ارفع الراية يا حُرَّ العربْ
ولنصر الحق بادر واستجبْ
واحمل العبء بعزم ثابتٍ
واستعن بالله حلاَّلِ الكُرَبْ
وامضِ منصوراً إلى غاياتنا
ولسيف العدْل جرِّد واصطحبْ
فيك عبدَاللَّه شامت أمتي
أمل النصر وتحقيق الغَلَبْ
فيك عبداللَّه لاح المرتجى
ودنا للشَّعبِ أسمى ما طلبْ
فتقدَّمْ فارساً مستبسلاً
بشموخٍ وإِباءٍ ودأبْ
واستثر همَّات قاداتٍ بدا
فيهمُ التَّقصيرُ والإعياء دبْ
ولديهم جُّلُ أسباب القُوى
غيرَ أن العزم فيهم قد تَعِبْ
ما سمعنا صوتهم مستنكِراً
فعل شارون قبيح المكتسبْ
إنَّه صمت ذليل مخجلٌ
لجميع العُربِ حتَّى لِلعَقِبْ
قادةَ العربِ وياساداتِنا
عاش من ضحَّى، وأودى من هرب
عاش من يسعى وفيَّاً مخلِصاً
لبني الإسلام عُجماً وعربْ
همُّه إسعادُهم، تمكينهم
أن ينالوا سادةً أعلى الرُتبْ
ويرى الأوطانَ تسمو عزةً
ويزول الخوف عنها والسَّغبْ
ويراها دولةً مرهوبةً
ذات نهجٍ مستقيمٍ مُستحبْ
ذاك مَنْ يبقى زعيماً خالداً
قد علا مجداً رفيعات الرتبْ
يا وليَّ العهدِ، يا رمز العلا
يا وفيَّ العهدِ جاهدْ واحتسبْ
أَعْلِم الدّنيا بأنَّا أمةٌ
تعشق الأمنَ ولا ترْضَى الرَّهَب
أفهم العالَم ما يجري على
أرض «رام الله» إذ فيه العجبْ
يُقتَل الإنسانُ فيها غِيلةً
ويُهدُّ البيتِ من غير سَببْ
وإِذا هبَّ الفتى مستشهداً
قِيل هذا العُنف والردُّ وجبْ
فانبرى شارون يرمي حِمَماً
فوق أشياخ وطفل لم يَدبْ
بسلاحٍ فاتكٍ من دولة
تكره الإرهاب هذا في الخُطَبْ
ونراها قد أقرَّت وارتضت
أبشَع الإرهابِ في أرض العربْ
ورعت من جار جُوراً صارخاً
فأتاها موبقاتٍ وارتكبْ
وسعى بالأرض إفساداً لها
بفلسطين تجنَّى واغتصبْ
أيها الراعي ألا اعلم واثقاً
أنَّ من ترعى خؤون ذو كذبْ
أنَّ من تحمي حَقُود غادرٌ
غيرُ مأمونٍ على مرِّ الحقبْ
فاحذر الغدَّار وافهم مكره
وابتعد عمَّا يرجِّي واجتنبْ
إنه يسعى إلى تدميركم
ولفخ الشرِّ فيكم قد نصبْ
إن صهيونَ عدوٌ سافرٌ
لبني الإنسان من غير رِيَبْ
واحذروا شارون أو مَنْ قبله
من بني صهيون صُنَّاع النُّوبْ
وادرسوهم إن فيهم عبرة
لذوي الألباب منكم والنُّجُبْ
يا وليَّ العهدِ يا بَدْر الدُّجَى
أنِر الدّربَ لأبناء العربْ
واجمع العُرب ووحِّد صفَّهم
وكن الرائد فيهم للأربْ
وأرِ النَّاس جميعا أننا
نطلب الحق وما أحلى الطلبْ
وبغير الحقِّ لا نرضَى ولن
نقبل الصُّلح إِذا لم ينسحبْ
انسحاباً كاملاً من أرضنا
من مغانينا التي ظلماً سَلبْ
والألى قد شُرِّدوا من أرضهم
لهم العَوْدُ لمن منهم رغبْ
ليعيشوا في سلامٍ شاملٍ
ما به ظلم ولا فيه نَصَبْ
نحنُ ضِد الحرب لا نرضى بها
إنَّها موت مخيف وَوصَبْ
نحن شعب السِّلمِ بل أحبَابه
ومع السِّلمِ إلى حيث ذهبْ
لا نقرُّ الظُّلمَ فينا أبداً
وإلى العدلِ جميعا ننتسبْ
هكذا نحنُ وهذا ديننا
واقرءوا ما قيل عنا أوكُتِبْ
وادرسوا تاريخنا كي تعلموا
أنَّ بين العُربِ والسِّلِمَ نسبْ
إيهِ إسرائيلُ هذي دعوة
لسلامٍ أوسَطيٍ يستتِبْ
من زعيمٍ مستطاب سعيه
بذل النّصح وفاءً ووهبْ
إذ دعاكم لسلامٍ عادل
يحيي الأمَن ويغتال الرَّهَبْ
ذاك برهان قويٌّ أنَّنا
أمةٌ تَسْعى لسِلمٍ مُستحبْ
ويرى العالمُ ما تنوونه
ولهم يبدو جليَّاً ما احتجب
إِنَّكم تأبَون حلاًّ عادلاً
وسلاماً مُستقِراً مُستتِبْ
وتريدون اختلافاً دائماً
يَخلْق الكرهَ ويُفني كلَّ حب
إنها الحجَّة عرَّتْ قصدكم
بورك الصِّدقُ وتباً للكذبْ
فاقبلي إن شئت سلماً بيننا
رأي من نادى بصدق وأَحَبّ
أو فعيشي في صِراعٍ قاتلٍ
لليهوديِّ وظلِّي في تعبْ
واعلميِ أنَّا سنحمي أرضنا
وبكلِّ العزمِ عنها سنذبّ
ونفدّيها بأرواحٍ لنا
عاش مَنْ فدَّى ويحيا مَنْ وهب
سَلِم الداعي إِلى أمجادنا
باعثُ الماضي الجميلِ المرتَقبْ
مَنْ سعى نحو العلا مستمسكاً
بكتاب اللَّه خوفاً وَرغبْ
ودعا الشَّعب إلى أن يعملوا
باتحاد ووفاءٍ ودأب
وليُخلَّدْ كلُّ حرٍ صامدٍ
ورد الموتَ فأسقى وشَرِبْ