* القاهرة مكتب الجزيرة نصر هاشم طارق محيي:
نهاية النكبة.. خطة لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم عنوان ندوة عقدها معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة مؤخرا استضاف فيها المفكر الفلسطيني الدكتور سلمان أبو ستة وحضرها لفيف من المفكرين والسياسيين وقدم أبو ستة في بداية الندوة خطته لعودة اللاجئين إلى ديارهم كاشفا ردود الفعل الإسرائيلية حيالها وحجم الصعوبات التي تحول دون تحقيقها.
وأوضح أبوستة ان خطته ليست مجرد اقتراح يوتوبي وإنما هي محاولة واقعية لإحلال السلام في المنطقة التي دمرتها الحروب وسعت فيها اسرائيل لإبادة الشعب الفلسطيني وفق خطة محكمة تتوالى فصولها على مدى 53 عاما. وقال أبو ستة ان خطة عودة اللاجئين تنقسم إلى سبع مراحل تبدأ بعودة اللاجئين القرويين المسجلين من سوريا ولبنان والبالغ عددهم 403. 499 ويمثلون سكان «حيفا» و «عكا» و «طبرية» و «صفد» و «الناصرة» ثم عودة اللاجئين القرويين المسجلين من قطاع غزة و«الرملة» و«يافا» وعودة اللاجئين القرويين المسجلين من الضفة الغربية والبالغ عددهم 378 ألف لاجئ من تسع قرى مختلفة هي «جنين» و«القدس» و «الخليل» و «طولكرم» و«غزة» و «بئر سبع» و «يافا» و «الرملة» و «حيفا» ثم عودة اللاجئين القرويين المسجلين من الأردن والذين يبلغ عددهم مليونا و34 ألف لاجئ وهم من نفس مدن الضفة بالإضافة إلى ثلاث قرى هي «طبرية» و «بيسان» و «الناصرة».
وأوضح أبو ستة ان المراحل السابقة تتعلق باللاجئين القرويين المسجلين في الأمم المتحدة مقسما المراحل التالية إلى ثلاث مراحل هي عودة اللاجئين إلى مدينتي «الناصرة» و «شقا» واللتين مازالتا فلسطينيتين ثم عودة اللاجئين واللاجئين المدنيين المسجلين إلى ست مدن هي «صفد» و «طبرية» و «بئر سبع» و «المجدل» و «عسقلان» و «أسدود» موضحا أنها مازالت خالية من السكان العرب بعد طردهم وتوطين اليهود بها ثم المرحلة الأخيرة والتي تتمثل في عودة 653 ألف لاجئ مسجل إلى مدن «عكا» و «حيفا» و «يافا» و «اللد» و «الرملة» موضحا أن للقدس نظرة خاصة.
وتم تقسيم اللاجئين إلى مجموعات فهم 56% من اللاجئين قرويون مسجلون 62% من القرويين غير مسجلين 17% من اللاجئين مدنيون مسجلون 74% من اللاجئين مدنيون غيرمسجلين؟ وأضاف ان العودة ستتم على مراحل عودة أهل الجليل من سوريا ولبنان ولايوجد أي سبب يمنع عودتهم ثم عودة أهل غزة وهم أكثر سهولة في العودة فمن الممكن عودتهم خلال ساعة واحدة وأخيراً عودة لاجئي الضفة الغربية والأردن وهم من وسط فلسطين الذين تركوا أرضهم بعد نكسة 1967م وأكد أبوستة ان هذه الخطة لاتكلف إسرائيل شيئا وان العودة ممكنة دون خسائر وأضاف ان قيام دولة فلسطينية غير كاف لحق العودة فاللاجئ يظل لاجئا لو سكن في نابلس وهو من عكا.
وقدم أبوستة خطته إلى البرلمان البريطاني وقد لاقت قبولا شديداً وقدمها أيضاً إلى جميع البرلمانات الأوروبية وجامعة الدول العربية التي رحبت بالخطة وتعمل على إرسالها إلى جميع الدول العربية.
* صعوبات
وعن الصعوبات التي تواجه تنفيذ الخطة يقول أبو ستة ان اسرائيل تضع الكثير من العقبات أمام حق العودة الذي لابديل عنه لحل القضية الفلسطينية، وهذه الصعوبات تتمثل في عدم وجود مكان في إسرائيل زاعمة أنه يوجد بها خمسة ملايين يهودي ومليون عربي وان القرى قد دمرت وبنيت مكانها مستوطنات كما ان عودة اللاجئين تغير من الطابع اليهودي في إسرائيل.
ورد سلمان أبو ستة على هذه المزاعم الإسرائيلية قائلاً إنه تم تقسيم اسرائيل إلى ثلاث مناطق المنطقة الأولى ومساحتها 1628كيلومتر مربع وبها كثافة يهودية حوالي 3 ملايين يقدرون بنحو 67% من سكان إسرائيل والمنطقة الثانية مساحتها 1508كيلومتر مربع ويسكنها حوالي 436 ألف يهودي يمثلون 6.9% من يهود إسرائيل والمنطقة الثالثة مساحتها 17381 كيلومتر مربع ويسكنها مليون يهودي وأن هذا يعني ان حوالي 80% من اليهود يعيشون على حوالي 15% من إجمالي مساحة إسرائيل وعندنا في غزة كثافة اللاجئين 5500 شخص لكل كيلو متر مربع أما عن مواقع القرى التي هجرها أهلها فمعظمها خالية ولايوجد عليها عمار وان 90% من القرى يمكن العودة إليها دون معوقات و 7% ممكن العودة إليها مع بعض التعديلات و 3% فقط عليها مشاكل وعن الطابع اليهودي يسأل أبوستة أي طابع يتكلمون عنه ولماذا علينا أن ندفع الثمن لهذا الطابع؟
* حق العودة
وعن الدعم الواجب لحق العودة دعا أبوستة إلى دعم الشعب الفلسطيني في حق العودة وأكد ان ا لسيناريو المتوقع للعودة لابد له من مقومات يحفظها المجتمع الدولي وهي أن يصبح القرار رقم 194 قراراً واجب التنفيذ وان يعاملوا اللاجئين الفلسطينيين كما عاملوا اللاجئين في احتلال العراق للكويت والصرب للبوسنة ثم النظر في التعويضات وليس النظر لها على أنها بديل للعودة ثم إحياء هيئة التوفيق الفلسطينية C C P وأخيراً تفعيل دور هيئة الغوث الدولية (الأونروا) التي تتولى اصلاح البنى التحتية والاقتصادية في الدول المتضررة.
وعن حجم النكبة تحدث أبوستة انه في مطلع القرن الحادي والعشرين قد تخلص العالم من كل الشرور والاستعمار ولم يبق سوى شعب فلسطين رهين أكبر عملية للتطهير العرقي في العالم فقد استمر طردهم من الأرض والهجوم عليهم في مخيمات اللاجئين وقتلهم وتشريدهم وان هذه العملية مستمرة منذ قيام اسرائيل باحتلال فلسطين وأشار إلى ان 531 قرية ومدينة تم طرد أهلها من الفلسطينيين واستبدلوا بسكان يهود أو بقية خالية وان إسرائيل قامت على 8% من الانتداب البريطاني و 92% من أرضها من تهجير وطرد الفلسطينيين في عام ونصف العام حتى يسكنها المستوطنون القادمون من مختلف دول العالم.
ومما يزيد من حجم النكبة ان خمسة ملايين لاجئ منهم 7.3 ملايين مسجلون في الأمم المتحدة و 3.1 مليون غير مسجلين وان 88% منهم لايزالون ملتصقين بأرضهم على النحو التالي 42% منهم في فلسطين و 46% على شريط ضيق في لبنان وسوريا وان 12% فقط في بلاد عربية وأجنبية وأشار إلى ان ثلث هؤلاء اللاجئين يعيشون في مخيمات والباقي لايعيشون داخل مخيمات ويوجد داخل اسرائيل 250 ألف لاجئ وفي الأردن لو قارنا عدد اللاجئين بعدد السكان بها نجد ان اللاجئين يمثلون 37% من السكان وفي قطاع غزة يمثلون ثلاثة أرباع السكان.
|