلى الخارج.
«شرط تشيني على عرفات»
ومن جانبه أعلن نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني انه يمكن أن يلتقي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات «ابتداء من الأسبوع المقبل» في مكان يتم تحديده، اذا ما طبق الرئيس الفلسطيني خطة تينيت لوقف إطلاق النار تطبيقا حرفيا.
وأعلن تشيني في المؤتمر الصحفي مع شارون «بهدف مساعدة مهمة الجنرال انتوني زيني قلت لرئيس الوزراء الاسرايلي ارييل شارون إني سأكون على استعداد لمقابلة الرئيس ياسر عرفات في المستقبل، في مكان ما في المنطقة يتم تحديده، خلال تطبيق خطة تينيت».
والمعروف ان الموفد الاميركي زيني يقوم بوساطة حاليا للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضاف تشيني انه إذا ما طبق الفلسطينيون خطة تينيت، فقد يلتقي عرفات قريبا «وربما اعتبارا من الأسبوع المقبل».
بوش: لقاء تشيني وعرفات
رهن توصيات زيني
وكان الرئيس الامريكي أعلن يوم الاثنين أن احتمال عقد لقاء بين نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يتوقف على «التوصيات» التي سيقدمها له المبعوث الاميركي الخاص إلى الشرق الأوسط انتوني زيني.
وردا على سؤال للصحافيين حول احتمال عقد لقاء بين تشيني وعرفات خلال زيارة نائب الرئيس الاميركي إلى المنطقة قال بوش «الجواب على من يجب أن يلتقي بهم نائب الرئيس يتوقف على توصيات الجنرال زيني».
وأضاف أثناء زيارة إلى شركة في اوفالون قرب سانت لويس «ميسوريوسط» «هوالموجود في المنطقة».
«عبد ربه : رسالة مشجعة من تشيني»
إلى ذلك أكد وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه ان المبعوث الاميركي انتوني زيني نقل إلى الرئيس ياسر عرفات الذي التقاه في رام الله بالضفة الغربية يوم الاثنين «رسالة ايجابية من نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني» خلال وجوده في إسرائيل.
وقال عبد ربه للصحافيين في ختام اللقاء أن «الجنرال زيني جاء برسالة إيجابية من تشيني تدعو إلى ضرورة تنفيذ توصيات مدير وكالة الاستخبارت الاميركية سي.اي.ايه جورج تينيت و تقرير لجنة السيناتور السابق جورج ميتشل وضرورة العمل الحثيث من أجل وقف اطلاق النار والتهدئة والدخول في العملية السياسية».
وأعرب عن تفاؤله عندما قال «نعتقد أن الأمور يمكن أن تسير نحو الأفضل».
وأضاف «نحن رحبنا بهذه الرسالة وقدرناها وقلنا بأن هذا يمكن أن يشكل بداية ايجابية لعلاقات مستقبلية».
وفي رد على سؤال فرانس برس بشأن احتمال عقد لقاء بين عرفات وتشيني، قال عبد ربه أن تشيني «سيغادر بعد خمس دقائق».
وقال «إن المشكلة ليست مشكلة لقاء نحن على اتصال مع الادارة الاميركية والمبعوث الاميركي».
وكرر «هناك كما قلت رسالة ايجابية من نائب الرئيس تشيني وهذه الرسالة نحن تعاملنا معها بايجابية في شأن تنفيذ تينت وكل ما التزمنا به في ميتشل وغيرها من أجل الدخول في مفاوضات سياسية، هذه هي الأجواء الحالية».
«الانسحاب غير كامل»
ومن جانب آخر نفت مصادر أمنية وشهود فلسطينيون أمس الثلاثاء ما أعلنه الجيش الإسرائيلي حول انسحابه من الأراضي التي يحتلها في شمال قطاع غزة.
وقالت المصادر الأمنية لوكالة فرانس برس أن «الجيش الإسرائيلي ما زال يبقي على وجود دباباته وآلياته العسكرية في الأراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية التي أعاد احتلالها خصوصا شمال قطاع غزة».
وكان الجيش الإسرائيلي ادعى أمس في بيان انه أنهى انسحابه من أراضي الحكم الذاتي الفلسطيني مع الانسحاب من القطاعات التي كان يحتلها في بيت لحم في الضفة الغربية ومن شمال قطاع غزة.
وادعى ناطق عسكري في بيان أن «الجيش الإسرائيلي انسحب ليلا من المواقع التي كان احتلها في الأراضي الواقعة في المنطقة (أ) في قطاع بيت لحم وفي شمال قطاع غزة».
والقطاعات «أ» هي تلك التي انتقلت كليا إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، وكان تم التوصل إلى اتفاق مبدئي حول هذا الانسحاب أثناء اجتماع بين مسؤولين أمنيين إسرائيليين وفلسطينيين رفيعي المستوى عقد الاثنين في القدس بحضور الموفد الاميركي انتوني زيني وذلك قبيل وصول نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني إلى إسرائيل.
ويأتي هذا الانسحاب غير المكتمل في اعقاب دعوة جديدة بهذا المعنى وجهتها وزارة الخارجية الاميركية. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية ريشارد باوتشر يوم الاثنين «سنواصل انتظار انسحاب تام للقوات الإسرائيلية من كافة المناطق الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية والتي دخلتها في الأسابيع الأخيرة».
واشترطت السلطة الفلسطينية «انسحابا كاملا» للجيش من هذه المناطق قبل التوصل إلى اي اتفاق لوقف إطلاق النار.
«توغلات جديدة بدلا من الانسحاب»
وبدلا من الانسحاب فقد توغل الجيش الإسرائيلي مستعينا بدبابة وآليات عسكرية لمئات الأمتار في عمق الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية في شمال قطاع غزة.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان «دبابة إسرائيلية برفقة سيارات جيب عسكرية ووحدة من الجنود المشاة توغلت لأكثر من ستمائة متر في الأراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة في منطقة السودانية وبيت لاهيا شمال قطاع غزة».
وأشار إلى أن «هذا التوغل يمثل انتهاكا إسرائيليا جديدا، فبدلا من الانسحاب يقومون بعمليات توغل جديدة».
وذكر مصدر أمني لفرانس برس ان «الدبابة الإسرائيلية أطلقت قذيفة مدفعية تجاه مقر الشرطة البحرية في منطقة السودانية الساحلية مما أحدث أضرارا مادية كبيرة في المقر» ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
وأفاد مصدر أمني أن «وحدة من الجنود الإسرائيليين المشاة تدعمها آليات عسكرية توغلت عشرات الأمتار في أراضي المواطنين قرب مستوطنة كفار دروم في دير البلح جنوب قطاع غزة وبدأوا بعملية تمشيط استفزازية في المنطقة».
من جهة ثانية أكد شهود أن طائرات مقاتلة إسرائيلية نفذت صباح أمس غارات وهمية فوق مدينة غزة، كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس بلدة خاراس في محافظة الخليل وقامت بشن حملة اعتقالات ومداهمات حيث اعتقلت ثلاثة فلسطينيين من بينهم أحد أفراد الشرطة .. حيث توغلت وحدة من القوات الإسرائيلية الخاصة متنكرة بالزي العربي في منطقة أم الدالية وأطلقت النار وجرحت ثلاثة فلسطينيين واختطفت أحدهم إلى جهة غير معلومة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حظر التجوال على ثلاثين ألف فلسطيني في الجزء المحتل من مدينة الخليل كما يقوم المستوطنون الإسرائيليون باعتداءات مستمرة ضدهم.
وأشارت اذاعة إسرائيل نقلا عن مصادرعسكرية إسرائيلية إلى أن القوات الإسرائيلية الخاصة اقتحمت بلدة دير اسيتسا بنابلس حيث تم اخضاعها لحصار عسكري وحظر تجوال وتم اعتقال اثنين من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي.
«ثلاثة شهداء»
ومن جانب آخر استشهد مقاتلان فلسطينيان وقتل ضابط إسرائيلي وسقط عدد من الجرحى من قوات الاحتلال خلال عملية فدائية استهدفت معسكرا إسرائيليا بالقرب من بلدة طوباس بمحافظة جنين شمال الضفة الغربية.
ووقعت العملية عندما كمن المقاتلان لقوات الاحتلال في منطقة المالح شرق طوباس حيث يوجد معسكر تدريب لقوات الاحتلال في ساعة مبكرة من صباح أمس وجرى اشتباك استمر حتى الساعة الرابعة فجرا استشهد خلاله المقاتلان اللذان لم تعرف هويتهما بعد وقتل ضابط عسكري وجرح ثلاثة آخرون حسبما اعترف مصدر عسكري إسرائيلي.
وأفادت مصادر طبية وشهود فلسطينيون أن فلسطينيا في الخمسينيات من عمره استشهد ليل الاثنين الثلاثاء برصاص الجيش إسرائيلي قرب دير البلح جنوب قطاع غزة.
وأكدت المصادر لفرانس برس أن المواطن سليمان الزريعي وهو في الخمسينيات من عمره «استشهد عندما أطلق الجيش الإسرائيلي النار تجاهه قرب دير البلح».
وأشار أحد الشهود إلى أن «الدبابة الإسرائيلية سارت فوق جثته بعد إصابته وقد نقل إلى المستشفى جثة هامدة».
وأوضح أن «الجيش الإسرائيلي فتح نيران رشاشاته الثقيلة تجاه منازل المواطنين قرب دير البلح وفي منطقة غرب خان يونس ما الحق أضرارا في عدة منازل».
وأشارت مصادر طبية إلى أن «أحد أفراد الأمن الوطني أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي قرب موقع كيسوفيم العسكري الإسرائيلي ونقل إلى مستشفى غزة الاوروبي في حال حرجة جدا».
وقد أصيب ستة مواطنين في بلدة القرارة قرب موقع كيسوفيم مساء الاثنين برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء عملية توغل قامت بها الدبابات الإسرائيلية في المنطقة ودمرت خلالها ثلاثة منازل ومزرعة للدواجن قبل أن تنسحب.
ومن جانب آخر أوردت المصادر الفلسطينية أسماء الشهداء الذين سقطوا الليلة قبل الماضية ونشرت الصحف أنباء استشهادهم لكنها لم تورد أسماءهم وهم: أمجد بهجت العلامة 22 عاما من بلدة أمر شمال غرب الخليل وهو مصور صحفي قتله الإسرائيليون أمام منزله ومحمد أبوعبيد 26 عاما وسليمان الزريعي50 عاما وهما من مخيمي الشاطئ ودير البلح في قطاع غزة.
|