Friday 8th March,200210753العددالجمعة 24 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شارون يرفض الانتقاد الأمريكي لسياساته القمعيةشارون يرفض الانتقاد الأمريكي لسياساته القمعية

  * رام الله من وفاء عمرو رويترز:
برزت كتائب شهداء الاقصى الجماعة المسلحة التي يتزعمها قادة شبان باعتبارها رأس الحربة في الانتفاضة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
نفذت الكتائب هجمات عديدة في الاسابيع الاخيرة زادت كثيرا من حصيلة القتلى الاسرائيليين واحرجت الجيش الاسرائيلي الأفضل تجهيزا وأشعرته بالخطر، واخذ الجيل الجديد من القادة الذين أسسوا الكتائب خلال الانتفاضة يصيغون اكثر السياسات العسكرية لجماعة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
تأسست الكتائب التي تتشكل من مجموعات مسلحة سرية تنتشر عبر اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة بدون أي تشاور مع الحرس القديم في فتح الذي يعارض استخدام السلاح في الصراع مع اسرائيل.
ويقول مسؤولو فتح ان الكتائب مازالت تعتبر عرفات زعيمها والرمز الوطني الفلسطيني إلا ان عملياتها ستجعل من الصعب عليه التوصل الى أي اتفاق سلام مع اسرائيل لا يضمن إنهاء الاحتلال القائم منذ 35 عاما.
ويتعرض عرفات لضغوط امريكية واسرائيلية مكثفة لكبح جماح النشطاء إلا ان كبار مسؤولي الامن يقولون انه لا يمكن السيطرة على مسلحي فتح فيما القوات الاسرائيلية تواصل قتل الفلسطينيين.
وقال احد قادة الكتائب في الضفة الغربية ان مسلحي فتح سيلقون اسلحتهم فقط اذا ما توصل عرفات الى اتفاق سلام ينهي الاحتلال الاسرائيلي.
وقال القائد الذي رفض نشر اسمه: سنلتزم بأوامر وقف اطلاق النار فقط في حالة واحدة.. حل سياسي ينهي الاحتلال الاسرائيلي... لكن طالما يصعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حربه ضد شعبنا، فلن نسكت مدافعنا.
وتقول عناصر في الكتائب انها تعمل تحت إمرة قادة محليين في الضفة الغربية وقطاع غزة ينسقون غالبا مع بعضهم البعض فيما يتعلق بالهجمات ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وقال ممدوح نوفل الخبير العسكري الفلسطيني ان العديد من العمليات تم التخطيط لها محليا. واضاف: من الصعب السيطرة على هذه الجماعات لان قيادتها غير مركزية فكل جماعة في منطقة بالضفة الغربية او قطاع غزة لديها قائد ميداني محلي، وتتصرف كل جماعة حسب امكاناتها.
وتستخدم الكتائب اساسا تكتيكات مستوحاة من عمليات حزب الله في كفاحه ضد الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان الذي دام 22 عاما، وقال نوفل ان الخبرات العسكرية تتفاوت بين الجماعات المقاتلة فالأكثر خبرة تتولى العمليات ضد الجنود الاسرائيليين.
والأقل خبرة تساعد في اقناع النشطاء الفلسطينيين بالقيام بعمليات داخل اسرائيل يفجرون فيها انفسهم وسط أهداف اسرائيلية.
وقال المسلحون انهم اضطروا لحمل السلاح بعدما اخذ الجنود الاسرائيليون يطلقون النار على رماة الحجارة الفلسطينيين في المراحل الاولى من الانتفاضة الثانية التي بدأت في سبتمبر ايلول 2000 التي قتل فيها حتى الآن 956 فلسطينيا و313 اسرائيليا.
ولم يكن المسلحون الفلسطينيون في بداية الانتفاضة يملكون خبرة استخدام الاسلحة الآلية، ومع تصاعد العنف زادت خبرتهم اكثر وبداوا ينسقون مع مقاتلي حماس و جماعة الجهاد لتصنيع المتفجرات.
ولقي العديد من النشطاء حتفهم وهم يتعلمون كيفية تصنيع المفرقعات، وقال قائد عسكري في الكتائب: لكننا اصبحنا اكثر تنظيما، اننا نعمل في خلايا سرية، نخطط هجماتنا، ندرس اهدافنا ونتدرب وردنا ايضا سريع.
ومن بين عمليات ناجحة شنها المسلحون الفلسطينيون في الآونة الاخيرة قتل ستة جنود اسرائيليين في غارة على نقطة تفتيش تابعة للجيش الاسرائيلي بالضفة الغربية في الشهر الماضي وتدمير دبابة ميركافا في كمين بقطاع غزة قتل فيه ثلاثة من طاقمها.
وفي ضربة اخرى للجيش الاسرائيلي نجح قناص من رجال كتائب شهداء الاقصى بمفرده في قتل سبعة جنود اسرائيليين وثلاثة مستوطنين يوم الاحد الماضي عند نقطة تفتيش في الضفة الغربية قبل ان يلوذ بالفرار.
واعلنت الكتائب ايضا مسؤوليتها عن هجوم فجر فيه فلسطنيي نفسه مما اسفر عن مقتل عشرة أشخاص يوم السبت الا ان الهجمات على المدنيين الاسرائيليين ليست السمة المميزة لهم، وجاء هجوم يوم السبت انتقاما لقتل الاسرائيليين فلسطينيين في معسكرات لاجئين.
وقال اعضاء فتح ان الحرس القديم يشعر بالخطر من تصاعد نفوذ الجيل الشاب إلا ان عرفات لم يستجب لمطالبهم بتفكيك الكتائب لان ذلك يعني انقسامات داخل فتح.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved