* المدينة المنورة مروان عمر قصاص:
برعاية سمو الأميرة عبطا بنت حمود الرشيد رئيسة مجلس إدارة جمعية طيبة الخيرية النسائية بالمدينة المنورة وحضور عدد من سيدات المجتمع استضافت الجمعية مساء أمس الأول الثلاثاء السيدة هناء ثروت الفنانة التي وفقها الله بالعودة إلى الله وهجر الفن حيث اكتسبت العديد من المزايا. وقد ادارت اللقاء طيبة الادريسي رئيسة العلاقات العامة والشؤون الإعلامية بالجمعية وقد بدأت السيدة هناء ثروت هذا اللقاء بمحاضرة بعنوان (التوبة وأثرها في فتح أبواب الإصلاح) وقد استهلت محاضرتها بالتعبير عن سعادتها بلقاء سيدات وفتيات المدينة المنورة وأبدت إعجابها بالحضور المكثف من سيدات المجتمع بالمدينة لهذه الندوة ثم تحدثت عن مسيرتها الفنية وما واجهته خلال مسيرتها مع الإشارة إلى كيفية بداية هدايتها وعودتها إلى رحاب التوبة وما شعرت به من راحة خلال هذه التجربة واكدت انها ليست داعية بل طالبة علم وهداية وأكدت انها شعرت بسعادة كبيرة بعد ان هجرت الفن مشيرة إلى انها تشعر ان عمرها قد بدأ منذ ان هجرت الفن وان ما مضى من عمرها كان ذكرى لا تريد استعادتها وحمدت الله جلت قدرته الذي سخر لها سبيل الهداية وأخرجها من ظلمات الحياة إلى نورها، وتحدثت عن التوبة مستعينة ببعض آيات القرآن الكريم منها قول الحق سبحانه وتعالى: {أّلّمً يّعًلّمٍوا أّنَّ اللَّهّ هٍوّ يّقًبّلٍ التَّوًبّةّ عّنً عٌبّادٌهٌ وّيّأّخٍذٍ الصَّدّقّاتٌ وّأّنَّ اللَّهّ هٍوّ التَّوَّابٍ الرَّحٌيمٍ} [التوبة: 104] وقوله تعالى: {وّهٍوّ الَّذٌي يّقًبّلٍ التَّوًبّةّ عّنً عٌبّادٌهٌ وّيّعًفٍو عّنٌ السَّيٌَئّاتٌ وّيّعًلّمٍ مّا تّفًعّلٍونّ} [الشورى: 25] وقوله تعالى: {إنَّمّا التَّوًبّةٍ عّلّى اللَّهٌ لٌلَّذٌينّ يّعًمّلٍونّ السٍَوءّ بٌجّهّالّةُ ثٍمَّ يّتٍوبٍونّ مٌن قّرٌيبُ فّأٍوًلّئٌكّ يّتٍوبٍ اللَّهٍ عّلّيًهٌمً وّكّانّ اللَّهٍ عّلٌيمْا حّكٌيمْا } [النساء: 17] .
وتحدثت عن توبتها كتجربة شخصية وشهادة حق لا بد من اعلانها وقالت انني ما كنت أفكر في البداية بالاعتزال لانني اعشق التمثيل وكانت جميع ادواري ولله الحمد محتشمة ولائقة وأضافت ان توبتها كانت من المسرح وخلال حوار مع زميل لها خرج عن المألوف بعبارات تخدش الحياء مما أثار في نفسي غيرتي كمؤمنة وغضبت وقررت أن اعرف هل الفن حلال أو حرام وكان ان ذهبنا لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي حاورني حول الفن وأقنعني فخرجت من عنده رحمه الله وقد عزمت على هجر الفن وقالت انني مسلمة ولله الحمد وولدت هكذا وقد أكون أخطأت ولكن في القلب ايمان فتغلبت قوة الإيمان في نفسي على الخطايا فعدت إلى الله وهو كرم منه سبحانه وتعالى وقد كانت عودتي مصدر راحة وأمان لي وقالت لقد كان الاعتزال قرارا صعبا ولكن السر كان في أن الله جلت قدرته أراد لي الخير فهداني وحمدت الله وتمنيت لو أنني اعتزلت قبل ذلك وأسأل الله ان يغفر لي ما اسفلت وما اسرفت وتضيف كم كانت سعادتي كبيرة ولا توصف عندما ارتديت الزي الاسلامي وتحجبت ووجدت قبولا حسنا وتشجيعاً من زوجي واسرتي لانني خفت ان لا يقبلني المحيط الاسري هذا كان يشكل لي قلقا ولكن كرم الله وأرادته جعلت كافة أفراد أسرتي يشجعونني فحمداً لك يارب.
وفي مداخلات خلال اللقاء تحدثت السيدة هناء عن بعض الموضوعات حيث أبرزت شعورها بعد ان هجرت الفن وحياة الفنانين وقالت انه شعور لا يمكن وصفه بأية كلمات او عبارات فقد شعرت انني خلقت من جديد وانني ولدت من جديد واصبحت امرأة مسلمة مؤمنة كما ينبغي ان تكون كل امرأة مسلمة تعي دورها ورسالتها في هذه الحياة وشعرت بأنني ام سعيدة ومطمئنة النفس وهادئة الطباع ومتسامحة وغير عصبية وقالت انني تعرضت لانقلاب جذري في حياتي وهو ما كنت ارجوه واتمناه وانصح به كل اخت لازالت تمضي في طريق غير مأمون، لقد شعرت بمعنى الحياة الاسرية وتذوقت طعماً جميلاً ورائعاً للحياة وعشت في أجواء القرآن الكريم ووجدت ضالتي وندمت كثيراً على ما فات وحمدت الله الذي سخر لي هذه العودة الجميلة وشعرت بأن الله يحبني حيث هداني وأبعدني عن الشهرة الزائلة.
وفي مداخلة اخرى تحدثت عن رأيها بالفن مشيرة الى ان الفن وعاء كأي وعاء والمهم ماذا تضع فيه فان خيرا فخير وان شرا فشر العياذ بالله واضافت ان الفن المرغوب هو الايجابي الذي يقدم فيه الانسان لاخيه الانسان قيما انسانية وأخلاقيات رفيعة بعيدة عن الابتذال والانحطاط وينطوي على رسالة سامية ونبيلة تسعى لخدمة قضايا المجتمع وخدمة الانسانية وابراز الفضائل ودحر الرذائل ويعمل على تعميق القيم الفاضلة والمبادىء السامية كالصدق والامانة والمحبة والعطف والتراحم والوفاء ومساعدة المحتاجين وزرع الثقة في نفوس الناس بالمستقبل أما الفن الذي يروج للغرائز ويثيرها ويثير النعرات فهو فن هابط وعندها نقول انه فن حرام لأنه يهبط بانسانية الانسان ويغتال قيمه ومبادئه.
ووجهت السيدة هناء ثروت نصيحة للشباب دعتهم الى عدم الاعجاب بالقشور واتباع الفنانين والفنانات وتقليدهم في كل شيء لأن بعض السلوكيات لا تتفق مع كرامة الاسلام وتتنافى مع القيم والاعراف وقالت ان تاريخ امتنا الاسلامية مليء بالصور العظيمة والشخصيات الرائدة التي تستحق ان نقلدها ونتبعها ونجد فيها الراحة للجميع.
هذا وقد دار حوار بين السيدة هناء وعدد من السيدات حول العديد من القضايا التي تهم المرأة المسلمة وقضايا أمتنا العربية.
|