|
|
لا نزال في لوعة فراق زهرات مكة رحمهن الله اللاتي قضين نحبهن احتراقاً ودهساً صباح الاثنين الماضي!!، لن أتحدث عن مرارة الألم فتلك مشاعرنا جميعاً، ولكن سأتحدث عن ألم آخر، وجرح غائر زاد تلك المصيبة فظاعة فزادت البلبلة وزاد الضجيج فتعدى حي الهنداوية بمكة ليبلغ الآفاق!!، ومنبع ذلك كله ومصدره أن ثمة من كذب وافترى، منهم بقلمه ومنهم بلسانه فقال قائلهم: إن رجال الهيئة قد منعوا إنقاذ الطالبات والمعلمات!! «سبحانك هذا بهتان عظيم»!!، صدق من قال حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقله له!!، هل يصدق عاقل ذلك!!، مازلت بعد تلك الفرية وذلك البهتان أبيت وقد افترشت الهم، وتوسدت القلق، وبت حيراناً بشجوي لأن الناس قد غاب عن كثير منهم في هذه الفرية تحكيم العقل وقبله العمل بالمنهج الرباني والهدي النبوي!!، ولو قدرنا جدلاً أن ثمة من قام بالمنع فهل الهيئة مسؤولة عنه؟!، لا ريب أننا نتفق أنها مسؤولة عن منسوبيها!!، لذا فضيلة مدير عام منطقة مكة المكرمة ببيانه الشافي الكافي أثلج صدورنا وأراح خواطرنا وأخرس في المقابل ألسنة المروّجين لتلك الفرية وألجم أفواههم وملخص بيان فضيلته الصحفي أن رجال الهيئة لم يمنعوا أحداً من إنقاذ الطالبات والمعلمات، بل لم يصلوا إلى الموقع إلا وقد كان كل شيء قد انتهى وتمت السيطرة على الموقف بصورة تامة فقام أولئك الرجال بستر الطالبات والمعلمات اللاتي كن مذعورات في الشارع بدون غطاء ولا عباءات وذلك بأن أعطوهن كل ما يمكن أن يسترن به أنفسهن من شماغ وغترة وسجادة وغير ذلك، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بإيصال بعضهن إلى منازلهن وبإعطاء بعضهن الآخر جوالاتهم الخاصة ليتمكن من الاتصال بأولياء أمورهن!! |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |