Wednesday 6th March,200210751العددالاربعاء 22 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شارك فيها 540 جملاً وناقةشارك فيها 540 جملاً وناقة
مسابقة جمال الإبل تحيي تراث البادية في الإمارات

* بني ياس - الإمارات العربية المتحدة رويترز:
قديما قال الشاعر العربي «أحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري» في تصوير للوله في المحبوبة استعان فيه بأعز ما يملك وهو الجمل. ولا تزال للجمال التي كانت لها أمجاد في حياة البادية مكانة خاصة في منطقة الخليج. وفي محاولة لإحياء تراث الآباء والأجداد شهدت مدينة بني ياس بدولة الإمارات العربية المتحدة حديثا مسابقة فريدة من نوعها لملكات الجمال إلا أن المتسابقات كنّ من النوق والجمال.
الرامس صالح المنهالي عضو المجلس الاستشاري في إمارة أبوظبي قال لرويترز إن المسابقة شهدت إقبالا كبيرا حيث توافد مئات الأشخاص مع إبلهم إلى مدينة بني ياس غرب أبوظبي عاصمة دولة الإمارات للمشاركة في المسابقة التي تعد الأولى من نوعها في الدولة.
وتجنبا للالتباس اللغوي أطلق على المسابقة اسم «مزاينة» بدلا من العرف السائد لمسابقات الجمال الأخرى التي يطلق عليها اسم مسابقة ملكات الجمال، وكلمة مزاينة مشتقة من كلمة مزيون العامية أي جميل المنظر.
وزعت على أصحاب النوق الفائزة في مسابقة الجمال التي شارك فيها نحو 540 جملا وناقة جوائز بلغت قيمتها نحو 400 ألف درهم «نحو 100 الف دولار» بالإضافة إلى سيوف وخناجر ذهبية ثمينة بهدف تشجيع المواطنين على تربية الجمال والاعتناء بها باعتبارها أحد رموز التراث في الإمارات.
وقسمت الإبل المشاركة إلى أربع فئات هي فئة الإبل الكبار والإبل الفردي والإبل الثنايا أي التي يبلغ عمرها عامين والإبل الزمول أي التي يبلغ عمرها عاما واحدا.
وحسب شروط المسابقة يترتب على كل مالك للإبل المشاركة في المسابقة أن يقسم اليمين أمام أعضاء اللجنة أن هذه الإبل ملكه وأن سنها الذي أعلن عنه صحيح.
وقال المنهالي إن مقاييس الجمال التي تعمل اللجنة الخاصة التي تختار الإبل الفائزة على تطبيقها لدى استعراضها للإبل المشاركة تأخذ بعين الاعتبار أن تكون الإبل جميلة الوجه والانف وأن تكون رقبتها طويلة وأنفها بارزا وسنامها عاليا وخفها كبيرا وواسعا وأن تكون أرجلها مشدودة.
وأعلن أن المسابقة ستكون اعتبارا من هذا العام سنوية تقام في مارس آذار من كل عام في إطار اهتمام الدولة وجهودها لإحياء تراث الآباء والأجداد والمحافظة على الإبل التي كانت تلازم أهالي المنطقة في حلهم وترحالهم منذ مئات السنين قبل اكتشاف النفط الذي غير حياة الناس.
وقال إن المسابقة تشجع الجميع على السعي لامتلاك أفضل أنواع الإبل وأجودها كما ستساهم في تقوية الروابط والعلاقات بين أفراد القبائل وجمعهم في مناسبة سعيدة.
وقال إن الدعوة لإقامة هذه المسابقة جاءت من رئيس الدولة الشيخ زايد ن سلطان آل نهيان «لرد الجميل للإبل التي رافقت البدوي طيلة حياته وبالتالي يجب على الجميع المحافظة عليها وعلى كل ما يتعلق بتراث الإمارات».
ولم تبدل الثروة الكثير من تعلق أهالي هذه المنطقة بالهجن حيث لا تزال الإبل تستحوذ على ركن خاص إلى جانب السيارات الفارهة في بعض القصور والفيلات المنتشرة في مدن الدولة بالإضافة إلى الأماكن الخاصة التي تربى فيها حيث تقدم للإبل رعاية خاصة.
سيف محمد الشرع مدير إدارة الثروة الحيوانية بالوكالة في وزارة الزراعة في الإمارات قال لرويترز إن عدد الجمال التي تم حصرها في الإمارات حسب إحصاءات العام الماضي بلغ نحو 220 ألف جمل منها 189 ألف أنثى والباقي ذكور.
ويشمل العدد 157 ألف ناقة حلوب تنتج نحو 34 ألف طن من الحليب وينتج عن الباقي نحو 13 ألف طن من اللحوم.
كما يوجد أكثر من 15 ألف جمل مخصصة للسباقات التي تجري بصورة دورية في جميع مدن الإمارات حيث توزع فيها الجوائز القيمة وحيث يمكن أن يصل سعر الجمل الواحد منها إلى نحو مليون دولار.
وتقول مصادر رسمية إنه يوجد مستشفى للجمال في دبي يعمل فيه العديد من الأطباء البيطريين والممرضين المتخصصين بالإبل كما يوجد مركز أبحاث للجمال في جامعة الإمارات بالإضافة إلى مراكز الأبحاث المتطورة الأخرى المنتشرة في أبوظبي ودبي التي تعمل على تحسين السلالات والحفاظ عليها وكذلك الاهتمام بالهجن التي تشارك في السباقات.
وتشير الإحصاءات الدولية إلى أنه من بين الجمال في العالم التي يبلغ عددها نحو 14 مليون جمل ما زالت الجمال تستخدم للتنقل في بعض أنحاء العالم بينما تستخدم الجمال الأخرى للاستفادة من لحومها وحليبها.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved