Friday 8th March,200210753العددالجمعة 24 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مشاهدات من حج هذا العاممشاهدات من حج هذا العام

الانقياد للواحد الديان والاستجابة لله سبحانه وتعالى واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم الاجتماع والوحدة والاحترام والرحمة والتعارف والتآلف والمساعدة والإحسان والتعلم والتعليم والتنظيم والجهود العظيمة لخدمة الحجاج كل ذلك مناظر ومشاهد، شاهدة في الحج، أنقلها بل أنقل بعضها لكثرتها إليكم.
آلاف الحجاج بل مئات الألوف وهم يطوفون ويسعون، وبعرفة يقفون، وفي مزدلفة يبيتون ولثلاثة أيام أو يومين بمنى يستقرون، ويتحملون الزحام، ويمشون على الأقدام، ويرمون الجمرات، كل ذلك استجابة لله، وطلبا لمغفرته وعفوه، أسأل الله أن يجعل حجهم مبرورا، وسعيهم مشكورا، وذنبهم مغفورا، وهذا في ذاته يدل على عظمة الله، ووحدانيته، وقدرته، وعظيم سلطانه، وأنه الله الذي لا إله إلا هو، فمن يجمع هؤلاء الألوف من الناس؟ على اختلاف ألوانهم وألسنتهم،وغناهم وفقرهم، وتفرق أوطانهم، وشبابهم وشيوخهم، أليس هو الله الذي لا إله إلا هو العزيز الجبار المتكبر القدوس السلام؟.
وشاهدت العالِم والداعية الذي بذل علمه ووقته ونفسه، تعليما ودعوة، بل وتوزيع للكتب العلمية على إخوانه المسلمين، وهذا يجعلنا نقف مع أنفسنا فنقول ماذا قدمنا لهؤلاء الحجاج من العلم والدعوة، وهل الكل قام بما يجب عليه؟ وهذا الموضوع يحتاج لمقال خاص أسأل الله أن ييسر ذلك.
ولكن أكتفي بذكر موقف أضمه لهذه المشاهدات يستخرج منه اللبيب ما أريده، لقد وفقني الله بإلقاء بعض الكلمات في الحج، من ذلك أن ألقيت وبعد صلاة المغرب يوم السبت 11/12 كلمة في مسجد الإمام العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله فتكلمت عن أهمية التوحيد وخطورة الشرك وما لفت نظري هنا أمران: الأول كثرة السائلين جدا مع وجود العلماء وطلبة العلم، فهذا يدل على أننا بحاجة وحاجة ماسة ليكثف الدعاة وطلبة العلم أثناء الحج، خصوصا إذا علمنا أن هناك الكثيرين من طلبة العلم ممن لديه الاستعداد للمشاركة كما حدثني كثيرون منهم بذلك.
الثاني: انه بعد الكلمة جاءني أخ من إحدى الدول العربية أظنه طالب علم وبعد الشكر والثناء بما لست أهلا له قال لي: لقد تكلمت يا شيخ عن موضوع يجهله الكثير من بني جنسي، وحذرت من أمر يقصد التعلق بأهل القبور يقع فيه الكثير ممن أعرف بل من الحجاج القادمين، فهل تكلمت معهم؟ خصوصا أنهم يتواجدون عند مسجد الخيف بكثرة.
شكرته على حرصه وقلت له إن المشايخ وطلبة العلم لا يقصرون إن شاء الله، أقول هذا على ماذا يدل وما العمل؟
شاهدت مما شهدت تلك الجهود العظيمة والخدمات الجليلة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية التي ترعى للحجاج صحتهم وتوفر لهم أعظم وأرقى الخدمات الطبية، والإرشادية التي ترشد الحجاج وتوجههم دنيا ودينا.
كل هذه الجهود سُخرت من أجل خدمة الحجاج، وقام عليها أبناء هذا الوطن أفرادا ومسؤولين وما ذاك إلا بفضل الله وحده، ثم بفضل توجيهات ولاة أمر هذه البلاد حفظهم الله.
ومما شاهدت أولئك الشباب والأحباب الذين حملوا الكتب والمطويات وأخذوا يوزعونها على الحجاج، وان هذا والله لعلم نافع وباب من الدعوة عظيم فكم هدي بها من حيران، وكم تعلم بها من جاهل، وكم تعرف على الحق عن طريقها من مسلم.

أبو عبدالرحمن
عبدالله بن راضي المعيدي
المدرس في المعهد العلمي في حائل

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved