الحساسية من الطعام تنشأ عن تفاعل غير طبيعي من الجسم تجاه طعام معين، ولا يعني ذلك سوء الهضم او عسر الهضم بسبب نقص بعض الانزيمات والمواد الهاضمة في الجسم، بل الحساسية تنتج عن تفاعل الجهاز المناعي في الجسم تجاه طعام معين ويتكرر ذلك التفاعل وتزداد شدته كلما تناول الشخص ذلك الطعام.وأي نوع من الطعام يمكن أن يسبب حساسية للأشخاص إلا ان اشهر الاطعمة المسببة للحساسية هي الحليب ومشتقاته والبيض والسمك والفول السوداني والشوكولاتة والطماطم والفراولة والفواكه الحمضية.
وتظهر أعراض الحساسية عادة في الجهاز الهضمي مثل مغص مفاجئ وتقلصات في البطن وربما قيء وإسهال، كما ان علامات أخرى قد تظهر بسبب الحساسية في الطعام مثل: طفح جلدي وتورمات وصداع وانسداد في الأنف وأحياناً هبوط مفاجئ في الدورة الدموية وضيق في التنفس وهو أكثر الأعراض خطورة على الحياة.
وتكثر الإصابة بحساسية الطعام لدى الأطفال أكثر من البالغين ويمكن تشخيص حساسية الطعام عن طريق الشخص المصاب حيث يقوم بتقييد سجل خاص لكل ما يأكل من طعام وما يحدث له من أعراض بشكل منتظم، ثم يبدأ بمحاولات تجنب نوع معين من أنواع الطعام لمدة معينة كل مرة علي حدة ويلاحظ اختفاء الأعراض من عدمها حتى يتمكن من معرفة الطعام المسبب للحساسية. وربما يلجأ الطبيب احياناً الى إجراء بعض الفحوصات المختلفة مثل فحص الحساسية إما بخدش الجلد واضافة بعض المستخلصات على مكان الخدش او حقن مستخلصات الأطعمة المختلفة في الجلد. وأحياناً يطلب تحليل دم معين لاكتشاف مضادات الطعام في الجسم ومدى استجابة الجسم لها.
ومتى ما تم تشخيص وتحديد نوع الطعام المسبب للحساسية فإنه لا توجد أي طريقة للعلاج سوى تجنب تناول هذا النوع من الطعام ومحاولة التخفيف من أعراض الحساسية عند حدوثها بعد تناول الطعام المسبب للحساسية.
ويعتقد بعض الأطباء ان الطفل الرضيع الذي يتم ارضاعه رضاعة طبيعية لمدة أكثر من سنة أقل عرضة للإصابة بحساسية الأطعمة مقارنة بالأطفال الذين تم ارضاعهم بالحليب الصناعي او تم ارضاعهم لمدة قصيرة، حيث يتعرض هؤلاء أكثر للإصابة بحساسية الطعام إلا ان هذا الاعتقاد مازال قيد الدراسة والمناقشة ولم يتم إثباته علمياً والله أعلم.
د. عبدالله عبدالرحمن الشميمري استشاري الأمراض الصدرية - م.م. فهد |