* كتب سعيد الدحيه الزهراني:
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الرئيس الأعلى لمجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة، تقيم المكتبة ندوة دولية تحت مسمى «الإسلام ... وحوار الحضارات» وذلك في الفترة من 3 6 محرم 1423ه الموافق 17 20 مارس 2002م.
تهدف الندوة إلى تجلية مفهوم الحوار بين الحضارات باعتباره بديلا موضوعيا وإيجابيا لطرح الصدام والصراع بين الحضارات والثقافات وتوضيح مبدأ الحوار والتواصل في الإسلام والقيم والمبادئ التي يجب أن يستند إليها الحوار بين الحضارات .. حيث تكرس المكتبة جهودها لتوضيح المفاهيم الأساسية لتعامل الإسلام مع الحضارات الأخرى والتأكيد على أن الإسلام دين الحوار والتواصل مع الحضارات ومحاولة إزالة بعض المفاهيم الخاطئة والمغلوطة وكذا الصورة النمطية للإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية. ويتم طرح محاور الندوة من خلال «15» جلسة يشارك فيها أكثر من «90» مثقفا ومفكرا منهم المثقف صاحب الفكر والنظرية ومنهم مديرو المنظمات الدولية والإسلامية والعربية المعنية بموضوع الندوة، ومديرو الجامعات والمؤسسات الثقافية في العالم، فضلا عن صفوة مختارة من صنّاع القرار وبعض السياسيين والمفكرين والأكاديميين المسلمين والأجانب، حيث ينتظمون جميعا في تظاهرة علمية وثقافية لمناقشة وبحث واحدة من أبرز قضايا العصر حيث تناقش الندوة جملة من الموضوعات ذات الأهمية على الصعيد العالمي. وتأتي محاور الندوة على الشكل التالي:
المحور الأول: الحضارات .. صراع أم حوار؟
يحفل التاريخ البشري بالكثير من الشواهد على أن الصراع أحد سمات الاتصال البشري كونه عاملا مؤثراً في تكوين الحضارات وتواصلها، فبقدر ما كانت الحروب سببا للدمار، فقد أدت إلى انتقال المعرفة وغيرها من مكونات الحضارة، وفي الوقت نفسه كان للعلاقات السليمة والحوار دور كبير في تحقيق التواصل الحضاري وبناء الثقافات.
إن الشواهد الدالة كثيرة على أن الجانب الأكبر من الإنجاز الحضاري لم يكن ليتم لولا الحوار كمنهج حضاري للتفاهم والتعايش بين الحضارات مع مراعاة خصوصية كل حضارة واحترامها لمبادئ وقيم الحضارات الأخرى.
المحور الثاني : الإسلام والحضارات الأخرى:
يهدف هذا المحور إلى التأكيد على أهمية الحوار في الإسلام وتوضيح الأسس التي ينطلق منها كما يتناول موقف الإسلام من الحضارات الأخرى وعلاقته بالآخر وأنها علاقة تكامل تقوم على التعايش والحوار، فقد رسم الإسلام معالم للتواصل سواء فيما ورد في القرآن الكريم في السنة النبوية الشريفة أم في الشواهد التاريخية الكثيرة في صدر الإسلام وما تلاه من عصور. وفي هذا المحور دعوة إلى التفكر مليا في الموقف الإسلامي إزاء العلاقات الحضارية من مختلف جوانب ذلك الموقف سواء في مفهوم الحضارة نفسه أم في كيفية التحاور والبناء الحضاري.
المحور الثالث: الحضارات المعاصرة .. تجارب وممارسات: يعنى هذا المحور بعرض ومناقشة نماذج من الممارسات والشواهد الدالة في كل حضارة، مع تسليط الأضواء على بعض القضايا المعاصرة، مثل: البيئة، الإرهاب، حقوق الإنسان، التطور العلمي، الأمن البشري، العولمة، الخصوصيات الثقافية .. الخ.
كما يتناول هذا المحور موقف الإسلام من القضايا الأساسية التي ما زالت تشغل العالم المعاصر وتمثل في الوقت نفسه شواهد طبيعية.
|