Wednesday 13th March,200210758العددالاربعاء 29 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الجمعة السوداء.. جنون شاروني جديدالجمعة السوداء.. جنون شاروني جديد

«الجمعة السوداء» كما أطلق عليها صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي.. الجمعة السوداء كانت أعنف يوم دموي أريق فيه دم الفلسطينيين على تراب فلسطين الأبية.. مذابح ومجازر اسرائيلية للأطفال، ضرب المدارس، ضرب المخيمات.. يدهم القذرة تقتل، تدمر، تضرب، تهدم، تمثل بالشهداء الابرياء.. يدهم القذرة تسرق اعضاء الشهداء.
يدهم القذرة تفقئ عيونهم بعد شهادتهم.. الجزار شارون لايستطيع اطلاقاً ان يعيش دون ان يرى الدماء تفترش الارض الطاهرة، ولا يستطيع ان يعيش لحظة دون ان يرى دموع القهر مرسومة على وجوه الثكالى واليتامى والأرامل من ابناء فلسطين.
«ثمانية وخمسون شهيداً» في الجمعة السوداء قتلوا بالرصاص السافر والغادر.. اطفال، سائقوا سيارات الاسعاف نساء ثمانية وخمسون شهيداً وشهيدة في كل من بيت حانون، بيت لم، عبان، خزاعه، الدهيشة، عايدة..
ثمانية وخمسون شهيداً يا شارون اللعين..
ولكن لتعلم ايها الوغد ان الامهات الفلسطينيات سينجبن «580» طفلاً يرفعون في وجهك السوط بإذن الله ويدغدغون رأسك بالجارة.
مذابح جماعية ترتكبها انت وشعبك الأحمق ضد الشعب الفلسطيني.. جنونك يتزامن مع اعلان بوش عن عودة موفده زيني الى المنطقة شارون ايها السفاح.. فقدت السيطرة على الوضع لأن مبادرة ولي العهد السعودي قد لعبت دوراً كبيراً في إضعافك أليس كذلك.. وفي جنونك.. أليس كذلك.. فأصبحت كالمعتوه لاتلوذ على شيء سوى السفك، والقتل، والذبح.
ومع كل ماتفعل يا شارون.. فقد نفذ البطل محمد فرحات «19» عاماً عملية استشهادية جريئة اسفرت عن مقتل «5» جنود اسرائيليين وجرح «25» ايضاً.. ومع كل ماتفعل يا شارون القاتل.. فهناك عمليتان او ثلاث عمليات استشهادية كل يوم تعطيك ايها الوغد درساً لن تنساه مدى حياتك.. معلنةً ان الارادة اقوى من العتاد، وان العزيمة اعتى من الدبابات، وان الإيمان بالله ثم بالقضية المصيرية هو الأهم، وهو الدافع..وأن النصر هو الهدف..
ولتعلم ياشارون الشرس.. ان ارادة الفلسطيني فوق معداتك، وفوق قراراتك، وفوق قوتك الزائلة والمزيفة فأنت ايها الاحمق لولا امريكا لما وصلت الى الحكم.. ولولا امريكا لما كان للاسرائيليين وجود ولولا امريكا لتم القضاء على الصهاينة الأنذال من زمن بعيد.
فلسطين ياقلعة الحصون..
العالم كله معك.. بوش الصديق الحميم لاسرائيل اعترف بالدولة الفلسطينية.. العالم كله معك.. وليعلم الجميع ان الشعب.. شعبك الابي سيكسب هذه الموجة وسيواصل الجهاد، في رام الله، والقدس والرملة، وخان يونس، في غزة والخليل، في جنين ونابلس وطولكرم، في بيت لحم والمخيمات، والمنطقة الوسطى ودير البلح.. في كل شبرٍ من ارض فلسطين الطاهرة.. لن يقف الفلسطيني مكتوف اليدين، ولن يخاف الدبابات والصواريخ، وليعلم شارون ومن خلفه ان كل منا مشروع شهادة.. بعد ان حولت قواته الدنسة جميع الاراضي الفلسطينية الى مسرح كبير لاعتداءاتها..
ما هذا الجنون يا شارون.. الجميع ينتقدك وأنت لازلت متعطشاً للدماء، الجميع يندد بأفعالك الاجرامية ولازلت جائعاً شبقاً تنهش لحم الفلسطينيين..
فها هو بيريز ينتقد بشدة الاصوات الاسرائيلية السياسية التي تنادي بممارسة الضغوط العسكرية على السلطة الفلسطينية لايصالها الى وضع تعلن فيه عن انها مستعدة للاعلان عن وقف اطلاق النار واستئناف المفاوضات.
وقال بيريز ان المناداة باعادة احتلال الضفة الغربية فكرة غبية، وأكد بيريز ان الانتصار الحقيقي هو ان تمنع الحرب وليس ان نفوز بها.. تخيلوا.. هذا هو قول وموقف وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز شريك شارون في المجازر.
فماذا يقول شارون المجرم!!؟؟.
شارون يرفض الانتقادات التي وجهها وزير الخارجية الامريكي كولن باول الى سياسة القمع الاسرائيلية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، كذلك رفض شارون انضمام كندا لحملة الانتقادات ضد جرائمه البشعة وترحيبها بمبادرة السلام السعودية.
حكومة شارون تسعى لافشال كل الجهود العربية والدولية التي تبذل من اجل العودة مرة اخرى الى طاولة المفاوضات فالى متى هذه الحكومة الشارونية ستستمر في انتهاك القانون الدولي ؟..
احصائية اسرائيلية جديدة تقول: ان نحو مليون اسرائيلي هاجروا من فلسطين المحتلة ويعيشون بالخارج واظهرت الاحصائية التي قدمت للكنيست ان «450» ألف بالغ يقيمون الآن خارج فلسطين.. واوضحت ايضاً ان عشرين ألفا يغادرون الى الخارج سنوياً ويعود منهم سبعة آلاف بينما لايعود الآخرون خوفاً على حياتهم وان اكثرهم مابين 10 24 عاماً «درب يسد مايرد»..
هذه الاحصائية التي جاءت بها صحيفة «معاريف» الاسرائيلية توضح ان الانتفاضة الباسلة والمقاومة الفلسطينية والعمليات الاستشهادية الرائعة ساهمت في زيادة هذه النسبة من الهجرة فهنيئاً للفلسطينيين.. وليخسئ شارون واعوانه.
الشعب الصهيوني يعيش على المهدئات، وكذلك كلابهم تعيش على المهدئات هذا ما اوردته صحفهم الغبية «وهم والكلاب سواء».
مهلاً شارون.. سيأتي اليوم الذي يخرج من اراضينا كل الاغبياء.. كل الأنذال.. كل الأوغاد.. كل القتلة والسفاحين كل الصهاينة المعتدين، وستتطهر الارض الفلسطينية من دناستهم.
لقد بات الشعب الاسرائيلي مذعوراً اذ لاوجود للأمن المزعوم والطمأنينة الكاذبة التي وعدهم بها شارونهم اللئيم، الذي مازال يتلذذ باشعال الحرائق واراقة الدماء.. فهو لايريد الأمن لأحد، بل يتفوق على ماضيه الارهابي بارهاب آخر.. وهو يعلم ان كل جريمة يرتكبها في حق الشعب الفلسطيني المناضل والاطفال والنساء سيكون ردهم عليها اكبر واقوى وأعنف، وليعلم ان قوته لاتكسر يد الفلسطيني ابداً بل تزيده حماساً وبطولة وفداء واستبسالاً..
وشارون هو المسؤول الاول والأخير عن المجازر التي تقترف في حق المدنيين الفلسطينيين وامريكا التي نصبت نفسها راعية للعملية السلمية المتعثرة تتحمل معه جزءاً لا يستهان به من الوان العذاب والممارسات القمعية التي تطال ابناء فلسطين.
وقفة:
سؤال أوجهه للإسرائيليين..
متى يتحرك الناخبون منكم بشكل مكثف لاسقاط شارون الغبي الذي يعيش حالة فقدان السيطرة وعدم التوازن، إنكم تعيشون بقلق دائم وبلبلة ولديكم افلاس أمني كامل.. متى تستيقظون من سباتكم ومن احلامكم الزائفة.. متى تستيقظون ايها الناخبون الاسرائيليون لتبحثوا عن بديل لشارون والليكود والعمل والصهيوني فأنتم خائفون، مذعورون، ليس لكم أمن وأمان في اراضينا المقدسة.. ارحلوا عنها احياء.. قبل ان ترحلوا الى الآخرة اذلاء..
واعلموا ايها الناخبون.. واعلموا ايها الصهاينة، واعلموا ايها الاسرائيليون وليعلم شارون واعوانه ولتعلم امريكا.. ان الفلسطينيين انتظروا خمسين عاماً حتى يعودوا الى ارضهم، ومستعدون ان ينتظروا خمسين عاماً اخرى ليعودوا جميعهم.. الى تراب وطنهم مهما كان مهر فلسطين غالياً.. لن يتوانوا ابداً ولن تهون عزيمتهم اطلاقاً.. وكلهم رجال ونساء وأطفال مشروع شهادة لتعود الأرض.
وبعد:
قلوب تنزف غضباً، وعيون تبكي حنيناً
وأطفال.. ابطال يرمون بالحجارة الغادرين
ينادون بأعلى صوتهم كلنا فدائيون
وبالروح والدم نفديك يافلسطين.

وسيلة محمود الحلبي - الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved