Sunday 10th March,200210755العددالأحد 26 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في أمسية تكريم الأديب عبد الكريم الجهيمان بنادي الوشمفي أمسية تكريم الأديب عبد الكريم الجهيمان بنادي الوشم
المحيميد: نقل القصة الشعبية من الشفهية إلى المكتوبة
العتيق: أساطير الجهيمان تجاوزت الآفاق والحدود

* تغطية : علي سعد القحطاني:
كان برنامج الأمسية الأدبية وحفل تكريم الأديب عبد الكريم الجهيمان الذي أقامه نادي الوشم بشقراء مساء يوم الخميس على شرف محافظ محافظة شقراء الأستاذ سليمان علي العساف كان البرنامج حافلا بالعديد من الكلمات التي تجاوزت الخمس عشرة ولا نشك أن تلك الكلمات كانت معبرة من أهالي شقراء وما يحملونه من مشاعر فياضة تجاه أديبهم الذي صدحت بأساطيره كل وادٍ الأديب عبد الكريم الجهيمان وقد استمرت الأمسية أكثر من ثلاث ساعات وكان في الإمكان لو اقتصرت كلمات أهالي شقراء التي بلغت تسع كلمات في كلمة واحدة أما أن تتعدد الكلمات وينيب أصحابها الآخرين في إلقائها فهذه مدعاة للإسهاب والإطالة التي لا يتناسب وروح العصر أما الأمسية الأدبية التي كان قد أدارها الدكتور محمد بن خالد الفاضل فقد كانت شاملة إلى حد ما لجميع الفنون الأدبية التي طرقها المحتفى به.
في البدء ألقى الأستاذ عبد الرحمن بن محمد السدحان كلمة أهالي شقراء وأثنى فيها على الأديب الجهيمان ووصفه بالشاعر المجيد والصحفي المبدع الذي كتب مقالات جريئة كما أثنى على أخلاق شخصيته.
بعد ذلك ألقى الأستاذ عبد الله العمار كلمة أهالي غسلة وقال: إن مما يسعدنا في هذه الليلة أن يمتد التواصل بين ذات غسلٍ بأديبها الكبير أبي سهيل وشقراء بناديها نادي الوشم الرياضي.
وقال عن المحتفى به إنه قصّ فأحسن القصص وكتب فأجاد الكتابة وقرض الشعر فأبدع الألحان، شجرته خضراء لم تسقط أوراقها في الخريف، ولم تتيبس أغصانها في الصيف، ربيعية صيفاً وشتاء، استمرت كذلك رغم المعوقات وأبت إلا الشموخ ولو في زمن الانكسار.
أما كلمة الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري فقد أشادت بالجوانب الاجتماعية في شخصية أبي سهيل وتطرق إلى المجادلة الفكرية والردود الصحفية التي تمت بينه وبين حمد الجاسر وقال: إن أبا سهيل يعد مادة خصبة لكتابة السير والذكريات.
ثم بدأت الأمسية الأدبية التي أدارها الدكتور محمد بن خالد الفاضل وبدأت تتوالى الأوراق التي تنقب في أدب الأديب عبد الكريم الجهيمان. في البدء ألقى الأستاذ عبد الرحمن العيد مدير التعليم بمحافظة شقراء ورقة عن «الجهيمان ودوره في التعليم» وأشار إلى أنه ألّف الكثير من المقررات المدرسية وأسس مكتبة الطفل في الجزيرة ثم أسّس مكتبة أشبال العرب وتفرّغ لسنوات طويلة لجمع الأمثال والأساطير الشعبية.
بعد ذلك قدّم الأستاذ أحمد المغلوث الرسام المعروف في جريدة اليوم قراءة في كتاب «أين الطريق» ورأى أنه كاتب مجيد تختزن مقالاته صوراً جميلة.
أما القاص يوسف المحيميد فقد جاءت ورقته في تلك الليلة عن «أدب الطفولة عند الجهيمان» وقال: إن الصحراء الغامضة في جزيرة العرب مليئة بالسحر والجن والتعاويذ والحكم والغرائب عبر حكاياتها، لكن الحكايات تلك بقيت شفهية، تتوالد تباعاً، وعبر الزمن، حكاية إثر حكاية، وخيالات واسعة إثر وقائع محددة وضيّقة ولا شك أن إنسان الصحراء مسكون بالشمس والقمر والليل والجفاف والعطش والمطر والرمل والسراب والمدى، إذ يرى فيها مفاتيح سحرية عجيبة لصنع الحكايات والأساطير الشعبية، فالشجرة التي تتحرك على سبيل المثال لم يكن يحرّكها الهواء أو العواصف، بل تحرّكها المخيّلة الهائلة.
وأشاد المحيميد بأساطير الجهيمان وقال: لذلك كانت هذه الحكايات والأساطير التي تتمدد خيالاتها وتفريعاتها في أنحاء الصحراء بحاجة إلى «تشارلز بيرو» آخر، عربياً وليس فرنسياً، كي يجمع هذه الحكايات والأساطير أسوة بالعمل التأسيسي الهام لأدب الأطفال عام 1697م بعنوان «حكايات أمير الأوزة» للشاعر الفرنسي الكبير تشارلز بيرو، والتي ضمّت حكايات: سندريلا، الجميلة النائمة، القط، في الحذاء الطويل، وغيرها .. فكما استمد بيرو تلك الحكايات من الشعب الفرنسي عبر التواتر الشفهي في القرن السابع عشر كانت جزيرة العرب أيضا بحاجة إلى عمل تأسيسي ضخم يدوّن حكاياتها الشعبية وينقلها من الشفهي إلى المكتوب والمدوّن.
ورأى المحيميد أن ما قام به الجهيمان في أساطيره بمثابة عمل مؤسسي ضخم وكنز حكايات لا يمكن أن نغفل عنه، كما غفلنا من قبل عن عوالم وفضاءات «ألف ليلة وليلة».
وقرأ الأستاذ علي بافقيه مختارات من قصائد المحتفى به وقال: إننا نلمس مباشرة في شعر عبد الكريم الجهيمان ذلك التأمل في تناقضات الحياة شرها وخيرها وفي تناقضات السلوك البشري، كما نلاحظ أنه يعكس تجربته في الحياة وأطوار حياته من خلال شعره فهناك تمحيص لتجاربه وهناك التأمل المضني والبحث عن الحقيقة وغير أن هناك رغبة كامنة في روح الشاعر تتمثل أن يسود الخير والعدل هذه الحياة.
وجاءت ورقة الأستاذ أحمد الدويحي في «حديث في السيرة الذاتية بين الأجيال» أما الزميل الأستاذ يوسف العتيق فقد أشاد ب «الأساطير والأمثال» التي سطّرتها أنامل الأديب وقال إن الدكتور شاه رستم الأوزبكستاني ترجم مختارات من تلك الأساطير إلى اللغة الروسية في ألف نسخة فقط ومع ذلك فالقارئ الروسي يتعطش إلى المزيد من إبداعات الجهيمان.
وجاءت ورقة الأستاذ علي الدرورة عن «المسائل الفلكية في الأمثال الشعبية عند الجهيمان» خصوصا وأنه قد اعتمد على تلك الأمثال في تأليفه لكتاب «الأمثال الشعبية في الملاحة» ثم سرد بعضا من تلك الأمثال ك «أبين من عين شمس» ، «أحمر من الشفق»، «ترعد في القبلة».
وختمت الأمسية بكلمة للمحتفى به وجّهها إلى الأجيال وأوصاهم بالمحبة والإخاء والتمسك بالمبادئ والقيم.
لقطات:
اقترح القاص يوسف المحيميد إنشاء مؤسسة ثقافية تحمل اسم الأديب الجهيمان وتهتم بما قام به من نشاط وتأليف في عدد من الحقول.
وجّه الأستاذ عبد العزيز العيد مدير تعليم محافظة شقراء إلى الأديب الجهيمان دعوة بقبوله رئيسا فخريا للنادي الأدبي المزمع إقامته في محافظة شقراء.
قدّم الأستاذ عبد الله الزازان اقتراحا وهو مشابه إلى حد ما باقتراح القاص المحيميد بإنشاء مبنى ثقافي تحت مسمى المحتفى به ويكون اهتمامه مقتصرا على المرويات والقصص الشعبية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved