* واشنطن من جوناثان رايت رويترز:
دعت الولايات المتحدة يوم الجمعة الى تطبيق فوري لخطة سلام وافق علىها الفلسطينيون والاسرائيليون العام الماضي حتى قبل ان يبدأ مبعوث السلام الامريكي انتوني زيني مهمة جديدة في الشرق الاوسط هذا الاسبوع.
وقال مسؤول امريكي ان واشنطن تريد ان يبدأ التطبيق على الارض «باسرع ما يمكن» وليس بالضرورة بعد انقضاء فترة هدوء لمدة سبعة ايام كما كانت تطلب اسرائيل العام الماضي وهو المطلب الذي سحبتة اول امس.
وقالت المصادر ان شارون ابلغ وزير الخارجية الامريكي كولن باول بتغيير موقفه خلال محادثة هاتفية.
وأفاد ريتشادر باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية في بيانه الصحفي المعتاد: هدف زيني دفع الطرفين ليطبقا فوراً خطوات خطة العمل الامنية التي صاغها مدير المخابرات المركزية الامريكية جورج تينيت .. ودفعهما للقيام بخطوات حتى قبل وصوله الى هناك.
وطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون منذ يونيو حزيران بان يستمر الهدوء التام سبعة ايام قبل ان تقوم اسرائيل بخطوات نحو التفاوض. وايده على مضض وزير الخارجية الامريكي كولن باول الذي زار اسرائيل آنذاك.
ولم يكشف النقاب رسميا ابدا عن خطة تينيت التي طرحها في وقت سابق من ذلك الشهر.
لكن تقارير اوضحت انها تدعو لاستئناف التعاون الامني فورا بين اسرائيل والفلسطينيين وتطبيق وقف اطلاق النار وتبادل المعلومات عن التهديدات المحتملة وبدء العمل في خطة لاعادة نشر القوات الاسرائيلية.
وهي لا تلزم اسرائيل في الاسبوع الاول بتنفيذ اي خطوات لا تريدها مثل سحب قواتها او تخفيف القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين.
لكنها تقضي بضرورة بدء هذه الخطوات بعد الىوم التاسع او العاشر من اول اجتماع امني.
والولايات المتحدة برفضها طلب شارون بفترة هدوء فانها تبعث رسالة تفيد ان صبرها يوشك ان ينفد وهو ما سبق ان اوضحه باول يوم الاربعاء عندما قال انه يشك في جدوى سياسة تقوم على قتل الفلسطينيين.
واستخدم باوتشر تعبيرات قوية يوم الجمعة قائلا: يجب على رئيس الوزراء ان يدرس جدياً سياساته ليرى هل ستنجح؟ فاعلان الحرب على الفلسطينيين ومحاولة حل المشكلة بالعمل العسكري لا يفضي الى شيء.
وانتقد المتحدث اغتيال اسرائيل فلسطينيين بارزين وهجمات على سيارات الاسعاف والمستشفيات.
وقال: يجب على اسرائيل ان تضمن اقصي حد من الرعاية لمنع اصابة العمال الانسانيين بالاذى وان تضمن الاجراءات التي تكفل المرور الآمن للاغراض الانسانية من خلال حواجز التفتيش الاسرائيلية.
وكرر باوتشر نداء واشنطن الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لبذل المزيد من الجهد لقمع النشطاء.
وقال باوتشر ان قرار ارسال زيني الى الشرق الاوسط رد على العنف الرهيب حقا في الايام القليلة الماضية التي قتل فيها عشرات من الناس.
وافاد المسؤول الامريكي ان زيني قد يغادر الى الشرق الاوسط منتصف الاسبوع يصحبه الوسيط المخضرم ارون ميلر.
وكان الرئيس الامريكي جورج بوش أعلن يوم الخميس بشكل مفاجىء انه سيعيد زيني الى الشرق الاوسط بعد ان قال مسؤولون امريكيون مراراً انه لن يعود ما لم يتراجع العنف بدرجة كبيرة.
وقال المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه ان قرار اعادة زيني صدر قبل ساعات فقط من الاعلان عنه رغم انه كان محل نظر منذ تصاعد العنف الاسرائيلي الفلسطيني في مطلع الاسبوع.
وأضاف: انظر كيف تجاوز نطاق ووتيرة العنف كل ما شهدناه من قبل.. بالطبع شعرنا أن علينا انْ نفعل شيئا.
وهوّن المسؤول من التكهنات بأن مهمة زيني تهدف لتهدئة الزعماء العرب الذين سيلتقون مع ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي هذا الاسبوع ولتجنب ان يضغطوا عليه بشأن الحاجة الى وساطة امريكية في الصراع العربي الاسرائيلي.
ويزور تشيني 12 دولة بالشرق الاوسط واوروبا خلال جولة تستمر عشرة أيام وتستهدف أساسا توضيح التزام واشنطن بالاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
|