Friday 8th March,200210753العددالجمعة 24 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الاستئذان في الإسلامالاستئذان في الإسلام
عبدالله بن سليمان الخضيري

الاسلام جاء بالاحسان والخلق الحسن ونظم علاقة الفرد بأخيه وعلاقة الفرد بالمجتمع وأدب أتباعه بآداب عظيمة من تمسك بها سعد في الدنيا والآخرة وعندها يعيش المجتمع بأسره آمنا مطمئنا راضيا سعيدا، الحقوق فيه محترمة والواجبات مؤداة والروابط محكمة قوية.
إن من آداب الاسلام العظام والتي شرعها الله ورسوله جاء ذكرها في القرآن الكريم وفي السنة آداب الاستئذان والذي يظنه البعض هينا وليس هو كذلك، إن من حق الناس ان يطمئنوا في بيوتهم وأن يأمنوا حرمتهم وأن يستتروا عن أعين الناظرين. إن كل فرد منا له حالة انفراد وله خصوصياته بحدود الشرع في ملبسه وفي مأكله وفي جلوسه ونومه، وقد يتخفف من الأعباء في داخل بيته ولا يحب ان يراه أحد وفي هذه الحالة، ومن هنا أدب الله جل شأنه عباده فقال:
{يّا أّيٍَهّا پَّذٌينّ آمّنٍوا لا تّدًخٍلٍوا بٍيٍوتْا غّيًرّ بٍيٍوتٌكٍمً حّتَّى" تّسًتّأًنٌسٍواوتٍسّلٌَمٍوا عّلّى" أّهًلٌهّا ذّلٌكٍمً خّيًرِ لَّكٍمً لّعّلَّكٍمً تّذّكَّرٍونّ. فّإن لَّمً تّجٌدٍوا فٌيهّا أّحّدْا فّلا تّدًخٍلٍوهّا حّتَّى" يٍؤًذّنّ لّكٍمًوإن قٌيلّ لّكٍمٍ \رًجٌعٍوا فّارًجٌعٍوا هٍوّ أّزًكّى" لّكٍمًواللَّهٍ بٌمّا تّعًمّلٍونّ عّلٌيمِ} [النور: 27 28]
ومعنى تستأنسوا أي تستأذنوا وسمي استئناسا لأنه إذا استأذن وسلم أنس أهل البيت بذلك، ولو دخل عليهم بغير إذن لاستوحشوا وشق ذلك عليهم، وهاهنا للمستأذن عدد من آداب:
الأول: ألا يقف أمام الباب بل يكون عن يمينه أو شماله وان كان الباب مفتوحا يكشف من في داخل البيت فعليه أن يرده ويغض بصره لئلا يقع نظره على أمر يكره أهل البيت أن يراه، قال صلى الله عليه وسلم:« إنما جعل الاستئذان من أجل البصر».
الثاني: ان يستأذن ثلاثا فإن أذن له وإلا فليرجع إلا إذا غلب على ظنه أن أهل البيت لم يسمعوا، قال صلى الله عليه وسلم: الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع.. متفق عليه، ويقول المستأذن السلام عليك أأدخل؟ فقد استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيته فقال: ألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه اخرج الى هذا فعلمه الاستئذان فقل له: قل السلام عليكم أأدخل؟ فسمعه الرجل فقال السلام عليكم أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل.. رواه أحمد وأبو داود.
الثالث: إذا سئل هذا الطارق عن اسمه فليوضح وليبين فعن جابر بن عبدالله قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدققت الباب فقال: من ذا؟
فقلت أنا، فقال أنا أنا كأنه كرهها.. متفق عليه.. لأن قوله أنا لا يحصل بها التعريف، وإذا دق الباب فليكن برفق ولين من غير ازعاج ولا ايذاء ولا ازدياد في الاصرار وعليه ألا يفتح الباب بنفسه وإذا أذن له في الدخول فلينتظر قليلا ولا يستعجل في الدخول حتى يتمكن صاحب البيت من فسح الطريق وتمام التهيؤ ولا يرم ببصره هنا وهناك فما جعل الاستئذان إلا من أجل البصر ولقد اطلع رجل من جحر في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم مرري أي مشط يحك به رأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك إنما جعل الاستئذان من البصر.. متفق عليه،
إن من حق صاحب البيت أن يقول بلا غضاضة للزائر والطارق: أرجع.
فللناس أسرارهم وأعذارهم وهم أدرى بظروفهم فما كان الاستكنان في البيوت إلا من أجل هذا.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved