|
| |||||
أما شاعرية شوقي، فلا يمكن أن نشكك فيها أو ننكرها، وان اختلفنا في نوعيتها ومستواها، فقد نرتفع به الى مستوى المتنبي، ونجعله القمة التالية له في تاريخ الشعر العربي، ونسلم له بالإمامة الشعرية في عصر النهضة إلى درجة انتقاص شاعرية بعض معاصريه، وبعض من جاءوا بعده، ومن المضحك بحق أن بعض المحسوبين على الأدب، وبخاصة الذين يعيشون تحت مظلة الأندية الأدبية، ما زالوا يرون سيادته على القمة، ولا يمثل غيره سوى السفوح، ويدعون الله في ندواتهم أن يعوضهم عنه خيراً، والأحسن من هؤلاء زملاؤهم الذين لا يفرقون بين أحمد شوقي والتين الشوكي، ولكنهم هكذا بقدرة قادر، وجدوا أنفسهم أعضاء في مجلس ادارة الأندية الأدبية، وقد ننضم الى من يحلو له النيل من شاعرية شوقي، ويطيب له أن يحط من شأنه، كالعقاد وتلاميذه، ومنهم الأديب الكبير أحمد عبد الغفور عطار رحمه الله، فقد يكون من أوائل الحجازيين الذين رفعوا أصواتهم ضد شاعرية شوقي وتأميره على الشعراء، تبعاً لأستاذه عباس محمود العقاد، فقد كان ينتصر لكل الفكر العقادي، والتوجهات العقادية، وفي حفلة أقيمت بجدة لتكريم طه حسين حين زار المملكة العربية السعودية سنة 1374هجرية، تحرش العطار به، باعتباره مناوئاً للعقاد، مختلفاً معه حول شاعرية شوقي، وموضوعات أخرى، فوقف طه حسين وقال البيتين التاليين من شعر جرير، ثم جلس وهما: |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |