Tuesday 19th March,200210764العددالثلاثاء 5 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إن فقد عمر ثلمةإن فقد عمر ثلمة

{كٍلٍَ نّفًسُ ذّائٌقّةٍ پًمّوًتٌ}، هاتفني احد الاخوة الكرام ليخبرني بفاجعة تألمت لها امة الاسلام انه فقد فضيلة الشيخ الدكتور عمر السبيل رحمه الله تعالى الذي عاش مجاهدا في طلب العلم، يعلّم ويتعلم، عاش مفنيا عمره في طلب العلم، لسان حاله يقول: العلم العلم، فوالذي لا اله غيره لباب واحد من العلم اتعلمه خير من الدنيا وما فيها، عاش رحمه الله محبا للجميع فأحبه الجميع، لأنهم وجدوا منه رجلاً متواضعاً زاهداً محباً للخير وأهله، إن أحب العباد الى الله الذين يحببون الله الى عباده، ويعملون في الأرض نصحاً، هكذا عاش رحمه الله .ان الفاجعة عظيمة جداً، وان القلب ليحزن وان العين لتدمع، وانا على فراقك ياشيخ لمحزونون. نعم هذه حال الدنيا، دار ظعن وانتقال، وليست بدار اقامة على حال، الراغب فيها تارك، والغني فيها فقير، والسعيد من اهلها من لم يتعرض لها، آمالها باطلة، وصفوها كدر وعيشها نكد، وتاركها موفق، فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لبِ فرحا، الدنيا كلها اولها وآخرها ماهي الا كرجل نام نومة فرأى في منامه بعض ما يجب ثم انتبه، كفى بالموت واعظا، الدنيا أمرها صغير ومتاعها قليل والفناء عليها مكتوب، والله تعالى وليّ ميراثها، واهلها محولون عنها الى منازل لاتبلى ولا يغيرها طول الثواء، اذنت الدنيا بزوال، لايدوم نعيمها ولا تؤمن فجائعها، يبلى جديدها، ويسقم صحيحها، ويفتقر غنيها.بموت هذا الشيخ فقدت الأمة عالماً فذاً طالماً سد ثغرة للدفاع عن دينه وأهله، موت العالم ثلمة في الاسلام لايسدها شيء ما اختلف الليل والنهار.
{إنَّمّا يّخًشّى پلَّهّ مٌنً عٌبّادٌهٌ پًعٍلّمّاءٍ}.. يقول الحسن البصري «لولا الصالحون لخسفت الأرض ولولا العلماء لكان الناس كالبهائم..»
عزاؤنا لفضيلة والده الشيخ محمد السبيل حفظه الله نقول صبّرك الله على هذا الخطب الجلل.


ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاءُ
فلا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاءُ

رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به في الفردوس آمين.. والحمدلله رب العالمين.
مبارك بن مرسل المرسل
جامعة الإمام محمد بن سعود

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.comعناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved